[B][COLOR=#0F0F0F]تعتبر مادة الفنون التشكيلية من المواد الأساسية والمهمة جدا في التربية الخاصة حيث تلعب دورا مهما وبارزا في مختلف جوانب حياة المعوقين بشكل عام والمعوقين من ” فئة الإعاقة السمعية ” بوجه خاص ، نظرا لما تسهم به في تنمية المواهب الطلابية، إضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه في التنفيس والتعبير عن مكنوناتهم، باعتبارها قناة للتعبير والتفاهم والاتصال غير اللفظي مع الآخرين.
شيخة بنت حمد المطاعنية معلمة الفنون التشكيلية بمدرسة الرفعة للتعليم الأساسي للصفوف من (5-10) تحدثنا في هذا الحوار عن مواهب واعدة في مجال الفن التشكيلي كما تتحدث الفتيات الأربع عن تجربتهن مع الفن التشكيلي وموهبة الرسم.
في البداية تقول شيخة المطاعنية: يمثل دور الفنون التشكيلية لفئة الإعاقة السمعية قناة تواصل مع الآخر، فمن خلاله يترجم الأصم مكنوناته من مشاعر وأحاسيس وأفكار ويعبر عنها من خلال لغة الشكل واللون ، وهي لغة قوية وثرية بكل المقاييس، يمتزج فيها الواقع مع الخيال لمشاعر متزاحمة لم يستطيع الأصم الإفصاح عنها بالحوار.
وهذه الكوكبة المتألقة للفتيات الأربع احتوتهن الحياة ، وتم اكتشاف مواهبهن من خلال الاهتمام الذي أولته وزارة التربية والتعليم بمشروع دمج ذوي الإعاقات ومنها فئة الإعاقة السمعية مع الطلاب غير المعاقين، وتم فتح صف يحمل مسمى “صف الدمج السمعي” من أجل أن يتعايش هؤلاء مع أقرانهم غير المعاقين ويعيشون حياتهم ويمارسون جميع الأعمال والأنشطة المتنوعة التي تمارس في المدرسة.
واضافت المطاعنية: من خلال تدريسي لطالبات “صف الدمج السمعي” وجدت سلاسة التعامل والحوار مع هذه الفئة، بالرغم أنني لست مختصة في التربية الخاصة ولا أتقن كثيرا لغة الإشارة ، ولكن ما لاحظته أن برامج الفنون التشكيلية بالنسبة لحالة الإعاقة السمعية لا تختلف كثيرا عن برامج الفنون التشكيلية بالنسبة للعاديين من خلال تنوع مجالات الفن التشكيلي وتقنياتها، وهذا فعلا ما أشارت له نتائج البحوث في هذا المجال، وذلك من خلال تجربتي الشخصية مسبقا منذ أربع سنوات في الدراسة البحثية التي نفذتها عن هذه الفئة والتي تحمل عنوان “دور الفنون التشكيلية في تشخيص سلوك فئة الإعاقة السمعية” حيث أن الصمم لايؤثر بالضرورة في تقبل الأصم للفن من حيث إدراك أهميته كرسالة تعبيرية وقناة تصل به مباشرة مع الآخرين.
فطالبات الدمج السمعي يدفعهن الرغبة العارمة في ممارسة الفن التشكيلي، وخصوصا مايتعلق بمجال الرسم ومايحتويه من تقنيات كالرسم بالرصاص والتلوين بالألوان المتنوعة، وهناك مواهب حقيقة واعدة تتألق في سماء الإبداع من خلال المبادرات الشخصية لم تجد الدعم الحقيقي وبدأت مشوارها بتقليد ومحاكاة الصور والرسومات الكرتونية باستخدام أقلام الرصاص والألوان الخشبية ، ولكن إمتلاك حرفية الرسم في تقليد الرسومات أهل هؤلاء الفتيات إلى بزوغ موهبة الفن التشكيلي والقابلية في تعلمه.
حلقات متخصصة
وتابعت المطاعنية قائلة: تم تنفيذ العديد من الحلقات الفنية في مختلف مجالات الفنون التشكيلية، حيث نفذت حلقة فنية في مجال التشكيل بخامة الكرتون مع التأكيد على أهمية هذه الخامة كنفاية يتم إعادة تدويرها لإنتاج عمل فني ، وأيضا نفذت حلقة فنية في مجال الرسم بالرصاص بتقنية التظليل بهدف توضيح درجات الظل والنور باستخدام قلم الرصاص وتم تناول مشاهد من البيئة العمانية للتأكيد على ضرورة دراسة صور ومشاهد واقعية وطبيعة الأشكال والعناصر الطبيعية وكيفية رسمها وأيضا رسم مشاهد من الحياة العمانية كغرس دور الإرث العماني التراثي والطبيعي والحضاري ومساهمة الفن التشكيلي في إبرازه.
