الكاتب : روحى مروح عبدات
يعتبر التدريب بالمحاولات المتقطعة أسلوباً تدريبياً Discrete Trial Training DTT من ضمن استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي APA الذي يركز على اكساب الطفل المهارة المطلوبة عبر التحكم في تسلسل الأحداث السابقة واللاحقة للسلوك، وتتضمن العناصر الأساسية في هذا التدريب: التعليمات Instruction، الحث والتوجيه Prompting، الاستجابة Response، اللواحق Consequence، الفاصل الزمني بين المحاولات الاختبار Intertrial Interval.
هذا النوع من التدريب هو طريقة لتعليم مهارات جديدة، تتضمن سلسلة من الدروس المتميزة التي يتم إعادتها، أو المحاولات التي يتم تعليمها عن طريق واحد لواحد، ويعرف لوفاس (1981) المحاولة على أنها وحدة تدريسية واحدة، علماً ان المحاولة التعليمية الواحدة عادة تتضمن أربعة أجزاء:
والمثير المعزز هو أي حافز يلي مباشرة استجابة الطالب ويزيد من احتمال تكرار حدوث السلوك، ويجب أن يتم تقديمه مباشرة بعد السلوك المرغوب، علماً أن السلوك يجب أن يحدث بشكل متدفق مستمر، لأننا لا نريد أن نعزز السلوك الخاطئ الذي يحدث صدفة.
التغذية الراجعة: وتتزامن مع استجابة الطالب، حيث دع الطالب يعرف استجابته فيما إذا كانت صحيحة أو خاطئة، فعندما يتم تعزيز الطالب عن طريق المديح أو الشكر، تستخدم التغذية الراجعة أيضاً كمعزز إيجابي.
يقول المعلم: المس أنفك (مثير مميز)
يلمس الطفل أنفه (استجابة)
يعطي المعلم للطفل قطعة من الكعك ويمدحه (تعزيز إيجابي)
يقول المعلم: ما اسمك؟
يقول الطفل: اسمي عمر (مثير مميز)
يعطي المعلم فرصة للطفل باللعب بالدمية لمدة عشر ثواني (تعزيز إيجابي)
ومن المطلوب قول عبارات للإجابة الصحيحة مثل: (أحسنت، صواب، صحيح)، وفي حال الإجابة الخاطئة يمكن قول كلمات مثل: (حاول مرة أخرى، خطأ، لا).
الحث: أي شيء يضيفه المعلم لتسهيل الاستجابة، ومن المهم أن يتم إخفاء الحث سواءً كان بدنياً أو لفظياً بمرور الوقت، وذلك لتجنب اعتماد الطفل على الحث واعتياده عليه.
إن أجزاء التدريب بالمحاولة المتقطعة عادة يتم تمثيلها بالرموز كالتالي: SD R SR ITI SP، ففي البداية يتم تقديم التعليمات الأولى من المعلم (SD)، ويتم تقديم نوع من الحث أو التلميح أو تقديم النموذج من قبل المعلم لمساعدة الطفل على الاستجابة الصحيحة (SP)، ثم يستجيب الطفل إلى التعليمات، إما بمساعدة أو بدونها (R)، ويتم تقييم استجابة الطفل إما أنها صحيحة أو غير صحيحة أو لا استجابة، وأخيراً فإن الناتج يأتي بناء على استجابة الطفل المرتبطة بمعيار محدد سلفاً (SR).. بعدها يتوقف المعلم قليلاً من أجل أن يعرف الطفل بأنه تم الانتهاء من مجموعة واحدة وتم الانتقال إلى ما بعدها (ITI).
هناك الكثير من الدراسات التي دعمت استخدام تدريب المحاولة المتقطع مع الأشخاص ذوي التوحد في مواقف متعددة، وهو يساعد في تعويض التحديات يواجهها من قبل عامة الناس، وهي مفيدة لأطفال التوحد لعدة أسباب:
يجب أن يكون هذا التدريب فردياً ويطبق بحذر حيث أن كل طفل توحدي تظهر لديه تركيبة فردية من جوانب العجز والقدرة في مجالات متعددة (Smith, 2001)، إضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى عدم تبني هذه الاستراتيجية بمفردها بعيداً عن جوانب التدخل الأخرى، وأن تدريب المحاولة المتقطع يستخدم كاستراتيجية تعليمية، ويجب الأخذ بالاعتبار أهمية تعميم المهارات التي يتم تعلمها.
يقدم المعلم تعليمات واضحة ومقتضبة للطفل، ويفضل استخدام كلمات قليلة ومتسقة. ويتم تقديم التعليمات بإيجاز قدر الإمكان، على سبيل المثال، (تعال هنا) مقابل (أريدك أن تأتي إلى هنا رجاء)، وقد يكون الطلب مقروناً بالحث من أجل المساعدة، والذي يتم تخفيفه تدريجياً لكي يبقى الطفل أكثر استقلالية.
وذلك اعتماداً على مستوى الطالب التعليمي ودرجة تعقيد المهمة، يقدم المعلم محثات مناسبة لإثارة الاستجابة المطلوبة.
يستجيب الطالب لعملية التعليم والحث، حيث يجب أن تكون استجابته السلوكية قابلة للقياس.
قد تأخذ الاستجابة التي يطلقها الطفل عدة أشكال بما في ذلك: النجاح التام، النجاح الجزئي، عدم الإكمال، عدم الاستجابة، حيث تحتسب الاستجابتان الأخيرتان بعدم الصواب.
النتيجة، اللواحق Consequence: يقدم المعلم تعزيزاً وتغذية راجعة فورية بعد استجابة الطالب لتسهيل اكتساب المهارة.
يتم تقديم النتيجة من قبل الشخص الممارس (الطاقم في الصف، ولي الأمر، المعالج..) والتي تتوافق مع استجابة الطفل، والاستجابة الصحيحة تمكن الطفل من الوصول للأشياء المفضلة لديه كمعززات، على سبيل المثال: المديح اللفظي، اللعب، الدغدغة، الأطعمة، الإثارة الحسية،.. الخ.
أما الاستجابة غير الصحيحة فيتم الحاقها بتغذية راجعة تفيد للطفل بأن إجابته خاطئة، ومثل هذه التغذية الراجعة قد تتضمن (لا)، وإزالة الأغراض أو الانتباه لمدة ثوانٍ معدودة قبل إعادة التعليمات.
يتم استقطاع وقت محدد للانتظار بعد استكمال المحاولة، وذلك قبل الانتقال إلى المحاولة الجديدة. ويساعد هذا الأمر في ضمان أن تكون كل محاولة أو مهمة منفصلة عن التي تليها.
إن تدريب الطواقم العاملة مع أطفال التوحد على اتباع هذا الأسلوب قد تتضمن تعليمات مبدئية عندما يجلس المختص مع الطفل مباشرة وجهاً لوجه، وهذا يساعد في تأسيس استجابات يقوم بها الطفل، ويمكن أيضاً اتباع هذا الأسلوب في أي موقف داخل وخارج إطار الفصل الدراسي.
لتدريب الطفل أحمد على التعرف على الألوان، جلس أحمد ومعلمته إلى طاولة في زاوية هادئة في الفصل، بعد جلب انتباه أحمد نحو المهمة المطلوبة، قدمت المعلمة لأحمد لوحة التعزيز المألوفة بالنسبة له، وقالت له: إذا استطعت الاجابة عن خمسة أسئلة بشكل صحيح سوف يتم السماح لك باختيار نشاط محبباً لديك.
تم وضع ثلاث بطاقات مختلفة الألوان على الطاولة، قامت المعلمة بتسمية كل لون من الألوان وهي تشير إليها، وبعد إعادة ذلك بتسلسل، قامت المعلمة بخلط الألوان ووضعها أمام أحمد على الطاولة من أجل الممارسة، أشارت المعلمة إلى إحدى البطاقات وقالت: (ما هذا اللون)؟
انتظرت المعلمة لمدة ثانيتين، ثم قامت بحثّ أحمد عن طريق المبالغة في الصوت الأول (أزرق)، على سبيل المثال، وعندما أجاب أحمد الإجابة الصحيحة، حصل على قطعة معدنية تمثل النشاط الذي يريده، إضافة إلى شكر لفظي من المعلمة.
تمت الممارسة والتدريب باتباع هذه الخطوات حتى أتقن أحمد المهارة، قام المعلم بتسجيل البيانات في كل استجابة وتقديم التعزيز لكل استجابة صحيحة، وعند الانتهاء من المحاولة، قاموا بعدِّ القطع المعدنية التي حصل عليها أحمد، ونظراً لأنه حصل على خمس قطع، فقد حصل على خمس دقائق من اللعب في لعبة محببة بالنسبة له قام باختيارها من لوحة التعزيز.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع