منحت الإعلامية عائشة اليحيى جائزة «الوفاء لأهل العطاء» التي تنظمها «جمعية البحرين لرعاية الوالدين» للمرة الثالثة على التوالي تحت رعاية سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري، وذلك تقديرا لإسهاماتها ومشاركتها الإعلامية المتميزة، وتسليطها الضوء على فئة كبار السن، والحث على الاهتمام بهم، والوقوف إلى جانبهم.
وعن المناسبة عبرت اليحيى في تصريح لـ «الأنباء» عن فخرها بهذا التكريم الذي اعتبرته دافعا لاستكمال رسالتها الإنسانية والتطوعية، لافتة إلى أن تكريمها هو للكويت وللشعب الكويتي، «فأنا ابنة هذا الوطن وأي تكريم لي في أي بلد اعتبره تكريما لبلدي».
وتابعت «عندما تكرم ابنة الكويت من البيت الخليجي يعني عرفانا بالدور الكبير الذي أقوم به في خدمة كبار السن والمحتاجين وأعمالي التي امتدت داخل البلاد وخارجها»، مشدده على أن «هذه المبادرة من شأنها أن تعزز روح التفاني والعمل التطوعي في المجتمع».
وعن الجائزة أشارت اليحيى إلى أن «(جمعية البحرين لرعاية الوالدين) تطلقها سنويا بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسنين الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1991 باعتبار الأول من أكتوبر من كل عام يوما عالميا لكبار السن»، لافتة إلى أنه «يرافق الجائزة ندوة تناقش قضاياهم من مختلف الجوانب»، مبينة أنه في عام 2013 وهو العام الأول للجائزة عقدت ندوة تحت عنوان «مستقبل كبار السن» شارك فيها جميع دور رعاية الوالدين في البحرين، إلى جانب وفود من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت: في عام 2014 أقيمت ندوة «الحماية الاجتماعية لكبار السن» شارك فيها جميع دول الخليج إلى جانب وفود أردنية وعمانية ومصرية، ومختلف دور ومراكز كبار السن في البحرين ناقشت القضايا والمشاكل التي تواجه كبار السن في الدول العربية، مشيرة إلى أنه «تم تكريم رئيس الجمعية الكويتية للأسرة المثالية ورئيسة نادي الفتاة الشيخة فريحة الأحمد، كما كرمت أنا أيضا لعملي في مجال التطوع الخيري والإنساني، ومساهماتي داخل الكويت وخارجها».
وبالحديث عن العام الحالي لفتت اليحيى إلى عقد ندوة تحت عنوان «نحو شيخوخة فاعلة في المجتمع»، موضحة أن تكريمها هذا العام جاء لمشاركتها الإعلامية المتميزة، واهتمامها بفئة كبار السن من خلال تسليط الضوء عليهم، والوقوف إلى جانبهم، والاستفادة من خبراتهم، وعدم تهميشهم لا بل بث روح الحياة في نفوسهم لمساعدتهم بأن يستمروا في عطائهم اللامحدود.
كما لفتت في إطار حديثها إلى تكريم المغفور له شيخان الفارسي «هذا الإنسان الذي يعرفه أهل الكويت والبحرين والوطن العربي لأياديه البيضاء والكريمة والجميع يشهد له في ذلك كويتيون وخليجيون وعرب».
وردا على سؤال عن رؤيتها لدور المرأة الكويتية حاليا سياسيا واجتماعيا وإنسانيا لفتت اليحيى إلى أن «المرأة الكويتية قامت بدور كبير من الناحية الإنسانية ليس وليد اليوم ولكن منذ الزمن القديم حيث أولت أمهات الكويت اهتماما كبيرا للجانب الإنساني، ولهن أياد بيضاء على أهل الكويت وخارجها، عملن بصمت عن طريق رجال محترمين سلموهن الأمانة بحيث يقومون هؤلاء الرجال بتنفيذ هذه الوصاية من قبل نساء لهن باع طويل في مجال الإنسانية»، مشيرة إلى أنه «حاليا أمامنا قدوة وهم أمهاتنا وجداتنا، حيث إن كثيرا من الحفيدات ساروا على نهج ما رأوه من جداتهن وأمهاتهن وأنا مثلا رأيت أمي قدوة أمامي، وعندما وافتها المنية واصلت عملي ولم أتركه وبصحبتي أخوات وصديقات يسيرن على المنهج ذاته فنرى اليوم بنات الكويت في مخيمات الاغاثة لليمنيين والسوريين والعراقيين وفي جميع البلدان العربية»، مبينة أنها كانت أول امرأة عربية مسلمة تدخل البوسنة والهرسك إبان الحرب العرقية لمدة خمس سنوات متتالية، كما عملت في السودان لستة سنوات أيام الجفاف والتصحر مع رئيسة الجمعية الثقافية النسائية السابقة لولوة القطامي «حيث كنا نتردد معا إلى السودان لنرى قرية حنان التي أقمناها من ريع الطبق الخيري السنوي من مدارس الكويت، ومن أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي الكريمة، ومن جمع التبرعات في المدينة الترفيهية في الكويت».
