الكاتب : لطيفة ماجد النعيمى
إن الحياة بدون أن نعي من نحن لا تعد حياة…
إن الحياة بدون أحبة يعينونك على العطاء لا تعد حياة…
إن الحياة بدون تواصل لا… ولن تكون أبداً… حياة.
يعد التعبير جزءً مهماً في عملية الاتصال مع الآخرين، ويأخذ هذا التعبير عدة أشكال متباينة، فقد يكون لفظياً تخاطبياً، وقد يكون جسدياً خالياً من اللفظ، وقد يحوي الاثنين معاً، وقد يكون عن طريق الصور أو الرسوم، أو النقوش الخالية من الألفاظ والتي تحمل ـ في الوقت نفسه ـ معاني خاصة بها (عبد الله الطويرقي: 1994).
اضطراب اللغة هو صعوبة في إنتاج أو استقبال الوحدات اللغوية بغض النظر عن البيئة التي قد تتراوح في مداها من الغياب الكلي للكلام إلى الوجود المتباين في إنتاج النحو واللغة المفيدة ولكن بمحتوى قليل ومفردات قليلة.
تعتبر الأذن العضو الأساسي والرئيسي في الاتصال الاجتماعي كونها أداة الاستمتاع بجمال الأصوات وتمييزها مصدراً وشدةً ونوعاً ومعنى وهي ثلاثة أقسام: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية.
هناك ضرورة كبيرة لمعرفة اضطرابات التواصل ومسبباتها وتوعية الوالدين بها ليسهل اكتشافها في أبنائهم منذ بداية رحلة الحياة ومن ثم تيسير عملية التدخل المبكر وتقديم الخدمات العلاجية المناسبة.
التواصل Communication هو نوع من التفاعل المتبادل، حيث يكون سلوك فرد ما بمثابة مثير لسلوك فرد آخر، ففي مثل هذا النظام نجد الرموز تشير إلى محتويات الفكر وعادة ما يتعلم الإفراد ضعاف السمع أو ضعاف الكلام وفاقدوه الاتصال بهذا النظام وذلك بإشاراتهم إلى الرموز على لوح خاص. (عادل الأشول: 1987)
والتواصل بوضوح هو عملية نقل للرسائل من المرسل إلى المستقبل، والرسالة ممكن أن تكون شفوية أو غير شفوية أو غير ذلك وعند الإنسان غالباً ما تكون منطوقة. (Van Riper :1984)
والاتصال عملية ذات اتجاهين إذ تتضمن التأثير والتأثر. ويزداد التفاعل مع قصر المسافة النفسية بين المتصلين، والمسافة النفسية هي مدى التقارب في المشاعر والعواطف والمفاهيم. (راضي الوقفي: 1989)
والتواصل هو طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الإفراد. (فتحي عبد الرحيم 1982)
والاتصال هو عملية حيوية فعالة تتطلب مرسل ومستقبل ورسالة بينهما. (Deena & Ellenmorris 1985)
1
- متغيرات الصوت.
2
- حركات الجسم.
3
- التقارب المكاني: أي المسافة بين الاشخاص. (بشير الرشيدي وآخرون: 2000)
يعرف اضطراب التواصل Communication Disorder بأنه اضطراب في التعبير أو اللفظ أو قواعد اللغة أو الصوت وكلها تؤثر سلباً في واجبات الطفل الأكاديمية وقدرته على التعلم.
(Hearing et al., 1994 C.F.R, part 300, sec-300.7, 1992, Turnbull et al, 1995
وتعرفه الجمعية الأمريكية للنطق والسمع (ASHA) بأنه اضطراب في القدرة على إرسال مفاهيم شفهية وغير شفهية واستلامها واستيعابها، وقد يكون في عملية الإدراك السمعي أو اللغة أو النطق ويشمل عدة درجات تتراوح بين الشديد والخفيف ويكون مكتسباً أو تطورياً. (ريم معوض: 2004)
وفي تعريف آخر للرابطة الامريكية للكلام واللغة والسمع تعرف اضطراب التواصل بأنه صعوبات في النطق أو اللغة أو الصوت او الطلاقة أو السمع. وفي دراسة أعدتها (الرابطة الامريكية للكلام والسمع) (ASHA) في عام 1952 لتقدير مدى انتشار اضطرابات التواصل في المجتمع الامريكي اتضح أن 5٪ من السكان بين عمر 5 و21 سنة لديهم اضطراب في الكلام، وأن 6٪ من مجموع الاطفال المقيدين في المدارس العامة لديهم صعوبات في التواصل. (بشير الرشيدي وآخرون: 2000)
تعتبر الأذن العضو الأساسي والرئيسي في الاتصال الاجتماعي، وهي أداة الاستمتاع بجمال الأصوات وتمييزها مصدراً وشدة ونوعاً ومعنى. وينتقل الصوت أمواجاً تتدافع ضاغطة الهواء حتى تصل موجاته إلى طبلة الاذن، وتتشارك الأذنان معاً في عملية تشخيص الأصوات، فالصوت الذي يصدر من الجهة اليمنى يصل إلى الاذنين معا، ولكنه يصل إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بجزء من الثانية ويكون أعلى بقليل مما يساعد في تحديد الجهة التي يصدر عنها الصوت.
