الكاتب : روحى عبدات
تعرف الضغوط بأنها الاستجابة الفسيولوجية المرتبطة بعملية التكيف، حيث أن الجسم يبذل مجهودًا لكي يتكيف مع الظروف الداخلية والخارجية محدثًا نمطًا من الاستجابات التي تحدث سرورًا أو ألمًا، وقد تكون هذه التغيرات مؤلمة تحدث بعض الآثار الفسيولوجية، مع أن تلك التأثيرات تختلف من شخص إلى آخر تبعاً لتكوين شخصيته وخصائصه النفسية التي تميزه عن الآخرين، وهي فروق فردية بين الأفراد.
كما أن التعرض المتكرر للضغوط القوية وما يترتب عليها من تأثيرات سالبة كالفوضى والارتباك في حياة الفرد، والعجز عن اتخاذ القرارات وتناقص فاعلية سلوكه، وعجزه عن التفاعل مع الآخرين وظهور أعراض لأمراض جسمية، وغير ذلك من نواحي الاختلال الوظيفي، يعني أن الضغوط ذات التأثيرات السالبة مرتبطة بالصحة النفسية للفرد.
وهذه الضغوط ليست قاصرة على فرد دون آخر، وتؤثر في الجميع ولكن بمستويات وأشكال مختلفة، حيث تعتبر الوظيفة مصدراً من مصادرها وتعرف بما يسمى بالضغوط المهنية، وتنعكس الضغوط عند معلم الأطفال المعاقين عند إدراكه بعدم قدرته على مواجهه متطلبات مهنته وتطبيقه للبرامج المرسومة الأمر الذي يشكل تهديداً لذاته، وتحدث لديه معدلاً عالياً من الانفعالات السلبية والتي يصاحبها تغيرات فسيولوجية كرد فعل تنبيهي لتلك الضغوط.
وقد أظهرت الدراسات أن معلمي الأطفال المعاقين عقلياً هم الأكثر تعرضاً لهذه الضغوط، وكلما ازدادت شدة الإعاقة ازدادت الضغوط الواقعة على المعلم.
ويشعر المعلم الذي يتعرض للضغوط النفسية والمهنية ببعض الإنذارات التي تعطي مؤشراً باتجاه وجود ضغوط مرتفعة أو حالات من الإجهاد، ويستلزم إزاء هذه الإنذارات اتخاذ بعض الإجراءات لخفض التوتر أو الضغوط لكي لا تتحول عند استمرارها لفترة طويلة إلى حالات مرضية..
ـ اضطرابات النوم، اضطرابات الهضم، اضطرابات التنفس، خفقان القلب، التوجس والقلق على أشياء لا تستدعي ذلك، أعراض اكتئابية، التوتر العضلي والشد، الغضب لأتفه الأسباب، التفسير الخاطئ لتصرفات الآخرين ونواياهم، الإجهاد السريع، تلاحق الأمراض والتعرض للحوادث.
ومن هنا تأتى الحاجة إلى أهمية الإعداد التربوي والنفسي لمعلم التربية الخاصة وتكوين اتجاهات ايجابية نحو مهنه التدريس ونحو الأشخاص المعاقين مما ينعكس على قدرته على اتباع الأساليب التعليمية المناسبة معهم.
وتشكل الضغوط النفسية الأساس الرئيسي الذي تبنى عليه بقية الضغوط الأخرى، وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط الأخرى مثل: الضغوط الاجتماعية وضغوط العمل (المهنية )، والضغوط الأسرية والضغوط الدراسية والضغوط العاطفية.
ولا بد أن يتم تزويد معلم التربية الخاصة بمجموعة من الآليات التي تمكن من التعامل مع الضغوط النفسية والمهنية التي تواجهه أثناء العمل، وتتوقف عملية مواجهة الضغوط على نظرة المعلم إليها، وقد أشارت روث وكوهين إلى طريقتين لمواجهه هذه الضغوط هما:
إن معلمي التربية الخاصة مسؤولون عن سلوكهم الخاص، وعن التوصل إلى حلول شخصية لمنع حدوث الإجهاد الانفعالي، واقترحت إحدى الدراسات الاستراتيجيات التسع التالية، والتي يمكن لمعلم التربية الخاصة إتباعها للتغلب على مشكلة الضغوط النفسية التي يسببها العمل:
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع