الكاتب: الياس طباع
يعتبر تطوير برامج الاستماع والتحدث من خلال الأسلوب السمعي الشفوي بديلاً علمياً وتربوياً لتدريب الصم وضعاف السمع على اللغة والنطق والكلام، على أن هذه الدراسة ليست نفياً لما سبقها من أساليب وطرائق اهتمت بتدريب الأطفال الصم على اللغة والكلام، بل هي حلقة نوعية جديدة من خلال تجاوزها الجدلي لعناصر وأساليب التدريب القديمة وجميع الطرق الأخرى، حيث ترى هذه الدراسة أن المعوق سمعياً لديه بقايا سمعية متنوعة يمكن تطويرها بتكبير وتضخيم الصوت وذلك من خلال التدريب المنظم والجيد على الإنصات والإستماع.
وتقوم استراتيجيات هذا الأسلوب المتبع في الدراسة على الجلوس بجانب الطفل، تركيز انتباهه إلى الألعاب والصور، التقليل في البداية من الضوضاء، استخدام النغمة الغنية بالصفات فوق المقطعية، التكلم بالطريقة العادية، استخدام كلمات وجمل بسيطة مع توضيح المعنى، استخدام الإيماءات في بداية التدريب (وضع الأصبع على الأذن عند وجود الصوت)، التركيز السمعي من خلال المبالغة في إسماع الطفل بعض العناصر المنطوقة، تكرار الكلمة أو المقطع أو العبارة أو الأصوات وتغطية الشفاه عندما يتمكن من فهم الكلام عن طريق حاسة السمع.
يعتمد هذا الأسلوب على تدريب الطفل على استغلال بقايا السمع وتطويرها عن طريق الاستخدام المكثف لهذه البقايا واستعمال المعينات الصحيحة والمناسبة من أجل تطوير مهارة الإنصات والإستماع وبالتالي تطوير الكلام الشفهي واللغة والتواصل الطبيعي.
وتقوم فلسفة الأسلوب السمعي الشفهي على أن معظم الأطفال المصابين بالعجز السمعي بدرجاته المختلفة يمكن تعليمعهم بالكلام الشفهي الطبيعي من خلال تدريبهم على استغلال بقايا السمع فالمصابون بالعجز السمعي لديهم الحق ويجب إتاحة المجال أمامهم لتطوير وتنمية بقايا السمع وتدريب مهارة الإستماع والإنصات.
والهدف من الأسلوب السمعي الشفهي هو إتاحة المجال للأطفال المصابين بالعجز السمعي لكي يطوروا وينموا ذاتهم في بيئة حياتية وتعليمية عادية تمكنهم من أن يصبحوا مسؤولين وغير معتمدين على الغير ومشاركين ومنتجين مثل أفراد المجتمع الآخرين.
توجد للأسلوب السمعي الشفهي مجموعة من المزايا من أهمها تدريب الطفل على الإنصات، وإتاحة المجال للأطفال لاستثمار بقايا السمع من خلال الاستماع لمعظم أو كل الطيف الصوتي، تطوير اللغة والكلام بشكل طبيعي وغير مصطنع وعدم اللجوء إلى تعليم أصوات منفردة، الحفاظ على بقايا السمع من خلال استعمال المعين السمعي الصحيح، التطور اللغوي والكلامي يؤثر بشكل إيجابي وفعال على تطوير العمليات النفسية الأخرى، تركيز الأسلوب السمعي الشفهي على تطوير اللغة والكلام من خلال التفاعل اليومي والمستمر مع البيئة التي يعيشون فيها، الأسلوب السمعي الشفهي لا يحتاج من الوالدين وأفراد المجتمع تغيير طريقة التواصل من خلال استعمال أساليب أخرى مثل الإشارة اليدوية والأبجدية الأصبعية ويمكن للمصاب بالعجز السمعي الاندماج بشكل طبيعي في المجتمع العريض.
يعتمد تقدم الطفل من خلال هذا الأسلةب على مجموعة من العوامل أهمها: السن الذي يتم فيه تشخيص مشكلة السمع، سبب العجز السمعي، درجة العجز السمعي، فعالية المعينات السمعية، درجة إشراك الأسرة وتعاونها مع المدرسة أو المركز، ونعني بإشراك الأسرة (الوالدين خصوصاً) تدريبهم على طرق تنمية مهارة الاستماع وتنمية اللغة والكلام، إدخال أنشطة الإنصات والاستماع ضمن الروتين اليومي في البيت، التعاون الكامل مع الإخصائيين ومع الهيئة التعليمية وتوضيح اهتمامات الطفل ومعرفة نوع التواصل داخل البيت، تعديل السلوك ومناقشة التقدم.
