كثيرا ما سمعنا أن أحد المرضى المصابين، سواء بكسور أو بمضاعفات ازمة قلبية، قد حوّل من العيادات التخصصية أو اجنحة الجراحة إلى قسم العلاج الطبيعي في أحد المشافي، أو إلى مستشفى الطب الطبيعي.
غير أن كلمة «العلاج الطبيعي» ارتبطت في اذهان السواد الاعظم من الناس بالمساج والتدليك، وهو ما لا يعبر حقيقة عن طبيعة هذا الجانب من العلاج، فواقع الحال يقول ان العلاج الطبيعي من فروع الطب الحديث وله دور كبير في اعادة تأهيل المريض بعد الاصابة سواء من اصيب بجلطة دماغية انعكست على اطرافه، ما يتطلب اخضاعه إلى «كورس» علاج طويل في طريق عودته إلى الحياة الطبيعية، أو من تعرض إلى كسر في أحد اطرافه وما ينتج عن ذلك من تصلبات ترافق عملية التجبيس الامر الذي يتطلب معه علاجا طبيعيا بتمرين العضلات والمفاصل على العودة إلى وضعها الطبيعي.
وحتى كبار السن ومن اصيبوا بخشونة العظام وغيرها من امراض الشيخوخة يخضعون للعلاج الطبيعي للتخفيف من تداعيات المرض وآلامه.
فما هو هذا العلاج؟ وكيف تتم عملية تأهيل المصاب؟ وهل هذا النوع من العلاج يتبع المجال الطبي ام أنه فرع لا يتعلق به؟
جالت في مستشفى الطب الطبيعي والتأهيل الصحي للاجابة عن تلك الاسئلة كلها فكانت البداية مع رئيس قسم العلاج الطبيعي «نساء» الدكتورة نجيبة الزعابي التي قالت ان العلاج الطبيعي مهنة مكملة لعمل الاطباء ومجاله طبي ويتداخل عمله باستخدام الادوات الطبيعية كمساعد في علاج المرض مثل العلاجات المائية والكهربائية والحرارية والتمرينات الرياضية وليس كما هو معروف سابقا أن العلاج الطبيعي هو تدليك ومساجات بالاضافة إلى شموله كافة التخصصات الطبية.
وقالت ان العمل يتم على يد خريجي بكاريوس علاج طبيعي من ارقى الجامعات حيث يعمل لدينا الآن 47 اخصائيا في قسم النساء و45 في الرجال و40 للاطفال ونقوم بعلاج مختلف الحالات مثل السكتة الدماغية واعتلال السكري وامراض الحبل الشوكي والتصلب المتعدد MS وشلل الوجه وامراض العظام والظهر والمفاصل والروماتيزم والخشونة والولادة والحساسية وغيرها بالاضافة إلى حالات ذوي الاحتياجات الخاصة وحالات السرطان ونستقبل قرابة 45 حالة في قسم النساء يوميا بمعدل يصل إلى 900 حالة شهريا.
واوضحت الزعابي أن ضيق المساحة وقلة الاجهزة تؤدي إلى أن تصل المواعيد إلى 3 اسابيع أو إلى شهر وخلال افتتاح مستشفى الطب الطبيعي الجديد سيكون عدد الاسرة قرابة 500 سرير وسنقلل من فترة المواعيد بالاضافة إلى تفعيل دور عيادات العلاج الطبيعي في المستشفيات الاخرى في المحافظات بالتزامن مع المراكز الخاصة والتي يشرف عليها القطاع الخاص، مشيرا إلى أن هناك مشروع B.O.T لانشاء مستشفى علاج طبيعي آخر وإذا لم يتم المشروع فهناك مشروع بديل ستطرحه وزارة الصحة لانشاء مستشفى جديد بادارتها.
ولفتت الزعابي إلى أن العلاج الطبيعي في الكويت متقدم جدا ولدينا جمعية مشهرة تدعم عملنا بالاضافة إلى وجود بروتوكولات تعاون مع جامعات ومستشفيات عالمية وكذلك استقدام خبراء متخصصين لتدريس اخصائي العلاج في الكويت وتزويدهم بأفضل وآخر الطرق في العلاج الطبيعي وكيفية التعامل مع الاجهزة الحديثة ومعظمنا منظم كأعضاء في الجمعية العالمية للعلاج الطبيعي.
واشارت الزعابي إلى أن مستشفى العلاج الطبيعي هو الوحيد بالكويت المؤهل لاستقبال حالات التأهيل بعد استقرار حالتها الصحية ويوجد لدينا قرابة 60 سرير في اقسام الرجال والنساء والاطفال وهذا العدد لا يكفي الكويت مع تزايد الحوادث وما ينتج عنها من اصابات ولهذا نجد قائمة الانتظار طويلة نوعا ما.
أجهزة حديثة
وعن احدث الأجهزة المستخدمة في المستشفى ذكرت الزعابي أن الوزارة تطلب دائما أجهزة حديثة ولكن تأخر استيرادها يظهر اجهزة حديثة افضل من المستوردة ومع ذلك لدينا اجهزة حديثة مثل شوك ويف لعلاج بالصدمات الكهربائية للشوكة العظمية اسفل القدم واصابة الكوع ومفاصل عديدة فيقوم بتفتيت الالم عن طريق هذه الصدمات واجهزة للامراض الجلدية في مستشفى اسعد الحمد ولحالات السرطان في مستشفى حسين مكي جمعة.
وعن اكثر الامراض شيوعا افادت الزعابي أن امراض الظهر والخشونة لكبار السن والاعاقة للاطفال مثل الشلل الدماغي والداون وغيرها وهناك اصابات حوادث السيارات والشلل الذي تسببه هذه الحوادث تعتبر ذات نسبة عالية من الحالات التي نتعامل معها.
وكشفت الزعابي عن نية مدير المستشفى الدكتور عمار بارون بالمطالبة بتفعيل ايجاد باصات لنقل المرضى إلى منازلهم وبالعكس خصوصا الموجودين في اجنحة المستشفى حيث يذهبون يوم الخميس ويرجعون السبت مساء ونأمل في ايجاد خدمة الباصات لمساعدتهم.
وكذلك قرب الانتهاء من مبنى مستشفى العلاج الطبيعي في 2014 ومستشفى الزبن في وقت قريب حيث سيكملان عمل بعض لخدمة مرضى العلاج الطبيعي.
أجهزة العلاج العصبي
من جانبها، قالت رئيس اختصاص علاج طبيعي ليلى المنصوري ان هناك اجهزة حديثة في وحدة الاعصاب منها Biodex وهو جهاز اتزان لقياس وعلاج اضطرابات الاتزان لحالات امراض الجهاز العصبي. وجهاز XBOX الذي يحسن التوازن وقوة العضلات ويزيد قوة التحمل لدى المرضى واللياقة العامة ولا يسبب لهم الملل ويحتوي على ألعاب للتسلية. وبتوجيه من اخصائي العلاج الطبيعي ويمكن استخدامه لاصحاب امراض التصلب المتعددة وفاقدي الاحساس بالاطراف (جيليان باري) والسكتة الدماغية وغيرها.
واضافت أن هناك برنامج العلاج والتأهيل الجماعي وهو برنامج تأهيلي يتم فيه علاج المريض بعد استكمال البرنامج العلاجي التأهيلي المفرد ويخص مرضى الجهاز العصبي والحركي والعضلات ويفيد في ممارسة الرياضة الجماعية ويوحد العلاقات الاجتماعية ويعطي الحافز والتشجيع ويساعد على الالتزام بممارسة التمارين العلاجية وتخفيف قائمة الانتظار، كما يوجد لدينا جهاز spinemed (سباين مد) في وحدة العظام لعلاج الديسك دون جراحة وهو الامل الاخير للمريض قبل الجراحة ويكون باشراف اخصائي للعلاج الطبيعي لآلام الظهر ويستغرق العلاج 20 يوما متواصلا وقد اثبت فاعلية كبيرة في ذلك.