كما يشخص الصمم بأنه أي فقدان للقدرة السمعية من 90 ديسبل أو أكثر، ويعرف ضعيف السمع بعدم القدرة على السمع عند مستوى 20 إلى 85 ديسبل ويمكن تقسيم درجات الضعف إلى: بسيط (20 ـ 40 ديسبل)، ومتوسط 40 ـ 60 ديسبل)، وشديد (60 ـ 85 ديسبل). (Van Riper & Lon Emerick, 1984)
ويمكن أن يحدث ضعف السمع التوصيلي إذا أعيق نقل الصوت إلى الأذن الخارجية أو الوسطى، والسبب الرئيسي الكامن خلف معظم الضعف السمعي التوصيلي عند الأطفال هو التهاب الأذن (Otitis Media)، وفي الشباب يعد (Otosclerosis) السبب الرئيســي، أما بالنســبة للكبـــار فيعد (Ear Canal Collapse) هو السبب لضعف السمع التوصيلي. أما ضعف السمع الحسي فيحدث عندما يصيب الشعيرات السمعية في القوقعة أي عطب أو إصابة العصب السمعي.
يمكن أن تكون هناك عدة أسباب تؤدي إلى الاضطرابات السمعية من أهمها:
قبل ولادية: مثل الاعاقات التكوينية التي تصيب الإذن خلال النمو الجنيني ومنها عدم اكتمال القناة السمعية أو بعض منها أو بعض أجزاء الأذن الوسطى، بعض الأمراض التي تصيب الأم خلال الحمل أو تناولها بعض الأدوية التي من شأنها أن تضر الأذن.
أي بعد ولادة الطفل وترجع إلى الأمراض التي تصيب الطفل منها الالتهابات المستمرة للأذن والإصابات المباشرة لأذن الطفل.
وهناك بعض الأدوية التي يمكن إن تؤدي إلى الضعف السمعي أو الصمم منها: مجموعة (Mycin) ومنها: .(Streptomycin, Neomycin) (Hallowell Davis S. Richard Silverman, 1978).
يمكن أن ينتقل الصمم أو الضعف السمعي عبر الوالدين إلى الأبناء.
من الممكن أن يصاب الشخص بالصمم أو الضعف السمعي نتيجة للشيخوخة، وكذلك يعتبران من أمراض الشيخوخة المتوقعة.
التعرض للضوضاء المستمرة والمرتفعة قد تؤدي إلى الصمم أو الضعف السمعي. (Van Riper &Lon Emerick 1974)
يعرف الكلام بأنه الاتصال اللفظي أو هو التداخل العصبي العضلي لإصدار الوحدات اللفظية.
(Deen K.Bernstein & Ellenmorris Tiegerman 1985) ويعرف إضطراب الكلام بأن الكلام يكون غير سوي عندما ينحرف كثيراً عن كلام الآخرين بدرجة تستلفت الانتباه ويعوق الاتصال أو يسبب حالة من الضيق للمتحدث أو المستمع (أنسي محمد: 2005).
ويضطرب الكلام عندما يكون غير نحوي أي غير متناسق مع القواعد النحوية من حيث استخدام الضمائر والأفعال والتمييز الجنسي للكلمات ـ كأن يقول الولد (أنا عاوزه آكل)، أو غير مفهوم، أو سريع أو غير مرضي لما يحتاج إليه الشخص. (William H. Perkins: 1978)
(عبدالكريم الخلايلة وعفاف اللبابيدي: 1975)
يقصد باضطراب اللغة أي صعوبة في إنتاج أو استقبال الوحدات اللغوية بغض النظر عن البيئة التي قد تتراوح في مداها من الغياب الكلي للكلام إلى الوجود المتباين في انتاج النحو واللغة المفيدة، ولكن بمحتوى قليل ومفردات قليلة وتكوين لفظي محدد وحذف الأدوات، وأحرف الجر وإشارات الجمع والظروف. (ابراهيم الزريقات: 2005)
ويعرف أيضاً بأنه أي خلل أو اضطراب داخلي في أي مكون من مكونات اللغة (المحتوى، الشكل، الاستخدام) أو في التفاعل بين هذه المكونات. (بشير الرشيدي وآخرون: 2000)
كما يعرف اضطراب اللغة بأنه الاخفاق في فهم أو قول رموز اللغة في المجتمع في السن الطبيعي. (William H & Perkins: 1978)
تلك الخطة يجب أن تسير في سياق محدد لبلوغ الأهداف.
ويتم علاج عيوب الكلام واللغة بعدة اساليب يتم التعرف عليها بعد تشخيصها وهو الخطوة الاولى ثم يلي ذلك العلاج النفسي ـ الاجتماعي ويشمل:
ثم يلي ذلك العلاج الكلامي ويتضمن تمرينات على نطق الحروف والكلمات والجمل بأساليب تدريجية. (عبد الكريم الخلايلة وعفاف اللبابيدي: 1975)
بعد هذا العرض لتعريف التواصل وأهم أنواع الاضطرابات التي تحدث فيه فتسبب إعاقة لمسيرة الفرد وبيان العوامل المسببة لتلك الاضطرابات وأهم الفنيات والأساليب التي تساعد في علاجها، نرى أن هناك ضرورة كبيرة للاهتمام بمعرفتها وتوعية الوالدين بها لكي يسهل عليهم اكتشافها في أبنائهم منذ بداية رحلة الحياة ومن ثم تيسير عملية التدخل المبكر وتقديم الخدمات العلاجية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التواصل.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع