0 تعليق
511 المشاهدات

وردة حب ووفاء لأمهات الصبر والعطاء لفائزات بلقب «أم المعاق المثالية»



[B]نهر عطاء يتدفق، ونماذج مضيئة في الصبر والتحمل والتجلد، ولمسة حنان حانية تكلأ بأنامل المحبة من خلقهم الله بإعاقة جسدية.
إنهن الأمهات المكافحات الصابرات اللائي صبرن على أبنائهن من ذوي الإعاقات وأبدعن في رعايتهم وتأهيلهم ومساندتهم للتغلب على الإعاقة، والأهم أنهن بجانب تحملهن المشقة والمجهود المضاعف لم يخجلن من الابن المعاق، بل كان حافزا لهن لمزيد من العطاء وبذل الجهد الأكبر من أجل أداء رسالة عظيمة تتمثل في إخراج طفل سوي إلى المجتمع رغم الإعاقة. ومما لا شك فيه أن عطاء الأمهات، ولاسيما اللواتي لديهن أبناء من ذوي الاعاقة، لا ينضب مهما طال الزمن ولا يتوقف عند حد معين، فهو خالد.
القبس التقت الأمهات المثاليات اللائي حصدن هذه الجائزة لتفانيهن في رعاية ابنائهن من ذوي الإعاقات الذهنية، وتجاوزن المحن وهزمن الظروف الصعبة وقلن لا لليأس، وتحدين إعاقة أبنائهن بالصبر وعدم الخجل منها، بل جعلن من هذه الاعاقة وسيلة لإثبات القدرة على العطاء والتحمل.

قالت نائب رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون، حصة البالول إن تقدير الأمهات المثاليات يجب أن يقاس بعطائهن ومسيرتهن في تربية أبنائهن وخدمة هذه الفئة، لافتة إلى أن الأم تحتاج إلى الاحترام والتقدير المعنوي وليس المادي.
وبينت البالول أن ترشيحها لجائزة الأم المثالية جاء من قبل الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بناء على طلب مركز الخرافي.

تجربة إنسانية
وروت البالول تجربتها مع ابنتها سارة (من فئة متلازمة الدوان) التي أنجبتها بعد انتظار طويل، وقالت: كانت فرحتي ومازالت بأن رزقت ببنت، أكبر من أن أصدم بالمرض الذي ولدت به ابنتي، فهي حياتي ومتعتي التي أعيش معها، حيث إنها غيرت مجرى حياتي حتى أبحرت في عالم الداون من خلال التحاقي بالدورات وتوسيع دائرة علاقاتي بذوي الخبرات في هذا المجال.

معاناة
ومضت تقول: «إن مرض ابني البكر كسر ظهري حيث كان يعاني من مرض خطير، فكنت بين نارين رعاية ابني ورعاية ابنتي المعاقة التي رافقتني خارج البلاد، وكانت مرحلة أليمة على نفسي حتى أثقل الأمر كاهلي، وحاول الأب بدوره الأبوي إعادة سارة إلى الكويت، حتى نستطيع متابعة ابننا المريض، وتذوقت مرارة الأمرين والحمد لله كانت ابنتي برعاية اخي وزوجته اللذين لم يقصرا في رعايتها ومتابعتها، حتى توفي ابني الأكبر، وعدت إلى الكويت، فكان لا بد من أن استعيد عافيتي، فانخرطت في العمل التطوعي داخل مركز الداون بكل همتي، حتى أتناسى مرارة فراق الابن، والحمد لله بفضل من الله وبتعاون كثير من الامهات تخطيت هذه الأزمة».
وواصلت: أكثر من مشكلة واجهتني في التربية ولكن تم تذليلها، حيث إن ابنتي كانت تعاني من نشاط في خلايا المخ خلال فترة المراهقة مما يؤثر في قدرة استيعابها، وتخطيت هذه المشكلة والحقت ابنتي بمدرسة النبراس حيث ساعدوني على معالجتها.

حكاية صبر
إلهام الفارس «حكاية في العطاء والصبر»، فهي أم لطفلين من أصحاب الإعاقات الذهنية المختلفة، ونالت جائزة الأم المثالية للإعاقة الذهنية لأول مرة، حيث أبدت سعادتها بجائزة الأم المثالية إذ ترشحت من قبل جمعية أولياء أمور المعاقين، لافتة إلى أنها تمثل حافزا للابتكار والإبداع ودعما لها للعمل بجهد أكبر، قائلة «اختياري يمثل شرفا لي لأمثل كل الأمهات في الجمعية وهذا تمييز لي».
ولفتت الفارس إلى أن جائزة الأم المثالية للإعاقة الذهنية تعد تجربة فريدة، تميز بها مركز الخرافي وهي خطوة لتسليط الضوء علينا ويشعرونا بأهميتنا، وخاصة أن جمعيات النفع العام جزء من المجتمع.

سعادة
ولفتت الفارس إلى تنظيم حملات حول الجائزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تويتر وإنستغرام، مبينة أن هذا اللقب جعلها تشعر بروعة ما قدمته لأبنائها بالدرجة الأولى، ولأبناء جمعية أولياء أمور المعاقين.
وأشارت الفارس إلى أن أبناءها دفعوها لخوض العمل التطوعي والتعرف عليه عن قرب، لافتة إلى أن المجاميع التطوعية فتحت لها أبواباً واسعة للتحدث عن قضيتها مع أبنائها المعاقين والدفاع عنها، وغيرت مجرى حياتها للأفضل، كما علمتها الصبر والهدوء، إضافة إلى التعرف على مجتمعات غريبة وجديدة، فضلاً عن التعامل مع المسؤولين في الدولة. وأكدت أن الأسرة تلعب دورا كبيرا في تطوير مهارات ابنها المعاق وفي هلاكه أيضا، داعية اولياء الأمور إلى ضرورة التعايش مع إعاقة طفلها لأن الجزع و الإهمال لا يفيدان بشيء.

4 معاقين
ومن جانبها، ثمنت أم رفا الشارخ (وهي ام لأربعة من ذوي الاعاقة الذهنية المختلفة من بينهم حالة تعاني من إعاقة سمعية) جائزة الام المثالية، معتبرة انها تمثل تقديرا لجهودها وتعبها في تربية أبنائها.
وقالت: سعيدة جداً بما حصلت عليه من تقدير، فهو ثمار ما جنيته مع أبنائي، لافتة إلى أنها المرة الثالثة التي تحصل فيها على هذا اللقب، فالأولى كانت من مركز التدخل المبكر والثانية من قبل احدى مدارس التربية النموذجية والأخيرة حصلت عليها من قبل مركز الخرافي.
وأضافت: عندما عدت من أميركا حيث أنجبت طفلي الأول الذي فقد سمعه عندما كان عمره أربع سنوات، وعدنا لنعالجه، صممت أن أعمل مدرسة في مدرسة الوفاء لمتلازمة الداون التي التحقت بها ابنتي، فواصلت دراستي في كلية رياض الأطفال باعتباره أقرب تخصص لي، حيث تعلمت أمورا كثيرة وأصبحت لدي خبرة في التعامل مع أبنائي وكانت أمتع سنوات حياتي عندما عملت في المدرسة نفسها.

صدمة ولكن !
قالت أم رفا الشارخ: عندما ذهبت للطبيب لإجراء فحوصات على الخريطة الوراثية، وحملت عبدالله، الطفل الثالث، وهو أشد إعاقة (توحدي) كانت صدمة بالنسبة لنا وشعرت أنه غير طبيعي قبل ولادته، وبعد عشر سنوات حملت طفلي الرابع والكل حاربني ولا سيما أنني أنجب أبناء معاقين، وقدر الله أن يكون طبيعيا غير معاق، غير أن الخامسة رفا تعاني من تخلف عقلي.

لا تضجروا من المعاق
وجهت إلهام الفارس نصيحتها لأمهات ذوي الإعاقة بحسن رعاية أبنائهن وعدم الضجر منهم.
وقالت: الطفل المعاق أمانة، موضحة أن بداية اكتشاف الأم لإعاقة إبنها تكون بداية الصدمة وسرعان ما يتم التكيف والتعايش مع الحالة.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0