0 تعليق
1022 المشاهدات

إرشادات للعاملين مع الأطفال ذوي التوحد



الكاتب : د. ياسر بن محمود الفهد

التعامل مع الأطفال بشكل عام يتطلب مهارات لتفهم وتلبية احتياجاتهم المختلفة. وفيما يتعلق بالأطفال من ذوي الإعاقة أو الذين لديهم بعض الاضطرابات كاضطراب التوحد، فإن العاملين في المراكز المتخصصة بهذه الفئات يحتاجون إلى دورات تدريبية.

ومن أهم التوجيهات العامة للعاملين مع الأطفال ذوي التوحد التي تهدف إلى تسهيل عملية تعلمهم المصابين والوصول بهم إلى أقصى أداء ممكن نذكر:

التدرج في المهارات التعليمية والتقليل من خبرات الفشل:

ينصح دائما بالبدء بالمهمات الأسهل، ومن ثم الانتقال إلى المهمات الأكثر صعوبة وتتضمن المهمة الواحدة في العادة مهمات فرعية يتطلب أداؤها مهارات مختلفة، مما يجعل تعلم تلك المهمة عملية صعبة بالنسبة للطفل المصاب بالتوحد.

تقديم المساعدة في الأداء ومن ثم تخفيفها بشكل تدريجي:

تختلف طبيعة المساعدة اللازمة من موقف لآخر، ففي بعض الأحيان قد تكون الإرشادات اللفظية كافية كإعطاء دليل أو مؤشر على الإجابة أو إعادة صياغة التعليمات أو وصف الخطوة الأولي في السلوك المطلوب أو الإيماءات المختلفة، وفي حالات أخرى يتطلب الموقف تقديم مساعدة جسدية مثل مسك يد الطفل أثناء الكتابة أو ارتداء الملابس.

التكرار:

للتغلب على مشكلة بطء التعلم وصعوبات الذاكرة على المعلم ان يقوم بتكرار التعليم لضمان إتقان الطفل للمعلومات أو المهارات التي هو بصدد تعليمها.

تحسين القدرة على الانتباه والتقليل من المشتتات:

للمساعدة في تحسين قدرة الطفل من ذوي التوحد عقلياً على الانتباه أثناء الموقف التعليمي، يجب الإقلال قدر الإمكان من المثيرات المشتتة للانتباه وإبراز العناصر الأساسية في المهمة التعليمية، وجعل فترة التدريب قصيرة بحيث لا تزيد على 15 ـ 20 دقيقة حتى لا يُصاب الطفل بالتعب والإرهاق الذي يؤدي بدوره إلى زيادة قابليته للتشتت.

الاستخدام الفاعل للتعزيز:

للتعزيز أنواع مختلفة، فقد يكون التعزيز مادياً (كالطعام والحلوى..) وقد يكون معنوياً (كالابتسامة، والشكر، والمديح)، وقد يكون تعزيزاً بالنشاط كالسماح للطفل بالمشاركة في نشاط رياضي أو مشاهدة التلفزيون أو استخدام لعبة ما.

التأكيد على توظيف التعليم:

وذلك بتكرار التعليم وتنويع مواقفه وتقديمه في مستويات مختلفة من التجريد، يساعد على نقل أثر التدريب وتعميم الخبرة المتعلمة.

التأني وعدم استعجال ظهور الاستجابة:

يجب إعطاء الفرصة الكافية للقيام بالاستجابة، وتجنب المبادرة في حثه على الاستجابة إذا أظهر تأخراً بسيطاً.

التنويع في أساليب التعليم وطرائقه:

التنويع في أساليب التعليم وطرائقه يجعل عملية التعليم أكثر تشويقاً للمتعلم، كما يتيح فرصة استخدام وسائل تعليمية مختلفة.

الـنقاط الأساسية التالية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار:

 

  • ضرورة إنشاء فصول خاصة بفئة الأطفال التوحديين ضمن المدارس والتخطيط المنظم للبرامج والمناهج التعليمية والتدريبية والتربوية والعمل على إدماجهم مع أقرانهم من الأطفال الطبيعيين.
 

