والفرق الآخر أن ابراهيم ليس محاربا يتنقل برشاقة بين الغابات ويصوب سهامه بدقة نحو أهدافه، وإنما يتخذ من كرسيه المتحرك وسيلة لأداء أعماله الخيرية التي يستمتع بها كثيرا.
رفض ابراهيم (40 عاما) أن يكون كغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يستغلون إعاقاتهم لجني المال عبر التسول، بل على العكس يعمل منذ ستة أعوام على توفير إعانات مالية لعشرات الأسر في مدينته، حتى حاز على لقب “رئيس الكرسي المتحرك”.
“رئيس” لا ينتمي إلى حزب
ويقول ابراهيم في حديث لـ السومرية نيوز، “لا أنتمي لأي حزب ولا أتلقى الدعم من الدولة وإنما تدعمني أعظم مؤسسة في التاريخ وهم أهالي قلعة سكر”.
ويوصل ابراهيم المساعدات الى نحو 220 أسرة تضم أرامل ومطلقات ومهجرين إضافة الى أسر شهداء الحشد الشعبي.
ويطلق الأهالي على مشروعه اسم “مؤسسة الكرسي المتحرك”، وقد بدأ بهذا المشروع منذ عام 2008.
ويقول “قررت منذ ذلك الحين أن أساعد الفقراء وأمد لهم يد العون من خلال جمع التبرعات وشراء المواد الغذائية والخضروات والبقول واللحوم لتوزيعها بين الأسر المتعففة أسبوعيا”.
“أبو علي” قدوة الشباب
مبادرة ابراهيم الذي يكنى بأبي علي عززتها جهود شبان شكلوا غرفة عمليات مصغرة لهذا الشأن.
ويقول علي رعد (15 عاما) من أهالي قلعة سكر في حديث لـ السومرية نيوز، إن “شباب ورجال المدينة يأتون إلى هنا في نهاية كل أسبوع لمساعدة أبو علي في توزيع المواد الغذائية على الفقراء”.
ويعتبر رعد “الرئيس” أبو علي مثالا رائعا يحتذى به وأنموذجا يستحق الثناء والتقدير من قبل الناس لأن إعاقته لم تثن عزيمته ولم تمنعه من مساعدة الآخرين.
ويضيف “أبو علي رجل رائع يشار له بالبنان وأنا اعتبره قدوة لي لأنه استطاع أن يجتاز جميع المعوقات في سبيل مساعدة الفقراء”.
المصدر: مصطفى سعد/ جريدة السومرية .