«الرياضة غذاء للروح والعقل، كما تلعب دورا مهما في حياة الأشخاص من ذوي الاعاقة بمختلف فئاتهم، خاصة الذهنية، لما لها من دور في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم مع المجتمع».. هذا، وفق ما أكده عدد من الناشطين والمهتمين في مجال الاعاقة بالاضافة إلى الاختصاصيين النفسيين.
وقد تواجه هذه الفئة فراغاً كبيرا، لا سيما عقب بلوغ أبنائها سن 21 عاما، الأمر الذي ينعكس سلبا على حياتهم ويؤثر في تراجع قدراتهم الذهنية والبدنية والاجتماعية، وقد يسبب لهم أمراضا نفسية، مثل: الاكتئاب والعزلة عن المجتمع، بالاضافة إلى السمنة المفرطة، وقد يقود بعضهم إلى الطب النفسي.
ونظرا الى هذه الآثار النفسية والاجتماعية التي تؤثر في حياة هذه الفئة، انطلقت فكرة الاحتفال باليوم الرياضي العالمي من قبل مؤسسة الأولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة يونيس كنيدي شرايفر، وهي رائدةٌ من رواد الكفاح الدولي للمطالبة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وقبولهم داخل المجتمع، حيث آمنت شرايفر بأنه إذا أتيحت الفرص والتجارب للمعاقين ذهنيًا كغيرهم من الأشخاص، فإنهم سيقومون بإنجاز أفضل مما يتوقع الناس إلى حد كبير، من أي وقت مضى، وبدأت في تحقيق هذه الرؤية 1962 من خلال دعوة شباب ذوي إعاقات ذهنية لقضاء مخيم صيفي لمدة يوم، واستضافتهم في الفناء الخلفي لمنزلها وأطلقت عليه «مخيم شرايفر» لاستكشاف مهارات الأطفال في مختلف أنواع الرياضات والأنشطة البدنية.
وبدأت الفكرة في النمو عقب مخيم شرايفر الأول هذا، وعقدت أول دورة ألعاب للاولمبياد الخاصة الدولية عام 1968 في شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة الأميركية.
ويحتفل العالم في شهر سبتمبر تخليداً وتقديرا لهذه السيدة، ويهدف إلى ابراز دور الرياضة وأهميتها في تنمية قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من خلال يوم رياضي متكامل يتضمن العديد من الألعاب الرياضية.
القبس سلَّطت الضوء على هذه المناسبة والتقت عدداً من مسؤولي جمعيات النفع العام المعنية بحقوق ذوي الإعاقة الذهنية للتعرف على أنشطتهم خلال هذا اليوم وابرز التحديات التي تواجههم، حيث اشتكوا من عدم وجود أندية رياضية تحتضن مواهب هذه الفئة وقلة دعمهم ومشاركاتهم الخارجية، مطالبين بضرورة الالتفات اليهم والنظر إلى مطالبهم.
الشراح: مطلوب مدرّ.بون يجيدون التعامل مع هذا النوع من الإعاقات
اعتبر قائد أسر الأولمبياد الخاص لإقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا سابقا، محمد الشراح أن الاحتفال باليوم الرياضي العالمي للإعاقات الذهنية يهدف إلى تسليط الضوء على قدراتهم وطاقاتهم، فضلا عن دمجهم في المجتمع مع أقرانهم الأسوياء ومشاركة أسرهم والمجتمع المدني إلى جانب إثبات هواياتهم الرياضية، وتمثيل بلادهم في المشاركات الدولية والمحافل الخارجية.
وبيّن أن الإعاقات الذهنية من أكثر الإعاقات التي تعاني من قلة الدعم والاهتمام وقلة المشاركات الخارجية في ممارسة بعض الألعاب الرياضية، مشيرا إلى التحديات التي تواجه هذه الفئة منها قلة وعي المجتمع بقدراتهم وعدم النظر إلى مواهبهم وإتاحة الفرصة لهم.
وطالب بضرورة تعيين مدربين متخصصين في مجال الاعاقة الذهنية يجيدون التعامل مع هذه الفئة وتأهيلها للبطولات، مشدداً على أهمية الدور الذي تلعبه المدارس في اكتشاف المواهب الرياضية للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية وصقلها.
أسف
وأبدى الشراح أسفه من عدم وجود أندية تستقطب ذوي المواهب من الإعاقات الذهنية، مقدماً جملة من المقترحات لتطوير القطاع الرياضي بالنسبة الى هذه الفئة منها تنظيم يوم رياضي في مدارس الإعاقات الذهنية ومسابقات وبطولات في ما بينهم، لخلق نوع من التحدي بينهم، لأن المدرسة هي بوابة اكتشاف المواهب وصقلها، إلى جانب تعاون الأندية في تنظيم المسابقات وفتح المجال أمامهم في المشاركات الخارجية، وكذلك تنظيم بطولة إقليمية على مستوى دول الخليج.
واختتم حديثه بالإشادة بمبادرة الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون في تبني الاحتفال باليوم الرياضي العالمي في السنوات الثلاث الأخيرة، بدعوتها المدارس للمشاركة في هذا اليوم، متمنيا التوسيع في الاحتفال بهذه المناسبة بين جمعيات النفع العام المعنية بالإعاقة، وكذلك المدارس.
البالول: الأندية ترفض استقبالهم
أرجعت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول سبب قلة احتفال جمعيات النفع العام المعنية بحقوق ذوي الاعاقة باليوم الرياضي العالمي للاعاقات الذهنية، إلى قلة الدعم رغم توافر طاقات ضخمة وأبطال في مختلف انواع الألعاب الرياضية الخاصة بهذه الفئة مثل البوشيا والسباحة وكرة السلة والجري، لافتة إلى أن الحكومة لم توفر ناديا رياضيا للاعاقات الذهنية حتى يستمتع أبناؤنا بالأنشطة الرياضية.
وأشارت إلى حرص الجمعية على الاحتفال به منذ ثلاث سنوات على التوالي، مطالبة بإنشاء نادٍ رياضي للاعاقات الذهنية خاصة لمن هم فوق 21 عاما حيث لا يوجد مكان يحتضن طاقاتهم ومواهبهم مما يسبب لهم أمراضا نفسية كالاكتئاب والسمنة، مدللة بكثرة مراجعة العديد منهم للطب النفسي.
ولفتت إلى عدم وجود تعاون من قبل الأندية الرياضية الأخرى بحجة عدم قدرتهم على التعامل مع الاعاقات الذهنية، وكذلك لا يوجد مكان لممارسة كرة السلة والجري سواء للبنين أو للفتيات.
وختمت بالقول: «لدينا مواهب عديدة يتمتع بها أطفالنا كالسباحة، وبإمكاننا الاستفادة من موهبتهم في المحافل الدولية والبطولات، ولكن للأسف لا يوجد مكان لاحتضان هذه المواهب، والدولة لم تقصر من جميع النواحي ولكن هناك تقصيرا في الجانب الرياضي».
الدوسري: نأمل عودة مشاركة الكويت في أولمبياد الإعاقات الذهنية
قال بادي الدوسري وهو ولي أمر ابن من فئة الداون، انه على الرغم من أننا قطعنا شوطا كبيرا في مجال حقوق ذوي الاعاقة، إلا أن هناك نواقص في بعض المفاهيم الاجتماعية والرياضية بالنسبة لذوي الاعاقة الذهنية فلا توجد أندية لهم، كما أن اهتمام جمعيات النفع العام بهذه المناسبة مجرد احتفال روتيني ولا يوجد احتفال فعلي يحقق إنجازات على ارض الواقع منها عدم تطليق بعض بنود قانون المعاقين 8/2010 وكذلك الامر بالنسبة لتأهيل هذه الفئة وإنشاء الأندية الرياضية فهي مكانك راوح.
وتمنى الدوسري عودة مشاركة الكويت ضمن منظمة الأولمبياد الخاص للمعاقين ذهنيا، لأنها حرمت من المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية منذ عامين، مطالبا الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة بتطبيق مواد قانون المعاقين في ما يتعلق بالتأهل والتدريب مباشرة للاعاقات الذهنية، لافتا الى أن التركيز فقط على الجوانب المادية من دون الجانب الأهم.
الإعاقة الذهنية أنواع
بينت رئيسة الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين سعاد الفارس أن الاعاقة الذهنية تشمل أكثر من فئة، منها الداون سندروم والتوحد والتخلف العقلي البسيط وبطء التعلم ولكل منها صفات وسمات تميزها عن الفئة الاخرى، مشيرة إلى أن بعض هذه الفئات لها جمعية معترف بها تهتم بها وبانشطتها المتنوعة مثل التوحد والداون سندروم، في حين أن البعض الآخر لا توجد لها تجمعات أو جمعيات وإنما الأسرة وحسب نسبة وعيها تشرك ابناءها بهذه الأنشطة.
ولفتت الفارس إلى حاجة هذه الفئة إلى مركز متخصص لمن هم بلغوا سن 21 ليحتضنهم ويدربهم على مهن يدوية ممتعة تشغلهم وتشعرهم بقيمة الوقت وتكون لهم انتاجية.
المصدر: مي السكري/ جريدة القبس .