[B]بادرة تطوعية جديدة من نوعها بدأت الفكرة، وتطورت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت حدثا ضخما يستحق الاشادة، فمنذ ان علمت بمسرحية «كان ياما كان» والتي تختص بفئة المكفوفين بدأت التساؤلات كيف سيكون هذا العمل، والذي أشرفت على انجازه نخبة من طالبات ثانوية العصماء بنت الحارث بالتعاون مع مؤسسة انجاز، والذي سيتم التبرع بريعه للجمعيات التي تختص بهذه الفئة، وشاركت بالبطولة مجموعة من النجوم الشباب المتطوعين وهم يعقوب عبدالله، وشجون الهاجري، وعلي كاكولي، وسعود الشويعي، وحمد أشكناني، وليلى عبدالله، وتأليف هبة مشاري حمادة.
ففي قاعة «أم كلثوم» بمجمع 360 اجتمع العديد من العائلات لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة فرحتهم ومعاناتهم في آن واحد من خلال ربط الأعين بشريط خاص، وتأخذهم الفتيات المنظمات الى مقاعدهم الخاصة، وبعيداً عن صخب الحياة والتكنولوجيا يعيش الجمهورعلى مدار نصف ساعة حالة من التأمل والتعايش مجردين من حاسة البصر، والاعتماد على حواس الشم والاحساس والسمع.
فوسط الاضاءة الخافتة وجدنا بعض «المراوح» وسط الصالة وبعض الحلوى، والمرشوش، وبدأنا نتساءل لماذا هذه الأشياء مادامت أعيننا مربوطة؟، ومع بداية المسرحية والموسيقى الكلاسيكية تبدأ أحداث فتاة تدعى «ردينة» والتي تمر بأربع مراحل بحياتها منذ ولادتها، ودخولها الجامعة وزواجها الى ان تصبح أماً لطفل، مروراً بفترة الغزو الغاشم على الكويت، واستشهاد زوجها ومن ثم الحادث الذي تتعرض له، وزواج ابنها.
وقد اعتمد الحدث الرئيسي في المسرح على الحواس الثلاث الشم والاحساس والسمع، كان هنا الرد على السؤال لمَ وجدت تلك الأشياء على الرغم من ربط الأعين شعرنا أثناء جلوسنا في المقاعد بوجود ربط بين هذه الأشياء واحداث المسرحية، وحيث كانت تمثل مؤثرات طبيعية تعبر عن طبيعة الأحداث التي نسمعها ونحن معصوبي العينين فمثلا في حدث الولادة نشعر بتوزيع «الحلوى» تتساقط علينا الحلوى، وعند المطر «نشعر برذاذ» المطر، وفي العرس «نشم رائحة» المرشوش، وهو ماجعلنا نعيش أجواء وأحاسيس ممتعة لم نشعر بها من قبل.
وعلى هامش العرض المسرحي التقينا مع الكاتبة هبة مشاري حمادة التي استقبلتنا ببشاشة وجهها وسهلت علينا عملية الدخول والتصوير والتي تحدثت عن المسرحية قائلة: «المسرحية عبارة عن لوحات سمعية تأتي بالتزامن مع تغييب حاسة النظر، وتفعيل باقي الحواس».
وأضافت: «حاولت ان اكتب بسقف يسمح للمتلقي البسيط بالتواصل معنا.. كان عمل تطوعيا بالكامل ومجهود استحق كل دقيقة لنرى بهجة المكفوفين ونضرب مثلا للكيفية التي تمكن كل انسان من تقديم خدمة للمجتمع، والشكرلطالبات العصماء.. ومؤسسة انجاز والممثلين الذين تفاعلوا معنا، واخص الناس الذين مكنونا من تقديم فكرتنا كما اردنا». [/B]