المسؤولية الاجتماعية هي أداء الواجب تجاه المجتمع. فالمجتمع الذي يشكل البيئة الحاضنة للمشروع الاقتصادي، صغيرا كان أو كبيرا، هو احد أهم اسباب نجاح المشروع. ولقد جُبل أهل الكويت منذ القدم على فعل الخير، ليس كرد للجميل الاجتماعي فقط، لكن كطاعة وعبادة وتمسك بقيمة اجتماعية سامية. وهذا اكثر ما يكون شأنا فرديا حوافزه ذاتية.
غير ان تطور العمل الاقتصادي، الذي شهد نشأة وتطور المؤسسات وتكاثرها وتصدر الشركات الكبرى المشهد، كان لا بد من تنظيم أداء المسؤولية الاجتماعية، وبالذات بالنسبة الى الشركات، فكان ان سنت الانظمة وقامت الشركات التخصصية في صياغة مشاريع المسؤولية الاجتماعية وحتى ادارتها وتفننت فيها. وتتنافس الشركات في الكويت الآن في هذا المضمار. وتتنامى الميزانيات المخصصة لهذا الغرض. وانسجاما مع متطلبات الشفافية كان لا مفر من اعلان ما تقوم به الشركات من انشطة في هذا المجال وبالذات الشركات المدرجة في سوق الاوراق المالية.
وليس هناك حدود لاعمال الخير وتنوعها إلا القدرة على الابتكار والتفنن. هذا من حيث الشكل، اما من حيث الاسس، فأولها دعم القضايا التي يجمع عليها الجمهور او تشغل بال شرائح كبيرة منه. وهناك فئات الاحتياجات الخاصة، وهي الاولى بالرعاية، او إحياء تقاليد وفعاليات ما زالت موضع حنين او تراث يعتز به المجتمع.
وكما هو متعارف عليه فأفضل الاعمال هو المستمر منها. وينبغي ألا يقتصر عمل الخير على العطاء المادي، فالدعم المعنوي والمشاركة العاطفية قد يكونان احيانا أوقع أثرا وتسد حاجة نفسية اكثر إلحاحاً من الإشباع المادي، كما هي الحال مع الفئات التي لا تحصل على كفايتها من الرعاية والاهتمام الاسري أو الاجتماعي.