الكاتب : د. محمد مرسى محمد مرسى
يمثل كف البصر «العمى» مشكلة رئيسة في مجالات الصحة العامة وما زالت تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والجهود العالمية وتعيش الغالبية العظمى من مكفوفي العالم في البلدان النامية، حيث تؤدي العدوى وسوء التغذية ونقص رعاية العيون إلى نسبة عالية من العمى، لا سيما بين سكان الريف ففي هذه البلدان معدلات في العمى تزيد على معدلات البلدان الصناعية بحوالي 10 ـ 40 ضعفاً، حيث يفقد البصر أساساً نتيجة للاضطرابات التنكسية والاستقلابية، وتتحدث هذه المقالة عن أهم الأمراض والإصابات العينية الشائعة التي يمكن علاجها الصحيح من وقاية العين من فقد البصر.
الحقيقة أنه يوجد أكثر من 28 مليون مكفوف على الأقل في العالم بناء على تعريف العمى بأنه العجز عن عد الأصابع على بعد ثلاثة أمتار وهو التعريف الذي أوصت به منظمة الصحة ويوجد ما يقدر بـ 42 مليون شخص مصابين بضعف شديد في الأبصار، أي بحدة إبصار أقل من 1.0 (6/60) أو العجز عن عد الأصابع على بعد ستة أمتار.
والواقع أن ثمة جزء كبير من حالات العمى في البلدان النامية يمكن أما شفاؤها أو الوقاية منها بالاستعمال المعقول للمهارات الطبية والجراحية والموارد الصحية والدوائية المتاحة ويسمى هذا الجزء «العمى الممكن تجنبه» فمن اليسير اتقاء العمى الناجم عن عدوى أو اضطراب غذائي كما يمكن إعادة البصر المفقود بإذن الله بسبب الساد بجراحة بسيطة ويصيب الحثر المتوطن والأمراض المتصلة به بحوالي 500 مليون شخص في المجتمعات الريفية الفقيرة بالبلدان النامية ويمكن مكافحته بالاستعمال الجماعي لمراهم المضادات الحيوية بين الأطفال وبجراحة الجفن التقويمية في البالغين. ويمكن أن يسبب سوء التغذية الناتج عن قصور استقلاب الفيتامين «أ» عمى دائماً بإتلاف الجزء الأمامي من العين «القرنية» لا سيما في الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات يسود فيها سوء التغذية. والساد أو عتامة العدسة البلورية للعين، مرض يحدث غالباً مع تقدم العمر، وقد يصيب أكثر من 90٪ ممن هم فوق 60 عاماً ويعتبر سبباً رئيساً للعمى الذي يسهل شفاؤه في معظم المناطق حيث يمكن إعادة الابصار بجراحة بسيطة وفعالة.
أكثر الأمراض والاصابات العينية شيوعاً
1
- التهاب الملتحمة «الرمد» وأمراض الجفون: يمكن تمييز التهاب الملتحمة باحمرار المقلة والملتحمة الجفنية وإفراز صديدي بدون أي فقدان للإبصار، وتعالج هذه الحالة بتكرار وضع قطرة أو مرهم من مضاد حيوي في العين المريضة وإذا لم تتحسن الحالة خلال ثلاثة أيام يجب تحويل المريض إلى المستشفى.
2
- التهاب العين الوليدي: كثيراً ما تسبب عدوى السيلان احمرار العين مع تورم الجفون والافراز ويحدث ذلك في الأطفال خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، والتهاب الملتحمة في المواليد مرض خطير يؤدي إلى العمى ويتطلب علاجاً فورياً ومركزاً بمضاد حيوي موضعي في العين وإعطاء المضادات الحيوية.
3
- الحثر «التراخوما»: الحثر هو التهاب مزمن ومتوطن بالملتحمة وكثيراً ما يرتبط بأوبئة موسمية من التهاب الملتحمة الصديدي وعندما يكون المرض متوطناً يجب تحديد المناطق التي يلزم فيها تطبيق المعالجة الجماعية، ويكون العلاج بوضع مرهم تتراسيكلين في عيون جميع الأطفال مرتين يومياً لمدة خمسة أيام متتالية كل شهر لمدة 6 شهور كل سنة ويجب التعرف على الحثر النشيط وما يسببه من التواء الأهداب للداخل (شعر العين / والتواء الجفن للداخل).
4
- التهاب الملتحمة الارجي التهيجي: وتشمل هذه الحالات معظم العلل البسيطة التي تسبب احمراراً وحكة دون إفراز أو فقدان للإبصار، وتشمل التهاب حواف الجفن والحالات الارجية والتهيج من الغبار، وتعالج هذه الحالات بقطرة كبريتات الزنك لفترات قصيرة، ويجب عدم استعمال مستحضرات الكورتيكوستيرويد لعلاج الملتحمة والتهابات العين الأخرى إلا تحت إشراف طبي صارم.
5
- آفات الجفون: وتشمل التهاب الجفون الشعيرات «الخراجات الصغيرة» والردات «كيسيات دهنية مزمنة» وتعالج هذه الحالات بوضع كمادات دافئة أو بطرق أخرى لتدفئة العين ووضع مرهم مضاد حيوي لمدة 3 أيام.
6
- الترف تحت الملتحمة: يظهر الترف تحت الملتحمة فجأة على شكل بقعة حمراء زاهية في بياض العين وبدون إفراز أو فقدان للإبصار أو ألم. ولا تحتاج هذه الحالة إلى علاج ولكن يجب طمأنة المريض بأنها غير خطيرة وأنها تشفى بسرعة، أما حالات الترف تحت الملتحمة المصحوبة بألم أو فقدان للإبصار فيجب تحويلها إلى المستشفى.
7
- الأجسام الغريبة السطحية:
أ
- في الملتحمة: يجب إجراء فحص جيد للأجسام الغريبة تحت الجفون خصوصاً الجفن العلوي بقلب الجفون جيداً ويمكن إزالة هذه الاجسام الغريبة بقطن صوفي ملفوف أو بقطعة من القماش ويجب بعد ذلك وضع مرهم مضاد حيوي.
-
ب
- في القرنية: تؤدي الأجسام الغريبة في القرنية عادة إلى احمرار وألم ودموع وقد يمكن اكتشافها بالعين المجردة ولكن العدسة المكبرة تفيد في العثور عليها وتحديد موقعها.
9
- سوء التغذية: يحدث سوء التغذية المؤدي للعمى «جفاف المقلة وتلين القرنية» عادة عند الأطفال تحت سن 6 سنوات المصابين بسوء التغذية.
10
- تقرحات القرنية: يمكن اكتشاف قرحات القرنية في عيون محمرة ومؤلمة وبها عادة شيء من ضعف البصر وهي كثيراً ما تسبب العمى وتكون الانعكاسات السطحية على القرنية غير منظمة وتوجد غالباً بقعة بيضاء على القرنية وهذه الحالات التي يحتمل أن تؤدي إلى العمى تتطلب رعاية فورية من خبير ومن المهم أن يكشف الطبيب العام عليها وأن يبدأ العلاج بالتنظيف واستعمال المضادات الحيوية موضعياً، وبعد ذلك يجب تحويل المريض فوراً إلى المستشفى التخصصي.
11
- التهتكات والاصابات الثاقبة للمقلة: تنتج هذه الاصابات عن رضوض العين وتكون العين عادة محمرة ومؤلمة مع فقدان البصر وكثيراً ما توجد بقعة سوداء ناتئة من خلال الجرح القزحية أو العينية ويجب حماية العين بدرع واق وإعطاء علاج عام بالمضادات الحيوية ويجب تجنب وضع مرهم بالعين.
12
- تهتكات الجفون: يجب تحويل التهتكات الكبيرة بالجفون وتلك التي تكون فيها حافة الجفن بعد القيام بتنظيف ابتدائي خفيف ووضع كمادة على العين ويمكن إعطاء علاج عام بالمضادات الحيوية قبل تحويل المريض.
14
- الحروق الكيميائية: يجب القيام على الفور بإرواء العين طويلاً بمحلول معقم مع الاحتفاظ بالجفون مفتوحة ويجب وضع مرهم مضاد حيوي إن وجد قبل تحويل المريض.
15
- الحروق الحرارية: إذا وجد تلف جلدي شديد فيجب وضع مرهم مضاد حيوي ثم تحويل المريض.
16
- الساد: هو عتامة في عدسة العين ويحدث لمرضى الساد فقدان تدريجي للإبصار ليس مصحوباً بألم وفي الحالات المتقدمة تظهر الحدقة بيضاء طباشيرية أو رمادية مخضرة ويجب تحويل هؤلاء المرضى في أول فرصة ملائمة إلى أقرب مركز لإجراء الجراحة اللازمة لإعادة البصر.
17
- الظفرة: هي نمو لحمي أحمر على سطح العين يمتد على سطح القرنية وقد يحجب الابصار في النهاية وعندما يتأثر الابصار يجب تحويل المريض إلى أقرب مركز متخصص في أول فرصة ملائمة.
18
- ضعف البصر: يجب تحويل المرضى الذين يحدث ضعف في أبصارهم والذين يكون مستوى إبصارهم اقل من 3.0 (6/18) في أي من العينين.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع