«مصر تتحول من سوء إلى اسوأ، الثورة لم تنتصر وأحلم بأن تكون مصر لكل المصريين وليست لفئة دون أخرى» أحلامها بسيطة ولم تختلف عن أحلام كل من يخاف، ويؤلمها حال هذه البلد الآن، خدمة المجتمع لم تأخذها بعيدا عن السياسة، بل جعلتها تشعر بهموم الوطن أكثر «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» شعار رفعته الثورة المصرية ومازالت ترفعه «ريهام المصري» رئيس جمعية 7 مليون معاق.
لم تتأثر طفولة «ريهام» بإصابتها بشلل الأطفال، منذ أن كانت في المرحلة الابتدائية وهى تهوي المشاركة في الأنشطة الجماعية مثل الاقتصاد المنزلي والزراعة وكل ما يكسبها مهارات جديدة، لذا عاشت طفولة طبيعية هادئة لم تتأثر بإصابتها واستمر الحال إل أن التحقت بالمرحلة الثانوية، وفي هذا الوقت فكرت في التخلي عن طموحها في استكمال الدراسة الجامعية والاكتفاء بالثانوية العامة وذلك لرفع مسئولية ذهابها وعودتها للمدرسة عن والدتها، ولكن والدتها رفضت هذا القرار بشدة وأصرت علي أن تكمل دراستها الجامعية, وبالفعل درست الفلسفة في كلية الآداب جامعة القاهرة.
«نسبة الـ5% الخاصة بتعيين المعاقين في الوظائف لا تطبق إلا إذا كانت هناك مسابقة فقط» جملة سمعتها «ريهام» كثيرا حينما طرقت كل الأبواب بداية من المدارس ووزارة التربية والتعليم والجامعة للبحث عن وظيفة.. قائلة : “في ذلك الحين بدأت أشعر أنه من الضروري أن أفكر بطريقة مختلفة لأجد وسيلة أحقق بها ذاتي بعيدا عن الوظيفة التقليدية التي لم يحالفني الحظ للحصول عليها, واتجهت إلي الانترنت, وبدأت أتعرف علي أشخاص من ذوي الإعاقة, ودار بيننا نقاش طويل حول المشكلات التي نعاني منها ثم تبلورت لدي فكرة أنشاء جروب يلعب دور الوسيط في التعارف بين الشباب والفتيات من المعاقين الراغبين في الزواج, وبعد دراسة الفكرة أنشأت جروب (زواج أهل الإرادة والتحدي) والذي أسفر عنه مجموعة من الزيجات التي احتفلنا بها في حفل زفاف جماعي بساقية الصاوي بعد عامين من إنشائه.
«أراضي المحافظة بخ» رد جاء على لسان سكرتير محافظ الجيزة، منذ عامين، حينما ذهبت ريهام وأصدقائها للمحافظة لطلب مقر لعمل مشروعهم (لازم كلنا نشتغل)، وهو عبارة عن إنشاء مركز تأهيل لذوي الإعاقة في سوق العمل وخاصة الكول سنتر، رغم ذلك لم يتملكها هي وأصدقائها اليأس مطلقا وأصروا علي إقامة المشروع من خلال التبرعات الذاتية, ذلك بالإضافة إلى أن نشاط الجمعية ليس خدميا وتنمويا فقط بل أيضا تقدم بعض الأنشطة الخاصة بالتوعية السياسية المرتبطة بالأحداث الراهنة.
المصدر: أحمد عاصم/ جريدة البديل .