دعت المدربة المعتمدة في مجال ذوي الإعاقة الباحثة التربوية في مجال التربية الخاصة ثنوى المطيري إلى أهمية تطوير النظام التعليمي في مدارس التربية الخاصة المعنية بذوي الإعاقة، لتطوير مهاراتهم وقدراتهم وشخصياتهم، فضلاً عن إعادة تأهيلهم، ليتواصلوا مع المجتمع الذي ينتمون إليه، مؤكدة ضرورة تكييف المناهج وطرق التدريس الخاصة بهم، وفقاً لظروفهم.
تعليم ربحي
واعتبرت المطيري في حديث خاص لــ القبس أن التعليم في أغلب المدارس الخاصة – التي تستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة – «ربحي»، حيث الغلاء الفاحش من حيث الرسوم. إذ يدفع ولي الأمر مبلغاً من المال (600 دينار) في المرحلة الأولى سنويا، ويدفع آخرون الرسوم من قبل الهيئة، وهناك غير كويتيين ليس لديهم الدعم الكافي، متسائلة: لماذا لا تشيد الدولة مدارس بدعمها، بحيث تعود الفائدة والمنفعة العامة على الدولة؟!
وكشفت المطيري أن الرؤية في المدارس الحكومية – التعليم العام – القائمة على نظام الدمج غير واضحة، حيث يتم دمج ذوي الإعاقة الذهنية إلى الصف الخامس – فقط – ومن ثم يتوجه ولي الأمر بأبنائه من هذه الفئة إلى المدارس الخاصة أو مدارس العزل في إدارة مدارس التربية الخاصة.
أين التأهيل المهني؟!
وانتقدت المطيري غياب التأهيل المهني في مدارس الدمج، حيث يكتفون – فقط – بالصف الخامس بالنسبة الى متلازمة الداون والمرحلة المتوسطة لبطيئي التعلم – فقط – متسائلة: أين التأهيل في هذا؟!
برامج فردية
ورسمت المطيري تصوراً ومقترحاً لتطوير النظام التعليمي بالنسبة الى ذوي الإعاقة، حيث فضّلت تطبيق البرامج الفردية في التعليم العام، بما يتناسب وقدرات الطالب، بحيث يتم قياس مستوى الطالب وأدائه، ويتم وضع برنامج يناسب قدرته وإمكانياته وسرعة تعليمه، لافتة إلى أن هذا المقترح غير مطبّق في مدارس التربية الخاصة، بخلاف المدارس الأخرى.
معينات الدمج
وانطلاقاً من انخراطها في مجال تدريس وتدريب فئة الداون لمدة 13 عاماً في مدارس الدمج، فقد شدّدت المطيري على أهمية الدمج التعليمي والمجتمعي بالنسبة الى ذوي الإعاقة مع أقرانهم غير المعاقين، بما يعزز ثقتهم بأنفسهم ومشاركتهم المجتمعية، فضلاً عن تنمية مهاراتهم وإبراز إبداعاتهم وطاقاتهم.
وبينت أن الدمج المطبق في المدارس الكويتية بالنسبة الى ذوي الإعاقة يقتصر على الدمج الاجتماعي الجزئي في ما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية والفنية – فقط – في حين أن هناك مناهج خاصة لهذه الفئة، بما يتناسب مع قدراتهم، مؤيدة في الوقت ذاته الدمج الكلي بالنسبة الى ذوي الإعاقة الحركية والسمعية وصعوبات التعلم، على اعتبار أن العقل سليم، فلا توجد مشكلة في التعليم في الصفوف العادية مع توفير معينات، منها – علي سبيل المثال -: «غرف المصادر»، وكذلك «المعلم الجوال»، الذي يزور المدارس.
وقالت المطيري إنه على الرغم من أن برنامج الداون بدأ عام 1997، وهي تعمل في البرنامج منذ بداية تأسيسه، إلا أنه حتى الآن يقف عند الصف الخامس، والوزارة ليست لديها خطة بعد هذه المرحلة!
دراسة
واستعرضت المطيري دراسة أجرتها حول الكشف عن فعالية برنامج الدمج في تنمية وقياس المهارات الاجتماعية لدى تلاميذ متلازمة الداون في مدارس التعليم العام ومدارس التربية الخاصة.