وتابعت «وأكملت السيدة صاحبة القلب العطوف والرحوم صاحبة الأيادي البيضاء غنيمة فهد المرزوق بناء هذه القرية التي تضم 1000 طفل وشاب من الأيتام شردتهم الحروب والمجاعة في السودان» مستدركة «هذه هي أفعال بنات الكويت عندما نتكلم عنهن نجد منارات مشعة في العمل الإنساني» مؤكدة أن أعمال المرزوق لن تنسى وإن غابت فذكراها في كل مكان.
أما عن دور المرأة من الناحية السياسية فأشارت اليحيى إلى أن «المرأة الكويتية متعثرة في هذا الجانب ولم أجدها فاعلة في هذا المجال».
وبالحديث عن المستجدات على الساحة الكويتية والإقليمية وما الذي ينتظر المنطقة خصوصا بعد موجة التطرف والتعصب أجابت اليحيى: «إن لم نقف صفا واحدا، ونحافظ على وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية، وان لم نكن مشاركين مع المسؤولين في الدولة لحماية وطننا ستأكلنا الذئاب، وبالتالي علينا أن نقف وقفة رجل واحد» ملقية مسؤولية كبيرة على المنزل باعتباره المؤسسة التربوية والاجتماعية الأولى، ومن ثم تأتي المدرسة للحفاظ على الوطن والقيم والمثل وغرسها بأنفس الأبناء.
وكذلك حملت اليحيى المسؤولية على أصحاب المنابر الدينية من خلال بث خطاب ديني معتدل بعيد عن التطرف، وحث الأبناء على الترابط والابتعاد عما يدور في الشارع «لأن هناك من يريد غسل أدمغة هؤلاء الشباب» مشيرة الى أن «الشباب هم ثروة هذه الأمة وعليهم مسؤولية بناء مستقبل الوطن والأرض وبالتالي يجب المحافظة عليهم من خلال توعيتهم» معتبرة أن لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة دورا في ذلك منتقدة في الوقت نفسه أصحاب الأقلام التي وصفتها «بالهدامة وتعمل على بث الفرقة في المجتمع» مطالبة بمحاربتها وإيقافها.
وتابعت اليحيى «نحن الآن في وقت عصيب نريد تكثيف الجهود ولم الصفوف والوقفة الإيجابية خلف القيادة الكويتية، إلى جانب وقوف المنظومة الخليجية وقفة واحدة، وألا نسمح لأصحاب المهاترات والأقلام المأجورة بأن تواصل بث سمومها ومحاولة زرع الفتن والفرقة بين الناس».
وقالت: «نحن نريد أن نعيش بأمن وأمان في ظل هذا الوطن الذي يجمع ولا يفرق ولينعم بخيراته الجميع ليس فقط الكويتي، بل جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة» مشيرة إلى أن «للكويت ربا يحميها وقائدا وشعبا لا يقبلان لأي كان أن يمد يده عليها وأن تسول له نفسه المساس بها».
وتابعت «ما رأيناه من أسلحة ضخمة ومخبأة آلمنا جميعا» متسائلة «كيف نأتمن على من أراد تخريب الكويت واغتيال شيوخها ورجالها وبناتها» موجهة شكرها إلى رجال وزارة الداخلية والمخابرات وأمن الدولة «لأن عيوننا تغفو وتنام وهم عيونهم طوال الليل ساهرة».
|
|||
الإعلامية عائشة اليحيى تتسلم جائزتها
|
المصدر : بيان عاكوم \ جريدة الانباء