0 تعليق
661 المشاهدات

عائشة الحشاش.. حكاية في دنيا الإرادة!



[B][COLOR=#080807]حكاية في دنيا العزيمة القوية والإرادة والصبر والتحمّل وقهر الإعاقة، ونموذج حي لقوة الإرادة. إنها حالة استثنائية قلما نشهدها في عالمنا المعاصر. بطلتها فتاة جمعت بين الإعاقة المتعددة والمواهب المتنوعة استطاعت أن تتحدى إعاقتها وتحولها إلى حافز للنجاح، لترى في الأفق نور الإصرار يشع ليضيء دربها.

عائشة الحشاش.. فتاة من ذوي الإعاقة الحركية (شلل دماغي) لم يطرق اليأس بابها ولم تعرف للاستسلام طريقاً، جعلت من العزيمة والإرادة سلاحاً لها في وجه الأبواب المغلقة التي قاومتها حتى النصر، وجعلت من أنفها أداة ووسيلة للتعبير عن ذاتها وتوصيل صوتها من خلال لوحة ابتكرتها والدتها لها، حيث واصلت مسيرتها الجامعية، رغم أنف الجميع وتركت بصمتها في كتاب من تأليفها، لتنقل خبرتها وتجربتها مع الإعاقة، وكيفية تغلبها عليها لغيرها من ذوي الإعاقة.

القبس التقت عائشة ووالدتها وأبحرت في حياتها وإنجازاتها، فكان اللقاء التالي:
[IMG]http://im37.gulfup.com/wdv9P.gif[/IMG]
عقب إعلان الفائزين في مسابقة الأم المثالية

أكدت سبيكة الغيص والدة عائشة – وهي موجّهة متقاعدة، وحاصلة على لقب الأم المثالية لعام 2007 – أهمية الدمج المجتمعي والتعليمي لذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، مبينة أن مبدأ الدمج لا غنى عنه في حياة ابنتها، فهو سمة دائمة بين الأهل والأصدقاء.

وأشادت بدور الكويت تجاه هذه الفئة، من حيث توفير الرعاية والاهتمام الكامل لهم.

وحول تجربتها مع إعاقة ابنتها وكيفية تقبل إعاقتها، قالت الغيص: كانت صدمة كبيرة بالنسبة إلي، وبعد ذلك واجهت الحدث بإيجابية وقلت لنفسي: لا وقت للحزن، فبدأت بالبحث والتحري عن العلاج، وكذلك دراسة وضعها وكيفية التعامل معها، مضيفة «الإعاقة جاءت إثر صعوبات في الولادة، مما أدى إلى نقص في الأكسجين، ومن خلال ملاحظتي لها اكتشفت إعاقتها، وبدأت رحلة البحث عن العلاج».

ومضت بالقول: لم أشعر يوماً بالتعب أو الملل من ابنتي، بل بالعكس أحببتها حبا شديدا وكنت أشعر بسعادة وأنا معها، وهي فتاة مميزة بإنجازاتها المتعددة، رغم إعاقتها الشديدة وعجزها عن الكلام والمشي والكتابة.

الجامعة

وتحدثت الغيص عن الجانب الأكاديمي والجامعي في حياة ابنتها، مبينة أن ابنتها لديها طموح كبير وإصرار شديد لمواصلة دراستها، فتعلمت بالاستعانة بلوحة الحروف التي اخترعتها له، مستدركة بالقول «التعليم الجامعي كان أمنيتها، جاهدت من أجل الوصول إليها وتحقق الحلم، فدخلت الجامعة بكل حب وحماسة ودأبت على الحضور والاستماع إلى المحاضرات، لأنها تعتمد على سماع المحاضرة أكثر من الدراسة في المنزل حتى تخرجت في كلية علم النفس – قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، بتفوق وبدرجات مرتفعة، كما أنها حظيت بمحبة ومساعدة من زميلاتها بالجامعة، وكونت من خلال الحرم الجامعي صداقات كثيرة».

صعوبات

ولعل من أبرز الصعوبات التي تواجه عائشة ما يتمثل في عدم قدرتها على النطق والكلام، والتي تؤثر سلبا فيها في مسألة التوظيف، على حد قول والدتها.

وتابعت بالقول إنها اعتادت أن تكون رفيقة درب ابنتها في كل شيء، إلا أن ابنتها باتت تعتمد على ذاتها وتخرج للتنزه مع صديقاتها، لافتة إلى مرونة وسهولة تواصلها مع رفيقاتها من خلال كتابة الرسائل النصية التي تعبر عما تريد توصيله لهن عبر الموبايل.

كتاب

«العزيمة والإصرار يصنعان النجاح». هذا ما أثبتته عائشة من خلال تجربتها الكتابية، حيث أشارت والدتها إلى الكتاب الذي ألفته ابنتها تحت عنوان «إعاقتي هي سر نجاحي» والذي يدور فحواه عن تجربتها مع الاعاقة وطرق التغلب عليها، حيث استعانت بلوحة الحروف التي ابتكرتها لها والدتها، لتكون خير معين لها، واستغرق تأليف الكتاب منها حوالي عام كامل، وهي تشير بنفسها، حيث لاقى هذا الكتاب نجاحاً وأصداء كبيرة عند الكثيرين، لدرجة أن أستاذة علم النفس في جامعة الكويت د. نجمة الخرافي كتبت قصة عائشة في سيكولوجية ضمن قصص ذوي الاحتياجات الخاصة المتميزين في العالم.

أطمح في تكريم يليق بإنجازاتي

بطريقتها استطاعت عائشة التعبير عن مشاعرها وطموحاتها وعن التكريم الذي حصدته عن مسيرتها وإنجازاتها، فقالت «كرّمتني جريدة الأمل الإلكترونية، وأقامت لي احتفالاً وقدمت لي رعاية ودرعا، وكذلك جمعية أولياء أمور المعاقين أقامت لي حفلا في مزرعة المبارك، ولكن أطمح الى أن تكرمني الجامعة، وأن يتم تكريمي على مستوى الدولة، لأن إعاقتي كانت تمنعني من الدراسة بسبب عدم الكلام وعدم المشي وعدم الكتابة، ومع ذلك تحديت إعاقتي وقهرت الصعوبات وكسرت قيدي بإصراري وعزيمتي».

طموحات مؤجلة

ولم تقف طموحات عائشة عند هذا الحد، بل لديها طموحات كثيرة، منها: الرغبة في الاتجاه إلى مواصلة الماجستير في علم النفس، حيث قدمت عليها ولم يتم قبولها بسبب عجزها عن الكلام، وكان رد فعلها حزيناً لرفضها، ولكنها تردد «لن أستسلم لليأس، ويجب أن أكمل دراستي، وأتمنى على الحكومة أن تتكفل بإرسالي إلى أميركا لدراسة الماجستير».

أمنيات

قالت عائشة: «أتمنى الحصول على بدائل مساعدة، تساعدني في الكلام أو الكتابة، وبذلك أعتمد على نفسي، وأثبت للعالم أن المعاق في الكويت لن تكبله قيود الإعاقة، مهما كانت شدتها وصعوبتها».

مراكز تأهيلية

أشارت سبيكة الغيص إلى تفوق الكويت في مجال الاهتمام ورعاية ذوي الإعاقة، وقالت: «لدينا مراكز ومستشفيات تأهيلية وعلاجية وإرشادية مفيدة جدّاً، والتي تم تسخيرها لخدمة أفراد ذوي الاعاقة»، مشددة على أن الكويت لا تألو جهدا في رعاية هذه الشريحة وتعزيز وجودها، فضلا عن توفير الخدمات لهم، سواء من الناحية الدراسية او العلاجية.

تواصل

أشارت الغيص الى سهولة تواصل ابنتها مع الآخرين، سواء من الأهل او الأصدقاء.

دور الأسرة

اعتبرت عائشة أن للأسرة دوراً بارزاً وتأسيسيا في احتواء واحتضان أبنائها من ذوي الإعاقة، فضلا عن تأهيلهم وتوفير الرعاية المستحقة لهم بما يكفل لهم العيش الكريم نفسيا وتعليميا واجتماعيا.

غصَّة

يشكو ذوو الاحتياجات الخاصة من قلة الأماكن الترفيهية، التي تلائم ظروفهم، مشيرين إلى ان شريحة كبيرة منهم محرومة من السفر للخارج كبقية الناس، بسبب ظروف الإعاقة، كما أن الأندية والأماكن الخاصة بهم محدودة في الكويت، فماذا يفعلون في الإجازة الصيفية الطويلة؟![/COLOR]
[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0