العيادات الداخلية
من جهتها، قالت رئيس اختصاص العلاج الطبيعي نوال الشريدة ان العيادة الداخلية للعلاج الطبيعي أحد الاقسام المهمة في هذا المستشفى ويستقبل اصابات حوادث السيارات والشلل الرباعي والثنائي والنصفي وتبديل الركبة وآلام الظهر والخشونة وغيرها ولدينا 9 اسرة بمواصفات خاصة لان المرضى هنا لا يستطيعون العمل في الوظائف الحياتية الاعتيادية والاسرة واسعة بمساحة متر20x سم وتستقبل المرضى من الساعة 8 – 12 يوميا ولدينا سرير خاص مزود بخطافات كفيلة أن تحمل الجزء المراد لعلاجه لتخفيف عبء وثقل الحركة على المريض معتمدة على فترة التأرجح مع الجاذبية وعكس الجادبية.
بدورها، قالت رئيس اختصاص العلاج الطبيعي الهام صرخوه ان الكويت سباقة في الاهتمام بالعلاج الطبيعي وتسعى دائما الى توفير كل الاجهزة التي تساعد المرضى في علاجهم وتأهيلهم، موضحة ان الافتتاح المرتقب لمبنى المستشفى الجديد ومستشفى الزبن سيرفع من عدد الاسرة ويزيد المساحة التي نحتاجها في عملنا املة ان الشباب يعون المسؤولية في المحافظة على صحتهم وانفسهم والتخفيف من السرعة التي تسبب لهم حوادث مؤلمة قد تجلسهم طوال حياتهم على السرير.
علاج الديسك
من جانبها، قالت اخصائي العلاج الطبيعي تهاني العمري ان حالات الم الديسك منتشرة بالكويت بشكل ملحوظ وفي جميع الاعمار، وبالتالي فلدينا جهاز علاج الديسك من دون جراحة وبعيدا عن استخدام اي نوع من الادوية للآلام في فقرات العمود الفقري وقد صمم الجهاز لكي يقلل الضغط داخل الفقرات الغضروفية بالعمود الفقري من خلال فصل او تباعد الفقرات المصابة وبالتالي يساعد على تخفيف الضغط في المنطقة المصابة وتحسين التغذية الدموية للفقرات المصابة وهذه العملية ستصاحبها اعادة بناء واصلاح للانسجة التالفة المحيطة بالفقرات المصابة ويستخدم ايضا لحالات اصابات العمود الفقري والانزلاق الغضروفي وعرق النساء وتآكل فقرات العمود الفقري وضيعتها.
من جانبها قالت اختصاصي علاج طبيعي تهاني الرشيدي اننا نحمل شهادات متخصصة في هذا المجال ولا ندخل العمل الا بعد الدخول في دورة تدريبية وعملية نافية ان نكون اقل مستوى من نظرائنا وتعاملنا راق جدا مع مرضانا لاننا نتعامل مع حالات انسانية و«يدنا مع المريض» شعار نحمله في قلوبنا.
وقد طالبت الرشيدي بضرورة صرف بدل عدوى وبدل ضوضاء وبدل خطر لتعرضنا لكثير من الامراض والازعاج من اصوات الاجهزة المستخدمة في العلاج، ولتعاملنا المباشر معهم بالاضافة الى ضرورة اهتمام وزارة الصحة بادخالنا في دورات متخصصة وتأهيلية لمعرفة اخر ما استجد، مستغربة ان ندخل دورات على حسابنا الشخصي وندفع من رواتبنا لتطوير عملنا شاكرة جمعية العلاج الطبيعي على المطالبة بحقوقنا واقامتها للدورات والفعاليات.
وأيدتها اخصائي اول علاج طبيعي نعيمة العنزي في هذه المطالبة وصرف علاوة بدل عدوى لان التعامل المباشر مع المرضى يعرضهم لامراض جلدية وغيرها ونحن امهات وقد ننقل العدوى لاولادنا وازواجنا ولدينا زميلة أصيبت بالسل ولم ينظر في امرها.