لم تمنع الاعاقة الرئيس الامريكي السابق فرانكلن روزفلت من تبوؤ منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية اربع مرات متتالية وهو مصاب بالشلل ولا الاديب المصري طه حسين من تولي حقيبة المعارف في بلاده بالرغم من فقدانه للبصر منذ كان في الرابعة من عمره.
وفي الكويت ابدع اعضاء النادي الرياضي الكويتي للمعاقين في المحافل الدولية لاسيما في دورات الألعاب شبه الأولمبية ورفعوا علم الكويت عاليا وانجازات بارزة منها ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في اتلانتا بالولايات المتحدة في عام 1996 وتسجيل رقم عالمي قياسي في رمي الرمح في البطولة الخليجية الثانية بالسعودية.
وفي أجواء العرس الديمقراطي التي تعيشه الكويت في هذه الايام وتقدم أحد المرشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة للترشح لمجلس الأمة المقبل وتجاهل معظم المرشحين لهموم ومطالب ذوي الاحتياجات الخاصة دعا ابناء هذه الفئة الى بدعم السلطة التشريعية لمطالبهم حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية في المجتمع بصورة طبيعية دون تمييز بينهم وبين الاصحاء.
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس ادارة النادي الكويتي الرياضي للمعاقين شافي الهاجري ان فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج الى الكثير من الدعم والاهتمام الحقيقي من جميع أطياف المجتمع لاسيما من السلطتين التشريعية والتنفيذية.
واعرب عن الامل في ان يصل أحد ابناء ذوي الاحتياجات الخاصة الى قبة عبدالله السالم في مجلس الامة ليكون نائبا باعتبار ان اي فرد من هذه الفئة “يعيش ويعرف بالتحديد ما نمر به من مشكلات ومصاعب في المجتمع”.
واشار الى قانون المعاقين 8/2010 الذي “لم يطبق بشكل كامل وصحيح” مضيفا ان عددا من المواد فيه ترجم بطريقة مختلفة مع اختلاف الجهة أو الوزارة المعنية بتطبيقه وليس بناء على متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة.
واضاف ان النادي طالب عن طريق وسائل الاعلام المختلفة بتطبيق واعطاء شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم ليمارسوا حياتهم اليومية كما في الدول المتقدمة مشيرا الى ان اهتمام المجتمع ومعظم اعضاء مجالس الأمة السابقين بات يتركز على أمور أخرى.
وانتقد الهاجري إلغاء لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجلس الأمة السابق مبينا ان ذلك الامر “اشعرنا باليأس الشديد لأن تلك اللجنة كانت بمثابة نافذة لنا نعبر من خلالها عن مطالبنا”.
واوضح ان مرشحي المجالس السابقة “تاجروا بقضيتنا ولم يتطرقوا لمطالبنا” مشيرا الى حاجة هذه الشريحة من المجتمع الى متطلبات الحياة اليومية سواء التربوية من خلال تمكين المدارس الحكومية من التعامل معهم او المتطلبات الاجتماعية مثل تفعيل قوانين المعاقين في الأسواق التجارية.
واكد الهاجري وجود حاجة ملحة لان تتحاور السلطتان التشريعية والتنفيذية مع جهات الاختصاص لوضع حلول جذرية لمشكلات ومطالب ذوي الاحتياجات الخاصة وتحويل الكويت الى دولة “صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة”.
وناشد مرشحي مجلس الأمة 2013 ان تكون اولوياتهم الحرص على الرقابة الحقيقية واقرار القوانين التي من شأنها تنمية الوطن والمجتمع لاسيما الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة الذين تفخر الكويت بان يكون من أبنائها وبناتها أبطال في العديد من الالعاب الرياضية والمجالات الانسانية الاخرى يرفعون علمها عاليا.
من جانبها أكدت لاعبة ألعاب القوى في منتخب الكويت لذوي الاحتياجات الخاصة سجى العازمي ل(كونا) حاجة هذه الفئة الى دعم حقيقي من الجهات المعنية في الدولة حتى نقدم كل ما لدينا من أجل وطننا ونرفع شأنها في المحافل الدولية مطالبة أعضاء مجلس الامة المقبل بان يكونوا أكثر جدية في دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المجالات.
وقالت العازمي التي حصلت حديثا على ثلاث ميداليات في لعبتي رمي الجلة والرمح انها ستدلي بصوتها لمرشح من ذوي الاحتياجات الخاصة اذا كان ضمن دائرتها الانتخابية “كونه يعيش معاناتنا ويعرف ما نمر به من صعاب وعقبات في حياتنا اليومية”.
من جهته دعا لاعبا منتخب الكويت في تنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة عوض الحربي ومحمد بن جبل الجهات المعنية الى انشاء مراكز ونواد متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظات الكويت المختلفة و توفير مراكز خاصة في الاندية الرياضية الحالية.
وقال اللاعبان اللذان حصلا على ميداليات عدة في بطولات مختلفة ان الرياضيين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون صعوبة كبيرة في ممارسة العابهم الرياضية المفضلة لعدم وجود اندية متخصصة قريبة من مناطقهم.
ودعوا اعضاء السلطة التشريعية الممثلين لفئات الشعب في الدورة المقبلة الى الاهتمام الجاد بدعم قضايا المعاقين واعطائهم حقوقهم المنشودة مضيفين ان وصول من يعاني من اعاقة الى مجلس الامة سيسهم في نقل قضاياهم ومعاناتهم الى الجهات المعنية بصورة افضل. يذكر ان اول لجنة لشؤون المعاقين بمجلس الامة شكلت في دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي ال11 في عام 2006 وتختص تلك اللجنة بدراسة ومناقشة مشروعات واقتراحات القوانين والاقتراحات برغبة أو أي قضايا تتعلق بفئة المعاقين واعيد تسميتها بلجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2009 حتى المجلس المبطل الاول في فبراير 2012 ولم يتم تشكيها في المجلس المبطل في ديسمبر 2012.