هناك العديد من أعمال الخير التي يجب أن تكون لها نصيب وأولوية لدى رجل الأعمال الكويتي، مثل البر بأهل بيتك، وإطعام الناس، والإكثار من الصدقة والزكاة، وبناء ملجأ للأيتام لأنه يؤوي الذين حرموا نعمة الأمومة أو الأبوة، «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ». كل هذه الأعمال حسنة وجيدة وحتى تكون صالحة في المعنى الذي يحبه الله لا بد من توافر فيها شرط إرادة رضا الله سبحانه وتعالى، وعلى أن يكون العمل الصالح والعمل الخير الذي يقوم به الإنسان، أياً كان فقيراً أم غنياً، خالصاً لوجه الله، وأن يتقرب به إلى الله، وابتغاء مرضاته.
وبذلك، فإن رجال الأعمال والتجار عليهم التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعمل النافع الذي حثّ عليه الدين الحنيف «خير الناس من نفع الناس». وكما نرى، فإن أصحاب الأيادي البيضاء من أهل الكويت امتد خيرهم إلى جميع أصقاع المعمورة، وهم دائماً في تنافس للعمل الصالح من بناء المشافي ودور الأيتام وحفر آبار المياه وبناء دور العبادة ودور القرآن الكريم، والمراكز الصحية وصالات الأفراح داخل البلاد وخارجها. هذا بالإضافة إلى الإعانات المادية والعينية للفقراء والمساكين، خصوصاً في شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والعطاء بإقامة موائد الإفطار في المساجد والمراكز الدينية. وهذه الأعمال الصالحة يعمل عليها أهل الكويت رجالاً ونساء، تجاراً وموظفين، رجال أعمال وشركات وبنوكاً.
فأهل الخير يتسابقون بالبذل والعطاء وبهذا العمل الصالح يمكننا أن نزاحم الأمم الراقية والمتحضرة بالمناكب، وأن ننافس دول العالم المتقدمة، وأن نفوقها في العديد من مجالات العلم والمعرفة. فطالما أن جذوة الفعل المحرك في الأعمال الصالحة لا تخبو، فإنها ستقودنا إلى المراتب العليا والدرجات السامية.
إن التجّار ورجال الأعمال الذين يبذلون ويعملون لمساعدة الإنسان، سعداء وأقوياء وهم المفلحون الناجحون في الحياة الدنيا والآخرة، على أن يكون عمل الصالحات لوجه الله تعالى، وليس لأهداف ذاتية ومزاجية ضيقة.
فلقد أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله وهو يخاطب المسلمين «لو قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها».