0 تعليق
438 المشاهدات

ائتلاف مساجد قرطبة “المأساة كبيرة والنازحون بحاجة إليكم”



[B][COLOR=#131312]معالم إنسانية تحمل في ملامح وجوهها تعب سنين عديدة ربما تتجاوز عمر جيل كامل، تتنقل بين جبال ووديان وأشجار وأدغال، تشكو إلى الله الفقر والتشرد والحاجة وتمرد الإنسان والمجهول الذي ينتظرهم وأيام لا يعرفون كيف يحصونها، هل هي قليلة أم كثيرة، وليال مديدة لا يعلمون هل يطول ظلامها أم تشرق الشمس قريبا فيعودون إلى بيوتهم ومنازلهم التي افتقدوا الأمن والأمان والدفء والراحة والسكون بعد أن تركوها، يعيشون بين ألم تشتت وتشرد وموت ينتظرهم في أي لحظة، وأمل يطل عليهم مع كل وفد يأتي إليهم ليجلب لهم المعونات والمساعدات والطعام والثياب، يقفون طوابير طويلة راغمين، وينتظرون ساعات طويلة ساكنين.. لا يملكون من الأمر سوى الانتظار والدعاء، أسر شتى من أماكن متفرقة فرقتهم الحرب وجمعهم التشتت واليتم والحاجة والمجهول.
وقد قام وفد ائتلاف مساجد قرطبة ويضم خالد الصبيحي رئيس الوفد والشيخ خليل الحمادي وطارق الهديب وعادل الشرهان بالتعاون مع بيت الزكاة والهيئة الخيرية الإسلامية الذي مثلها مبارك القريان وبالتعاون مع جمعية أبواب الخير اللبنانية والتي كان يمثلها الشيخ رياض عبيد رئيس الجمعية في حملتهم الإنسانية التي أطلقوا عليها اسم «الحملة المليونية»، متفائلين بأن يمدوا يد العون لأكثر عدد ممكن من اللاجئين، في مهمة إنسانية لتقديم العون والمساعدة للنازحين السوريين بسبب الحرب في سورية، التقينا العديد منهم في أنحاء متفرقة، وأنى لهم أن يجتمعوا بعد أن فارقوا الوطن؟! زرنا عشرة مواقع متفرقة في الشمال، وقام الوفد بتوزيع أكثر من 5 آلاف حصة غذائية، ووزعوا أكثر من عشرين ألف دولار على المحتاجين، إلى جانب مواساة أكثر من مائتي أسرة فقدوا معيلهم أو أمهم أو الاثنين معا أو فقدوا شيئا من أجسادهم، كما قام الوفد أيضا بتوزيع معونات مالية تجاوزت عشرة آلاف دولار على المعاقين الذين هربوا من الحرب ونزحوا إلى لبنان بالرغم من حالتهم الجسدية الصعبة.

بدأ الوفد حملته الاغاثية في قرية مشحة، ووزع فيها عددا من الحصص الغذائية إلى جانب حصص مالية على النازحين الجدد الذين خرجوا للتو من سورية بعد معارك القصير، بلغ عدد الأسر 420 أسرة، كما قاموا بتقديم الهدايا والألعاب للأطفال تسلية لهم من أجل زرع الابتسامة على وجوههم التي قاست كثيرا بسبب الحرب، ثم انتقلنا إلى مدينة كوشا فالقنبر، وقام الوفد بتوزيع أكثر من 400 حصة غذائية كما اتفقوا مع أحد الملاك اللبنانيين على بناء مسجد في مدينة كوشا، ثم زرنا البقاع ووزعت فيه حصص وهدايا وأموال على اليتامى والأرامل بلغت أكثر من 500 أسرة، وبعدها عرسال وزع الوفد فيها 2000 حصة غذائية والعدوة 100 حصة، ثم انتقلنا إلى سير الضنية حيث قاموا بتوزيع 480 حصة غذائية، وفي كل مكان يتم فيه توزيع الحصص تقدم هدايا ولعب للأطفال وأموال توزع على اليتامى ممن فقدوا أهاليهم في الحرب الدائرة في سورية.

ولم يكن الجهد الذي بذله الوفد في توزيع هذه المعونات الإنسانية بسيطا أو سهلا، بل كانت الأمور أصعب مما توقعتها، فالأوضاع الأمنية ليست على ما يرام، والوصول إلى كل النازحين أمر في غاية الصعوبة، إذ إنهم متواجدون في كل مكان يمكن أن يلجأ إليه إنسان بعيدا عن النيران وأتون الحرب التي لا تهدأ، وبالرغم من هذا الجهد الكبير الذي قدموه والحصص الغذائية.. إلا أن الوضع الإنساني في المخيمات التي تضمهم أكبر مما يتوقعها أحدنا إلا عندما يشاهدها بعينيه ويلمسها بيده، إنها معاناة إنسانية وقفنا أمامها حيارى، ففي عيني كل رجل أو امرأة أو شاب أو فتاة أو طفل هناك قصة درامية يصعب تخيلها أو تصورها.

هذا الطفل الصغير أحمد.. كان يلعب مع أصدقائه في فناء البيت، وإذا بقذيفة طائشة تسقط عليهم فتقتل أصدقاءه الثلاثة وتقطع رجليه، وهو الآن يعيش مع والدته بلا رجلين ووالده مفقود، وهذه يمنى.. كانت تجلس في البيت تنتظر والديها يعودان من العمل، ولكنها فوجئت بخالتها تحملها لتخرج بها من البيت بعد أن قتل والداها في الطريق ولم يبق لها سوى هذه الخالة التي لا تملك من أمرها شيء سوى الأمل بالله، وذاك عماد شاب في مقتبل العمر ولكنه معاق، يحمله أهله من مكان إلى آخر هربا من النار والقتال والموت، ولكنهم لم يستطيعوا الإفلات إذ سقطت قذيفة فقتلت الأهل وبقي هو وإعاقته ينتظر الأمل والعون والمساعدة من الله ثم أهل الخير.

المآسي التي رأيناها في هذه الرحلة أكثر من أن تعد أو تكتب في مقال واحد، والوضع يتجه نحو التعقيد وهؤلاء المساكين يدفعون ثمنا إنسانيا لا يعلمه كثير من الناس، فالأوضاع الحالية التي يعيشون فيها لا تصلح لعيش أبدا، فالمكان الذي يسكنون فيه والمسمى مجازا «بيتا» هو عبارة عن مأوى لا يتجاوز 10 امتار مربعة تسكن فيه أسرتان وأحيانا 3 أسر، وهم بحاجة إلى المزيد من المساعدات حفاظا على مستقبل هذه الأسر التي أصبحت بين عشية وأخرى تعيش في المجهول.

مشاريع ضرورية

أثناء تجولنا بين مخيمات النازحين السوريين جمعنا حاجتهم من المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تحقق لهم بيئة آمنة، وهي كالتالي:

٭ المنزل الآمن، إذ يعيش كثير منهم في العراء، يضعون لحافا ثقيلا في الجهات الأربعة وينامون على الأرض أو على خشب يضعونه عليها، بالإضافة إلى حاجتهم إلى الخدمات الصحية التي تحفظهم من الأمراض، وكل هذا يمكن أن يوفره لهم المسكن الآمن على أقل درجة ممكنة من البناء أو المساهمة في ذلك.

٭ مستوصف متنقل وسيارة إسعاف، فهناك الكثير من الحالات التي أصيبت بسبب الحرب وهي بحاجة إلى دواء مستعجل أو إسعاف في حالات مستعجلة، لأن عددا من النازحين خرجوا من ديارهم بسبب قلة الدواء، ليفاجئوا بأن الدواء في الخارج أكثر ندرة.

٭ ثياب وملابس ولحافات، فالأسر الموجودة في المخيمات تعيش أغلبها إذا لم يكن جميعها في العراء، بلا ملابس إلا التي حملوها معهم، ومن غير أي مستلزم للحياة كالمطبخ أو سرائر وفرش النوم، وما يقدم لهم من معونات لا تفي سوى بجزء يسير من الحاجة الأساسية.

ويحاول الوفد توفير هذه المستلزمات بالرغم من الأوضاع السيئة التي ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة، والتي يتوقع أن تتوقف فيها المساعدات والمعونات، مما يعني أن الأوضاع بالنسبة للنازحين ستزداد سوءا إذا لم يتم استدراك الوضع وتوفير حاجاتهم الإنسانية بالسرعة الممكنة، من جانبه قال القريات رئيس وفد الهيئة الخيرية العالمية في الحملة إن الهيئة ستقوم بتجهيز سيارات الإسعاف في الورشة الخاصة بالهيئة متى توافرت السيارات اللازمة، كما ستقوم الهيئة بتجهيز المستوصفات المتنقلة في أقل وقت ممكن حين تتوافر السيارات المناسبة لهذا الغرض، كما أبدى عدد من الأطباء والطبيبات السوريين التعاون مع الوفد للعمل مجانا في هذه المستوصفات لتلبية جميع النازحين في أي وقت من غير تمييز بينهم.

مدرسة صبيحة السلطان

التقى الوفد سيدة كويتية هي صبيحة السلطان (أم عبدالعزيز) تقيم في سير الضنية منذ سنوات عديدة، ولكن هذا العام اختلف بالنسبة لها، فبعد أن شاهدت عدد النازحين السوريين وازدياد أعدادهم يوما بعد يوم، قررت أن تؤسس مدرسة أولية لأبنائهم تعلمهم القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية والحساب وهي مواد أولية للاستفادة من وقت الأطفال المهدر في المخيمات من دون فائدة، ومساعدة لأسرهم وتداركا للوقت الذي يمضي بهم من دون تعليم.

الحصة الغذائية تكفي 20 يوماً

أثنى أحد المستفيدين من المساعدة الإنسانية التي قدمها ائتلاف مساجد قرطبة وبيت الزكاة والهيئة الخيرية العالمية، وقال إنها تكفيه عشرين يوما تقريبا وتسد رمق الأسرة وحاجتها، وتعفها عن السؤال، ووصف هذا العمل بأنه من أكبر الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لمساعدة أخيه الإنسان، فالنازحون ينتظرون قدوم أهل الكويت لأنهم يأتون دائما ويأتي الخير معهم بفضل الله كما قال.

دموع حارقة

لم يستطع طارق الهديب عضو الوفد أن يتمالك نفسه، وانحدرت دموعه ساخنة وهو يرى الوضع الإنساني للنازحين، وقال إنه لم يحب أن يرى إنسانا بهذه الصورة، نازحا عن بلده وفي حاجة ماسة لأدنى امور الحياة، وقال إن هذه الدموع حارقة وليست ساخنة فالوضع الإنساني في هذه المخيمات أكبر مما يتخيله الناس.

قصر الأمراء

لم يقتصر الخير على أهل الكويت، بل كان اللبنانيون منافسين في هذا المجال، ففي سير الضنية فتح رجل الأعمال محمد جاد فتفت أبواب فندقه «قصر الأمراء» الذي يقع على قمة جبل جميل في موقع سياحي غاية في الروعة لكل النازحين، يستقبل فيه كل أسرة تنزح من الحرب في سورية لمدة اسبوع كامل بكل الخدمات بالمجان، إلى أن تدبر أمورها في المسكن وغيرها من لوازم الحياة، ويقول فتفت إن العمل الإنساني واجب على الجميع للجميع، فالإنسانية تجمعنا والخير يؤلف قلوبنا دائما.
[/COLOR]
[/B]
[IMG]http://im36.gulfup.com/Zc8HL.jpg[/IMG]
ويدعو للكويت مع اطفال المخيمات

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0