شهدت الأعوام القليلة الماضية تقدما ملحوظا فى الوسائل التكنولوجية المستخدمة فى تأهيل المعاقين سمعيا خاصة بعد أن أصبح متاحا الآن «المعينات» السمعية بمواصفات فنية على درجة عالية من الدقة يمكن ضبطها لكى تلائم الفقدان السمعى حسب درجة احتياج كل فرد.
كما أن الأدوات المساعدة تحسن مهارات التواصل وتعزز وعى الشخص المعاق سمعيا وإدراكه بالأصوات المحيطة به، الأمر الذى يدعو إلى تناول آخر الوسائل التكنولوجية المساعدة للصم وضعاف السمع.تتنوع وسائل تكنولوجيا التأهيل الخاصة بالمعاقين سمعيا ومنها:
أولا: الأدوات المساعدة على السمع، وهى إحدى المساعدات التكنلوجيه التى تساعد ضعاف السمع والصم أيضا على استعادة بعض وظائف السمع من خلال توفير وسائط بديلة للاتصال مع الآخرين أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وهذه الأدوات عبارة عن السماعات الطبية التى تساعد ثقيلى السمع على استغلال أفضل البقايا السمعية عبر تضخيم الأصوات لتسمح للشخص سماعها بشكل أسهل وضمن المدى الطبيعى، بالشكل الذى يساعد من يعانون ضعفاً فى السمع على الاستفادة وحضور برامج التعليم العام . وعلى الرغم من ذلك فإن استخدام السماعات الطبية لا يعنى شفاء الفرد من الإعاقة السمعية ولكنها تساعد على استغلال البقايا السمعية لديهم.
ثانيا: أجهزة الاتصال عن بعد، وهى أجهزة مساعدة تحسن من تواصل ومهارات الاستماع لأجهزة التلفاز والراديو والتسجيل مثل: أداة الاتصال عن بعد للصم وهو جهاز يسمح للأشخاص أن يجروا أو يستقبلوا مكالمات هاتفية من خلال طبع معلومات على الهاتف، إلى جانب مكبرات الصوت التى تمكن المعاقين سمعيا من الاستماع مباشرة للصوت من جهاز التليفزيون أو المسجل . وتتكون من وحدة ضبط صغيرة متصلة مع التليفزيون أو المسجل من خلال ميكروفون موجود بالقرب من مكبر الصوت أو موصول بوصلة التليفزيون، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تمكن الفرد من الاستماع إلى الصوت باستخدام سماعة طبية أو بواسطة وصل وحدة الضبط من خلال سماعات توضع على الرأس أو من خلال سماعات طبية مخصصة لكل فرد، إلا إنها قد تقطع الصوت عن الأشخاص الآخرين الموجودين فى الغرفة. وتتمتع مكبرات الصوت بسهولة تحريكها، ونقلها، حيث أنها صغيرة الحجم، ومن بين أجهزة الاتصال عن بعد توجد أنواع من السماعات التى توضع حول الرأس، وتتم التحكمفى مستوى الصوت لكل أذن على حدة، عبر وصلات السماعات الموجوة فى أجهزة التليفزيون أو المسجلات، إلا أنها قد لا توفر مستوى مرتفع من الصوت كما توفره الأجهزة الأخرى.
ثالثا: معدات مساعدة على الحياة اليومية، يواجه المعاقون سمعيا صعوبة فى سماع بعض الأصوات التى تصدر فى البيئة المنزلية، كصوت جرس الباب أو الهاتف، أو الساعات المنبهة. لذلك فهم يحتاجون لتهيئة مثل هذه المعدات بالشكل الذى يساعدهم على استخدامها عن طريق إجراء بعض التعديلات عليها. وهناك الكثير من المعدات التى صممت خصيصا لتناسبهم، ونذكر منها: أجهزة تنشيط الصوت وهى عبارة عن أجهزة ذات نظم خاصة يمكنها الكشف عن صوت الهاتف وجرس الباب بواسطة أجهزة إرسال صغيرة يرتديها الشخص حيث تقوم بتنبيهه أثناء وجود الجرس من خلال المحولات الموزعة فى أنحاء المنزل، والتى تقوم بتحويل الترددات الصوتية إلى ضوئية ذات ذبذبات مرتفعة يسهل الإحساس بها، وساعات تنبيه وهى تعمل من خلال وجود ضوء ساطع فى الساعة أو نظام ذى ترددات وذبذبات مختلفة تصل إلى أسفل الوسادة بحيث يصبح من السهل إيقاظ الشخص النائم فى الوقت المحدد، إلى جانب كاشفات أو منبهات دخان الحريق وهى نوعان تستخدم حسب درجة الفقدان السمعى ، فالنوع الأول هو من كاشفات الدخان ذات الصوت المرتفع والتى تستخدم مع ذوى الفقدان السمعى البسيط. أما النوع الثانى فهو من كاشفات الدخان ذات الأضواء الساطعة والذبذبات المرتفعة والتى يستمر عملها وإن تسبب الحريق فى عطل الكهرباء، وأخيرا هواتف فيديو وهى مصممة خصيصا لمن يستخدمون لغة الإشارة كلغة أساسية فى حياتهم اليومية ، فهم يستطيعون بواسطة هذا الجهاز تبادل الحوار مع بعضهم البعض من خلال شاشة صغيرة مزود بها الهاتف تمكنهم من رؤية بعضهم البعض.
رابعا: تكنلوجيا زراعة القوقعة التى تعد من أحدث ما توصل إليه العلم لهؤلاء الذين يعانون من فقدان سمعى تام أو شبه تام فى الأذنين، والتى تقف المعينات السمعية على الرغم من تقدمها عاجزة عن تعويض فقدانهم السمعي. ونظرا لعدم توفر بقايا سمعية لدى هؤلاء قام الباحثون باكتشاف وسيلة بديلة وهى حث العصب السمعى عن طريق قطب يزرع بداخل الأذن الداخلية فى هذه الحالة يتم استقبال الصوت بواسطة مكبر للصوت صغير يوضع خارج الأذن، ثم يحول الصوت ليتم معالجته تكنولوجيا لتبسيطه بحيث يسهل على الأذن إدراكه.
المصدر: جريدة الأهرام .