ومن ضمن الحلقات الفنية المنفذة حلقة التصوير بأسلوب الكولاج من خلال عمل لوحات فنية بواسطة قصاصات صور تعبر عن موضوع معين، وحلقة فنية في مجال النحت بالجبس وذلك عن طريق نحت فكرة معينة على كتلة من الجبس ومجال التصوير الزيتي من خلال استخدام الألوان الزيتية في رسم مشاهد من البيئة العمانية، ومجال التصميم الجرافيكي باستخدام برنامج الفوتوشوب وأيضا في مجال النسيج.
وأيضا تمت مراعاة مدى أهمية هذه المجالات واستغلالها مستقبلا في مشوار حياتهن كدخل مادي. بالإضافة إلى إشراكهن في جميع المسابقات الفنية المحلية والدولية مع الحرص على تعزيزهن وإبرازهن وإبراز إبداعهن في المجتمع.
موهبة
الطالبة شيخة بنت حميد بن سالم الحكمانية ، تقول: كانت بداياتي خجولة وبسيطة جدا منذ الصغر كنت أرسم رسومات خيالية تشبه الرسوم الكرتونية وأحيانا أحرص على إقتناء المجلات التي تنشر الرسوم الكرتونية، وأقوم برسم الشخصيات وتلوينها بالألوان الخشبية ومن ثم ألتحقت بمركز رعاية المعوقين عام 2003م ، وهناك بدأت موهبتي تتطور تدريجيا إلى أن التحقت بالمدرسة. وكانت بداية تعليمي في مدرسة جعلان حلقة أولى في العام الدراسي 2005/ 2006م من خلال دراستي لمادة الفنون، ووجدت الفن لايقتصر على رسم شخصيات كرتونية وإنما هناك تشكيل وألوان غير الألوان الخشبية، فبدأت أكتسبت أبجديات تشكيلية صقلتها من خلال الدراسة والأنشطة التي تنفذها المعلمة والمدرسة.
وعندما أنتقلت إلى مدرسة الرفعة في العام الدراسي 2009-2010م تعمقنا قليلا في دراسة الفن التشكيلي، وأكتشفت أن مجاله أوسع وساهمت مشاركتي في أنشطة وفعاليات المدرسة والمسابقات الفنية المتنوعة في إبرازي وبالتالي تطور موهبتي بصورة أفضل، حيث أحب كثيرا رسم الصور الخيالية التجريدية.
إبداع
سمية بنت حميد بن سالم الحكمانية موهوبة في مجال الرسم والتصوير الزيتي تحدثت عن تجربتها قائلة: الرسم بالنسبة لي شيء ممتع وهو من هواياتي المفضلة التي تحمل في طياتها معاني الهدوء والطمأنينة والسكينة وأعشق رسم الطبيعة بكافة أنواعها وخصوصا المناظر الطبيعية التي تزخر بها بلادي الغالية، فقد مكنتنا حلقات العمل التي خصصت لنا من صقل موهبتنا بشكل ملموس، وأشكر كل من وقف بجانبي وخصوصا معلماتي وادارة المدرسة.
عشق
تهاني بنت سالم بن حمد السعدية لديها موهبة في مجال الرسم والتصوير الزيتي والتشكيل الفني وتقول عن تجربتها: بطبيعة الحال الإبداع لدى أي انسان لا يكون في كل شي وانما يكون في الاشياء التي يحبها ولله الحمد أعشق موهبتي الجميلة والراقية، وأحاول بكل ما لدي من قدرات رفع مستواي وتنمية موهبتي.
خيال
وتقول آثار بنت رمضان بن خميس البلوشية موهوبة في مجال الرسم والتصوير الزيتي والتشكيل الفني: إن موهبة الرسم تلازمني منذ نعومة اظفاري وأجد فيها كل المتعة وأعكس من خلالها كل خيالاتي المتواضعة وأعبر عن أحاسيسي وقد حظيت ولله الحمد بالتشجيع والدعم من قبل الاهل وفي المدرسة. وأيضا تمكنت من اكتساب العديد من المهارات التي تساعدني على تطوير مهاراتي في مجال الرسم .[/COLOR]
[/B]