0 تعليق
405 المشاهدات

مسعود الكندي يعاني من نقص الأعصاب السمعية: رسام لا يطلب غير الاعتراف بموهبته .. وعمل يعبر فيه عن نفسه



نسبة نجاحه في تخصص الحاسوب.. والجهات المعنيّة تسأله: من أين لك هذا ؟

– بتنا كأصحاب السوابق من المجرمين ، أوراق كثيرة ونتائج قليلة ، خاصة بعد أن تذهب كل هذه المخاطبات من أوراق وتقارير ، لنصل إلى نقطة اللاعودة حين يطلبون منا الجديد بعد 3 سنين وأكثر

تنتهي مشكلة من وضع اللاصق على فمه أو على أذنه وربما على عينه ليقول لنا : “أنا لا أسمع، لا أرى،، لا أتكلم” ، بمجرد أن يخلع اللاصق عن المكان الذي وضعه فيه ، لكن مشكلة مسعود بن محمد بن مسعود الكندي التي ولدت معه في التاسع من عاشر أيام العام 1990 في قرية سعال في نزوى لم يتخلص منها ، ذلك أنها ليست مجرد لاصق أو حادث عرضي ، فهي مشكلة مستديمة زاد في استفحالها عدم تقبل المجتمع لها ، وعدم وجود محاولات جادة لاستيعابها ومعالجتها .

يقول الكندي الذي يحمل دبلوم التعليم العام من العام 2009 ، ورخصة قيادة بفئة “جير أتوماتيك” والذي يعاني من (نقص الأعصاب السمعية) ، إنه حصل على مؤهل مهني ، ونال المركز الثاني في تخصص الحاسوب (ويندوز – الورود – الاكسس – الاكسل – بوربونيت) بنسبة 96 % ، في العام 2011 ، إلا أنه يجد “صعوبة في البحث عن الوظيفة، وباقي التسهيلات التي من المفترض أن يحصل عليها في نطاق قانون رعاية المعوقين وقانون الضمان الاجتماعي .

والكندي يرسم الكاريكاتور ويقوم بتأليف بعض الخواطر والنصوص الأدبية ، وقد درس في المدارس الابتدائية حتى وصل إلى الصف الثاني عشر ، وهو محب للتقنيات بشكل عام ، ومن خلالها يتواصل مع الناس ، وهو مدمن على متابعة برامج الـ “تشات” كالـ ” فيس بوك و الماسنجر”، كما يشارك في “جروبات بخدمة الواتس أب” ما ساهم في التعرف على ناس جدد، و”تعرفت وشاركت معهم في النقاشات، وهذا أنا تطورت قدراتي مع برامج التواصل” .

ويسمع الكندي الصوتين القريب والواضح فقط ، لكنه لا يسمع الصوت البعيد والصوت غير الواضح، حتى لو ارتدى (الجهاز السمعي أو سماعة الأذن)، وهو يجيد القراءة والكتابة ، ويعي مدلولات الكلام ، فكلمة حر أو برد تعني أشياء تحدث في الحياة ويحسها ، وقد تعلم معناها عن طريق المدرسة الحكومية التي تعلم فيها كثيرا من التعبيرات الإنشائية والكتابية ، التي يعتبرها “مقولات بنسبة بسيطة”.

والكندي معجب بصوت الشيخ أحمد العجمي ، ويبرر ذلك بكون صوته حزينا، وقراءته واضحة ، مع تطبيق مميز لأحكام التجويد القرآني، الذي دأب على تلاوته وتفقه معاني آياته .

والكندي يجيد التعامل مع الحياة وقيادة السيارة حتى من دون أن يسمع صوت “الهَرَن” ، فهو يقود السيارة في الشارع حسب قانون المرور، ويتبع اللوحات المرورية ، وبالتالي لا توجد لديه مشكلة في سماع “الهَرَن”؛ لأنه أساسا يقود السيارة بالتزام حسب اللوائح وقوانين المرور ، إلا أنه يكمل شرح معاناته مع العمل الذي لم يحصل عليه إلى الآن، سواء طبقا لمواهبه المتعددة أو حتى لو طلب عملا بسيطا كـ مراسل ، وفي هذا الصدد يقول: “تذهب مطالبي ومطالب من هم في تصنيفي المتعلقة بطلب جهاز تعويضي تكميلي أدراج الرياح، بعد هبوب رياح تعرقل مطالبنا ، ولتعجيزنا تتعدد المطالب، كوجوب إحضار تقرير طبي، مع إحضار رسالة طلب جهاز ، وكذلك شهادة راتب من ولي الأمر، ورسالة من شيخ الحارة أو المنطقة” ..ويؤكد : “بتنا كأصحاب السوابق من المجرمين ، أوراق كثيرة ونتائج قليلة ، خاصة بعد أن تذهب كل هذه المخاطبات من أوراق وتقارير ، لنصل إلى نقطة اللاعودة حين يطلبون منا بعد 3 سنين وأكثر ، مطالب جديدة .

ويشرح معاناته : “أبحث عن عمل منذ ثلاث سنوات بعدما سجلت في عدة أماكن ، وحضرت من مكاني البعيد لإجراء عدة مقابلات ، تعبت والله تعبت ، وبتّ لا أطالب بوظيفة في مهنة توازي تخصصاتي ومواهبي التي لا يعترف بها الآخرون ، بل إنني أقبل بوظيفة حتى مراسل ، معقول كل هذه الجلبة والعراقيل ، على لا شيء ، أين حقوقنا ؟ أين ما يقولونه في الصحف والتلفزيون والإّذاعة ؟

..” تقدمت لعدة مقابلات ، ذهبت إلى إحدى الجهات لأعمل في وظيفة عامل فني ولكن للآسف ، لم يتم الرد على أنني مقبول أو لا ، وكذلك وضعت طلبا جهة أخرى للعمل بوظيفة مزارع ولم يتم الرد ، وتكرر الأمر في جهة ثالثة لعمل مراسل ، واستمررت أسجل عبر البريد الإلكتروني أو بالتسجيل العادي ، ولكن لا رد ، سواء عبر الإلكتروني أو العادي “..

ويشرح: “أنا من النوع الذي يرتدي سماعة في الأذن، والكل يلاحظ ذلك، وربما يعتبرها دليلا على إعاقتي، ومبررا لرفضي ” ؛ ويكمل: ” اجتهدت حتى حصلت على 96 % في تخصص علوم الحاسوب، وبعد التخرج أعطونا شهادة لا ترتقي بحال المعوق، إلى درجة أن الموظفين الذين يستقبلون طلبات التسجيل يسألوني: من أي جئت بهذا المؤهل ؟ فهو في الظاهر ، غير معتمد وغير مصدق من الجهات المعنية ، وهذا ما صدمني بعد دراسة سنة كاملة ، وفي الأخير شهادة لا تنفع المعوق أساسا.

وبحرقة يكمل:” أصبحنا نطالب بالتوظيف في القطاعين العام والخاص ، في قطاع الدولة ، وبكل أسف لا حياة لمن تنادي ، فعلى الرغم من زيادة نسبة الـ 2 % ، التي تم اعتمادها من قبل مجلس الخدمة المدنية ، إلا انه تم استبعاد أغلب الشواغر ، ومنهم إعاقات بصرية وسمعية ، حيث انصبّ التركيز على ذوي الإعاقة (الحركية) التي تم تقسيمها هي الأخرى بطريقة غير مفهومة، فهل يعقل أن وجود نحو 2000 معوق من الباحثين عن العمل ، يتم توفير 107 وظائف فقط، منها 85 وظيفة لذوي الإعاقة الحركية لمؤهلات الدبلوم الكلية التقنية وللبكالوريوس، على الرغم من إن عددهم قليل ؟!!.

ثم إنه – يكمل الكندي – : ” نادرا ما يحصل معوق على شهادة دراسة عليا؛ لأن أغلبهم بات معوقا بسبب الحوادث المرورية، ما يعني أنهم أساسا كانوا طلبة كليات ، وعاديّ جدا أن يكمل الواحد منهم دراسته ، ولكنهم لا يجدون المساندة التعليمية ؛ كما أن وجود 22 وظيفة لذوي الإعاقة لمؤهل دبلوم التعليم العام (الثانوية العامة) فما دون، هو عدد قليل ، ناهيك عن أن أغلبها تشترط أن يكون الشخص من ذوي الإعاقة الحركية أو يعاني من نقص في النمو ، فصار التقسيم كالتالي: ” للإعاقة السمعية 11 وظيفة فقط، منها وظيفتان في مسقط وظفار ، فيما التسعة الباقية لطلاب دون الثانوية العامة ” ؛ ولكل ذلك، لي ثلاث سنوات أبحث عن عمل، من دون جدوى.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0