  • ضرورة التعاون بين الأسرة والمراكز المتخصصة في التشخيص المبكر لأنماط السلوكيات غير المقبولة التي تصدر عن هؤلاء الأطفال.
 

  • ضرورة وضع برنامج تدريبي خاص لكل طفل للحد من السلوكيات غير المقبولة وتنمية وتطوير الطفل من كل النواحي.
 

  • العمل على تأهيل الأطفال التوحديين للاندماج في المجتمع والقدرة على القيام بمهارات الحياة اليومية.
 

  • تدريب الأطفال التوحديين على المهارات الاستقلالية الذاتية وتقليل اعتمادهم على الآخرين مما يؤدي إلى الإقلال من مشكلاتهم النفسية والاجتماعية.
 

  • تقديم البرامج التدريبية لأولياء أمور الأطفال مما يساعدهم في القدرة على التعامل على أفضل نحو مع أطفالهم.
 

  • يجب أن يعلم المدرس أن البرنامج التربوي الفردي يقوم على أساس دراسة علمية وتقويم لحالة كل طفل يعمل معه بما في ذلك مستوى قدراته ومهاراته المختلفة ونواحي القصور والقوة في محاور بناء شخصيته وهي الأسس التي يبني عليها تخطيطه لكل الأنشطة التي ينظمها البرنامج التعليمي في العمل مع الطفل داخل المركز.
 

  • وفي البيت مع الأهل الذين يتوجب على المدرسين مثلاً الحرص على متابعة الخطة العلاجية بما يتوافق مع عمل المدرسين، وإلا تكونت قبل تنفيذها على شكل توقعات إيجابية، كما باستطاعة الطفل تحقيقها، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون المدرسون العاملون مع الطفل المصاب بالتوحد ملمين بمبادئ علم النفس التربوي التي تؤهلهم للعمل نفسياً وتربوياً لإنجاز الخطة التربوية الفردية مع الطفل بشكل دقيق.

الحزم أولاً:

 

  • يجب أن تتسم العلاقة مع الطفل المصاب بالتوحد بالحزم، وهذا لا يعني القسوة، وإنما وضع حدود وقواعد مع الطفل عليه الالتزام بها، فالطفل لابد أن ينجز ويتم تنفيذ ما يطلب منه من أنشطة وأعمال يكلف بها.
 

  • وطالما كانت ضمن حدود إمكانياته ومهاراته فلابد من الانتهاء منها، وهو ملزم بإعادة أدوات اللعب التي استخدمها في هذا النشاط إلى مكانها وترتيب المكان كما كان.

حلقة تواصل بين العاملين مع الأطفال وأهاليهم:

من الهام جداً وجود حلقة تواصل بين العاملين مع الأطفال وأهاليهم والتي يجب أن تتسم فيها العلاقة كفريق عمل واحد، فالاجتماع الدوري مع الأهل مهم جداً.

كذلك التواصل بين المعالج والأهل يتم من خلال دفتر يومي يرسل للأهل وتوضح فيه الملاحظات اليومية المهمة التي يجب أن تعرض على الأهل بشكل يومي.

الـتعـامل الصحيح مع السلوكيات الشاذة:

يأتي دور المدرس في كيفية التعامل الصحيح مع السلوكيات الشاذة التي يعاني منها معظم الأطفال المصابين بالتوحد والتي تؤدي بدورها إلى المزيد من العزلة وثورات الغضب لديهم وفرط النشاط الحركي الزائد أيضاً ما يؤدي إلى ظهور السلوك العدواني الذي يقف عقبة في طريق التعلم والنمو اللغوي والمعرفي والاجتماعي للطفل.

البحث عن السبب للحد من هذه السلوكيات غير المرغوب بها:

يجب أن نبحث أولاً عن السبب الذي أدى إلى تفاقم هذا السلوك وبعد ذلك يجب تدريب الطفل على أداء سلوك آخر بدلاً من السلوك غير السوي الذي يسلكه الطفل لتحقيق ما يرغب به.