ويتم من خلالها اكتشاف الصوت ومعرفة وجود الصوت من عدمه حيث يتم تدريب الطفل على التمييز بين وجود الأصوات من عدم وجودها ويكون هذا بعد الشهر الأول بالنسبة لزارعي القوقعة الألكترونية حيث يتم تدريب الطفل على الإنصات المنظم والإنتقائي ولا سيما الأصوات البيئية المألوفة (التصفيق ـ جرس الباب ـ جرس الهاتف ـ صوت التلفاز ـ الأدوات الموسيقية الخاصة بالطفل ـ أصوات الحيوانات الأليفة ـ وسائل المواصلات المعروفة).
وهي مرحلة تمييز الأصوات البيئية واللغوية المألوفة وتعني القدرة على الإحساس السمعي واالتمييز السمعي من خلال ربط الصوت بمصدره فقد نسمع الطفل بعض الأصوات ولمدة كافية سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق مسجل ويقوم بعدها التلميذ بسماع الصوت وبربط كل صوت بمصدره وصورته وهنا يتعلم الطفل ربط الصوت بصورته ومادته كأن يربط بين صوت السيارة ومجسمها أو بين صوت القطة ومجسمها أو صورتها أو صوت الأداة الموسيقية وهذه الأداة وبذلك يتم نطق صوت الشيء أو صوت الحيوان والشيء مثل:
ـ بيب بيب والاشارة إلى صوت السيارة ـ ميو ميو لصوت القطة ـ توت توت لصوت القطار.
ومن الأصوات البيئية والأدوات الموسيقية والحيوانات ووسائل المواصلات والأدوات تنتقل إلى الأصوات اللغوية وبحسب التدرج الطبيعي لنطقها ومن ثم ربطها بمدلولاتها الحسية التي تدل عليها من خلال تدريبه على سماع الأصوات المتحركة،ثم الساكنة الآتية: (آ ـ و ـ ي ـ إ ـ س ـ ش ـ م) وتدريب الطفل على سماع الكلمات البسيطة ذات التردد الواحد المنخفضة ثم ذات الترددات الواحدة العالية والتي تتألف من مقطع واحد متكرر مثل (باي ـ باي ـ بابا ـ ماما ـ دادا) ثم نقوم بتدريبه على كلمات بسيطة مؤلفة من مقطعين مثل (بيضة ـ موزة ـ ماء ـ حليب ـ تفاحة ـ عصير).
وبالاعتماد على هذه الطريقة يوضع الشيء أمام التلميذ ونقوم بإسماعه اسم الشيء من خلفه أو من الجانب وبصوت مليء بالنغمات حتى يتم الاقتران الشرطي بين الصوت المسموع والشيء المرئي ثم نطلب من الطفل إعادة الكلمة أو الجملة وتعيين الشيء الدال عليه.
وهي مرحلة تحديد الصوت والكلمة، وهنا يتم تدريب الطفل على تحديد الصوت أو الكلمة أو الجملة التي سمعها من خلال مهارتي (التعيين والتسمية) ويكون ذلك من خلال تعرف الطفل على الكلمة والصوت والمطابقة بينه وبين النموذج والصورة التي تدل عليه أو من خلال تنفيذ أوامر من خطوة واحدة أو خطوتين أو ثلاث أو من خلال إعادة المادة المسموعة وتحديد العناصر فوق المقطعية الدالة عليها والمعبرة عنها ويجب الإشارة إلى أن طول الصوت ونغمته وإيقاعه عوامل هامة تدل عليه.
هي مرحلة تدريب زارعي القوقعة على الفهم والإدراك، ويكون ذلك من خلال فهم الكلام والإجابة عن الأسئلة المحددة التي تدل على الفهم والإدراك أو تنفيذ معلومات من خطوة واحدة أو خطوتين أو أكثر، أو من خلال الإشتراك في الحديث والحوار والعلامات الإنفعالية والفوق مقطعية، التي تظهر على ملامح الشخص نتيجة سماع نغمة الصوت والفهم والمعنى (صوت فرح ـ صوت حزن ـ صوت آذان ـ إذاعة أخبار…).
وفي النهاية لابد من بعض التوصيات لوالدي الطفل حول التعامل السليم معه في البيت من أجل ضمان تحقيق الأسلوب السمعي الشفهي أهدافه المنشودة، ومن أهم هذه التوصيات:
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع