0 تعليق
462 المشاهدات

للمرة الأولى في الوطن العربي.. لغة الإشارة في البنوك



في تجربة هي الأولى على مستوى الوطن العربي، تمكن البنك الإسلامي الفلسطيني من إدخال خدمة العملاء ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم بلغة الاشارة، بعدَ أن دربَ أكثر من خمسين موظفا في الضفة وغزة على التعامل بلغة الاشارة.

ذلكَ الخبر السريع في وسائل الإعلام جعلَ “فلسطين” تبحث عن أصول الفكرة التي انطلقت فعليا من يونيو عام 2013، ولا تزال حديثة، فهل يمكن لها أن تحقق الانتشار في كافة البنوك في فلسطين، وهل سيتمتع الأصم بخصوصية مالية بعدَ أن يستغني عن الوسيط الثالث الذي يترجم طلباته للعاملين في البنوك!!

الاجابة عن هذه الأسئلة وغيرها في الحوار التالي مع مدير أفرع البنك الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة عزيز حماد.

“أمينة سألت”

“بدأت الفكرة عندما سألتنا الطالبة أمينة من مدرسة مصطفى صادق الرافعي للصم عن التسهيلات التي نقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص الصم والبكم، وتساءلت لماذا لا يوظف البنك موظفين قارين على التعامل معهم بلغة الاشارة؟”، قال حماد مؤكدا إن فريقا من البنك درس الفكرة وآلية تطبيقها على فروع البنك في الضفة الغربية وقطاع غزة.

الفكرة التي احتاجت لرأس مال لم يتطرق حماد إلى قدره نفذت على خمسين موظفا لمدة ثمانية أسابيع تقريبا خرجَ منها موظفو البنك قادرين على التعامل مع شريحة الصم والبكم دونَ وسيط ثالث.

تابع حجازي :” موظفونا كانوا متحمسين ومتشجعين جدا لتعلم لغة الصم والبكم، وبعدَ نجاح الدورة وزع الموظفون القادرون على التخاطب مع الصم والبكم على أفرعنا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بحيث يجمع كل فرع اثنين على الأقل منهم”.

“البنك الإسلامي الفلسطيني هو الأول في فلسطين الذي يقدم هذه الخدمة لعملائه الصم والبكم، ولو قلنا إن هذه الشريحة ستنقل تعاملاتها المالية إلى فروعكم هذا يعني أن ربحكم أكثر من خسارتكم”، قالت “فلسطين” لحماد الذي نفى تماما أن يكون الهدف من تلكَ الخطوة ماديا.

وأضاف :” هذا شكل من أشكال خدمة العملاء بحيث يوفر سرية مالية لذوي الاحتياجات الخاصة، والقانون الفلسطيني بالمناسبة يشترط تهيئة مرافق البنوك الفلسطينية لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة سواء كانوا معاقين أو من الصم والبكم أو غير مبصرين”.

ولفتَ إلى أن ادارة البنك تحاول أن تشمل جميع الشرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة بخدماتها عبرَ ابتكار وسائل جديدة تمنحهم اريحية وخصوصية.

“خصوصية”

مؤسسات المجتمع المدني وتلكَ التي تقوم على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة رحبت بالفكرة التي طبقت في البنك الاسلامي الفلسطيني وتمنت تطبيقها في كافة البنوك الفلسطينية لما تحققه من دمج هذه الفئة في المجتمع، تبعا لحماد.

وتابع :” يستقبل البنك تقريبا 14 ألف مستفيد من الجرحى وأهالي الأسرى شهريا وهذه الخدمة منحت الصم والبكم منهم خصوصية أشادت بها سلطة النقد ودعت باقي البنوك الفلسطينية إلى تطبيقها، ناهيكَ عن تصريح بعض البنوك في حفل الافتتاح لهذه الخدمة بشكل غير رسمي بأنهم سيسيرون على نفس الطريق لتقديم خدمات أكثر لذوي الاحتياجات الخاصة”.

الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء نشرَ إحصائية عن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة من عمر ثمانية عشر عاما، وذكرَ فيه أن عدد الاعاقات السمعية وصلت إلى 4476 اعاقة، في حين بلغت نسبة المعاقين سمعيا ما دون الثامنة عشرة 553 وهذا يعني أن نسبة كبيرة من الصم في غزة والذين يتعاملون مع البنوك كانوا يستعينون بوسيط ثالث لترجمة اشاراتهم إلى الموظفين مما يعني أن الوسيط يطلع بشكل مباشر على كافة معاملاتهم المالية الأمر الذي يفقدهم الخصوصية والسرية.

وأكدَ مدير فروع غزة في البنك الإسلامي الفلسطيني عزيز حماد أن مواطنا أصم من الضفة الغربية تمكنَ من الحصول على تمويل خاص بمشروعه الصغير بعدَ اتباع البنك للغة الصم والبكم في المعاملات، قائلا :” هذه قصة نجاح سجلها البنك ،إذ إن الأصم تمكن من اقناع اللجنة دونَ وسيط خارجي ، حيث استعان بموظف البنك الذي تعلمَ لغة الاشارة”، مؤكدا أن مؤسسة تختص بمساعدة الصم والبكم منحتهم برنامجا لتحويل الكلام المكتوب إلى لغة إشارة لتسهيل التعامل مع الصم والبكم بشكل أكبر في الارشادات والتعليمات.

ولفتَ حماد إلى أن فروع بنكه مهيأة لاستقبال المعاقين حركيا وفق قانون سلطة النقد ،إذ إن هناك ممرات لعبور الكراسي المتحركة وصرافات آلية قريبة من الأرض، مبشرا بعدد من المشاريع الجديدة التي تخدم فئات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة.

حيث قال :” الخطوة القادمة ستكون في استخدام لغة بريل في التعامل مع العملاء الضريرين، بحيث يتمكن العميل من قراءة قسيمة راتبه بلغة بريل والتوقيع عليها دونَ مساعدة”، مضيفا :” سنخصص أرقاما لاستقبال مكالمات العملاء من المعاقين حركيا، بحيث يستطيع العميل اجراء كافة العمليات المصرفية عن طريق الهاتف بعدَ إثبات شخصيته بعدد من الأسئلة دونَ الحاجة إلى الوصول لمقر البنك”.

وتميز ذوو الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة بالإبداع ،حيث تمكنَ عدد من الصم والبكم من افتتاح مطعم وحققَ آخرون تميزا في الكتابة والعمل الصحفي والمهني.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0