إيجاد البديل المناسب:

 

  • إن تحليل سلوك الأطفال الذي يسلكه لتحقيق ما يرضيه بطريقة غير مرغوبة يتيح المجال للمدرس إيجاد البديل المناسب الذي يرضي الطفل ويجعله ينسى السلوك الشاذ كالصراخ والبكاء.
 

  • فالبحث عن السبب الذي جعل الطفل يصل إلى هذا الحد الشاذ يجعلنا نقدم الحلول المناسبة له من خلال مساعدته على التعبير عما يريد سؤاله أو أن تعرض عليه لعبة أو شريط فيديو محبب إليه.
 

  • وهكذا يتكرر هذا الأسلوب على السلوك المرغوب فيه بدلاً من السلوك الشاذ في تحقيق ما يريد الطفل، مما يعزز السلوك الجيد المطلوب ويضعف السلوك الشاذ، وعندها يدرك الطفل أن السلوك الشاذ الذي قام المدرس بإهماله لم يعد يحقق له ما يريده، بينما نجد أن السلوك المقبول يحقق له رغباته.

أسلوب ثابت:

 

  • وإذا كان السلوك الذي سيسلكه الطفل ليحصل على ما يريد من خلال ثورات الغضب فلابد أن يكون هناك أسلوب ثابت يركز على الاهتمام التام بسلوك الطفل (المقصود هنا إهمال السلوك، وليس إهمال الطفل).
 

  • وإذا وصلت حالة الهيجان إلى حد إيذاء نفسه أو الآخرين يجب أن يمسك الطفل وتقيد حركته مع الضغط المناسب حتى يهدأ بشرط ألا تحقق رغباته في هذا الحالة كي يعلم أن هذه الطريقة ليست مناسبة ليحصل على ما يريد.
 

  • سيجد المدرس صعوبة في بداية الأمر لكن هذا لن يستمر طويلاً لأنه مع تكرار هذه العملية وبالتدريج سيتعلم الطفل أن غضبه وعدوانه لن يحقق له شيئاً.
 

  • وعلى المدرس ألا يظهر غضبه أمام الطفل. وأن يكون حاسماً في إصراره على أداء النشاط أو المهمة المطلوبة.
 

  • وينبغي على المدرس تعليم الطفل إتمام العمل الذي كلفه به وتعزيز وتشجيع الطفل لإنهاء المهمة المطلوبة مع أسلوب المكافأة التي تكون إما بالتصفيق أو بالثناء عليه أو إعطائه ما يعزز تشجيعه.

تقديم أنشطة متنوعة ضمن برنامج اليوم الواحد:

 

  • علينا تقديم نشاطات متنوعة للطفل ضمن برنامج اليوم الواحد كي لا يشعر الطفل بالملل وعدم الرغبة.
 

  • فإما أن يكون نشاطاً علمياً ثم نشاطاً نظرياً، وإما أن يكون نشاط داخل الصف وخارجه (موسيقي وفني ورياضي) مما يشجع الطفل ويعطيه حافزاً للاستمرار بالنشاط اليومي المتنوع، ويجعل الطفل في حالة ذهنية ونفسية عالية تدفعه لبذل جهد أكبر وإنجاز أعمال أكثر صعوبة وتنوع، كما تكسبه ثقة بالنفس.
 

  • يتعلم الطفل من الأطفال من حوله وخاصة المهارات الاجتماعية.
 

  • لذا يجب على المدرس إتاحة الفرص الاجتماعية المشتركة للأطفال وتوفير الأنشطة الاجتماعية المناسبة لهم التي يجري فيها التفاعل بينهم.
 

  • إتاحة فرصة التفاعل التلقائي أو تبادل الأدوار وتجنب السلوك العدواني وإيذاء الآخرين.
 

  • وتعليم الأطفال كيفية التصرف الصحيح داخل الصف وخارجه ومع الآخرين.
 

  • وتعليمهم حسن الإنصات والاستماع وتبادل التحية وقواعد السلوك الاجتماعي داخل المدرسة وخارجها.

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0