[B]بشرتنا وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي بقرب افتتاح مركز فرح التخصصي لتطوير رعاية وتأهيل المسنين وتقديم رعاية عالية الخدمة عن طريق خدمة فندقية.. شاكرة كل الجهات الخيرية والداعمة لهذا المركز.
من الجميل ان نرتقي بمستوى خدماتنا المحسوسة.. كأن يعيش المسن في بيئة مريحة ذات خدمات عالية.. وكأنه في فندق خمس نجوم تتوافر فيه الخدمات عالية الجودة ووسائل الترفيه والرعاية الصحية.. ولكن الاهم من هذا كله الرعاية المعنوية، وهي جل ما يحتاجه المسن، الذي إما القي به في تلك الدار بعد ان ضاق به اولاده او اهله.. او حُول اليها لاسباب خاصة بالاسرة ومقنعة.
والرعاية النفسية غالبا ما تنبع من اناس يشعرون بهذا الحب وعندهم القدرة على العطاء الانساني من دون ادنى مقابل.. وهو والحمد لله نراه واضحا عند سيدات كويتيات فاضلات جندن انفسهن لخدمة فئات من المجتمع ظلمت بشكل او بآخر.. وتولت الحكومة رعايتها من دون رقابة او متابعة من الجهات المسؤولة.
لاشك ان الخدمات التي تقدمها الدولة لفئة المسنين ومجهولي الابوين من كل الاعمار والاحداث.. تحتاج قبل الرعاية الخدماتية مثل توفير السكن واللباس والمأكل وابسط حاجات الترفيه بدءا من اماكن التسلية الى المصروف الشهري الى توفير المواصلات وكلها امور يومية تتم بسخاء من الحكومة.. ولكن ما لا تستطيع تقديمه هو الاطمئنان النفسي لكل هؤلاء اذا لم يقعوا بيد حنونة وصدر دافئ يعوضهم اقل القليل مما فاتهم من حنان اسري.
شهادة اقدمها امام الله وكل القراء اشيد فيها بسيدات كويتيات رأيت بأم عيني كيف اعطين من وقتهن وجهدهن، وحتى مالهن، لتوفير ما يستطعن توفيره من الاهتمام والحنان لهذه الفئات بكل اشكالها، من دون ان ينتظرن اي مقابل مادي، بل العكس فبعضهن يدفعن من جيوبهن لتصليح مكيفات او ترميم المكان.. وكل ما يحركهن هو حب عمل الخير والرأفة بمن يعملن لهم.
دار الفتيات من الاماكن التي لمست فيها هذا الجهد الانساني.. حيث اعتبرت بعض السيدات انفسهن امهات بديلات لمن لم تر امها ولا تعرفها لاي سبب.. واعتبرن هذه الدار بيتا يحتاج الى حضن دافئ اكثر من مصروف شهري او حساب بالبنك.. ووهبن حبهن وعطفهن لبنات اصبحن بعد سنوات بنات لهن.. يتابعنهن ويهتممن بهن.
القائمات على هذه الدور، واغلبهن من الجنسيات العربية، يقمن بواجبهن المنوط بهن كعمل يبدأ في الساعة الفلانية لينتهي بعد ست او سبع ساعات.. ولكنهن مهما عملن لن يستطعن تقديم ما تقدمه الاخرى التي جاءت تطوعا من دون ان يطلب منها ذلك، واعطت من وقتها وجهدها على حساب بيتها واسرتها.. لفئة تعتقد انها بامس الحاجة لام بديلة.
كثير من نساء الكويت المتقاعدات اللاتي يجدن الوقت الكافي للاهتمام بهذه الفئة من المجتمع.. ويحتجن الى مصدر مالي.. قد يكن مصدرا للحنان المطلوب.. فمن الرائع ان يكون لكل بيت من هذه البيوت الفتيات من الجنسين ام او اب.. جد او جدة.. يفهمون ما يطلبون وما يحتاجون.. وهم ايضا مصدر النصح والتوجيه.. بمعنى ان هذه البيوت تحتاج الى مركز انساني اضافة للخدمات الاخرى.
ليفتح الباب للمتطوعين مقابل مكافاة شهرية لمن يجد لديه الرغبة في عمل الخير والمساهمة في انتشال اطفال وشباب من حالة الضياع التي وجدوا فيها بسبب ظلم المجتمع لهم.. ولكن هذا لا يلغي دور الحكومة في تعزيز هذا النوع من الاهتمام.
الامر الاهم من هذا كله لنخفف عن هذه الفئة ظلم المجتمع لها.. على الحكومة ان تشجع نظام الاحتضان.. كأن تحتضن الاسر افرادا من هذه الفئات.. تضمها الى مملكتها وتضيفها عنصرا جديدا ينال من حنانها واهتمامها.. والاحتضان مختلف عن التبني.. لان المهم في الموضوع ان ينصهر الطفل او الشاب في اسرة جديدة ترحب به وتعوضه عن قسوة الحياة التي عاشها ولم يخترها، وشعر فيها انه ينقصه حنان الام او الاب واهتمام الاسرة.. ويجد فيها الملجأ والحضن الذي ينتشله من كل ما هو سيئ قد يطاله لاي سبب كان.
من كل قلبي اشكر كل امرأة او رجل كويتي يعمل من دون اي مقابل ليساعد طفلا او مريضا.. شابا او فتاة.. عجوزا او مسنة.. ماديا او معنويا.. وما اكثرهم في بلدنا الحبيب.. والحمدلله. [/B]