ووفق المطيري، فقد توصلت الدراسة إلى نتيجة مهمة، مفادها أن التلاميذ المدموجين من ذوي متلازمة الداون تفوقوا على أقرانهم غير المدموجين في المهارات الاجتماعية في التواصل والعلاقات الاجتماعية وتوكيد الذات، مشددة على أن هذه المهارات تصبح أفضل مع زيادة سنوات الدمج.
وطرحت أهم توصيات الدراسة، ومنها الاهتمام بتوسيع نطاق دمج تلاميذ ملازمة الداون مع أقرانهم العاديين من خلال الأنشطة المختلفة، التي توفّر لهم مساحة أكبر لتنمية المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى الاهتمام بدمج أطفال متلازمة الداون في المراحل العمرية المبكرة.
معاقون في قلوبنا
وأشارت المطيري إلى الموقع الإلكتروني الذي أسسته على شبكة الإنترنت (وهو – حاليا – تحت الصيانة)، بالمشاركة مع زميلتها مروة الكندري، تحت شعار «معاقون في قلوبنا». وهو موقع قائم على الجهود التطوعية من قبل فريق متطوع في الكويت لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتضمن الموقع أقساماً عدة، منها ما يخدم الباحثين في مجال التربية، حيث يوجد قسم خاص بالدراسات الحديثة التي تناولت مواضيع هذه الفئة، إلى جانب التعريف ببعض ذوي الإعاقة، الذين حاربوا اليأس، والسماح للتلاميذ والتلميذات بالمشاركة في قسم خاص بحديقة الأطفال التعليمية، يحتوي – أيضا – على كل ما يخدم مسيرة التعليم والمتعة والتسلية في هذا القسم للأطفال، بالإضافة إلى مشاريع توعوية تهدف إلى تشجيع تلك الفئة، وإبرازها في المجتمع لتغيير نظرة الاتجاهات السلبية من قبل بعض أفراد المجتمع، ناهيك عن قسم التسوق الذي يسمح للأشخاص بالاشتراك معنا، والعطاء لتلك الفئة بالإضافة إلى ملتقى الموقع الذي يعتبر نقطة التقاء ووصل.
وأضافت: «يشرف على الموقع عاملون متطوعون باحثون متخصصون في التربية الخاصة لخدمتهم وتقديم المشورة في كل من المجال التربوي والاجتماعي والصحي، والمساهمة في نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، فضلا عن حث الناس على الإسهام في الأعمال الخيرية بطريقة منظمة، إضافة إلى إنجازات المشاريع التي تفتح آفاقاً واسعة لعهد قائم على حقوق المعاقين والمساواة والعدالة الاجتماعية بين الأسوياء والمعاقين العظماء.
غرفة المصادر
أوضحت المطيري أن غرفة المصادر هي غرفة في المدرسة العادية، ولكنها تعدل بصورة تتناسب مع أداء عدة وظائف، تخدم بها كأحد البدائل التربوية الخاصة في المدرسة العادية، وتتميز بمواصفات خاصة، ويتم تجهيزها بجميع الوسائل والأدوات التعليمية المساعدة، ويقضي فيها المتعلم من ذوي الاحتياجات الخاصة جزءا من وقته، لا يتعدى %50 من اليوم المدرسي.
أهداف
عدّدت المطيري أبرز أهداف الموقع، ومنها: التوعية الاجتماعية بقضية الإعاقة وسبل الوقاية منها، فضلا عن تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم لتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم من خلال مشاركتهم في مشاريع الموقع، بالإضافة إلى توفير مقر إلكتروني ثابت يلتقي فيه المتخصصون والباحثون في مجال التربية الخاصة لتبادل خبراتهم وتوفير الدراسات العلمية الحديثة، علاوة على الدمج بين ابناء هذه الفئة وغيرهم من الأسوياء، والمشاركة في أنشطة وفعاليات ذوي الإعاقة لتحقيق التوازن والتوافق من منطلق مبدأ العدالة الاجتماعية.
برنامج ترفيهي
نظَّمت مجموعة «كويتيون قول.. وفعل» برنامجاً ترفيهياً في مستشفى الطب الطبيعي، في قسم الجناح التاسع في العيادات الداخلية. وتخللت البرنامج مسابقات متنوعة للمرضى، كما وُزِّعت الهدايا على المتسابقين.
غصة
اشتكى عدد من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة من قلة وجود المرافق الترفيهية، المؤهلة لاستقبال أبنائهم، مع قرب بداية العطلة الصيفية.