الكاتب : د. رانيا الصاوى عبدالقوى
تعد مرحلة الطفولة ذات أهمية خاصة في حياة الإنسان ذلك لأنها المرحلة التي تغرس فيها البذور الأولى لشخصية الطفل، وعلى ضوء ما يكتسبه من خبرات تتكون شخصيته حيث أنه مازال قابلاً للتشكيل والتأثر بمن حوله ويتحدد إطار شخصيته، فإذا توفر له جو أسري ومجتمعي يسوده الدفء والأمان النفسي يسير نموه في مساره الطبيعي، أما إذا تعرض لمواقف أسرية وبيئية يفتقد فيها الحب والإستقرار فإنه يكون عرضة للعديد من المشكلات السلوكية والنفسية التي من شأنها التأثير عليه سلبيا في جوانب حياته المختلفة.
وللمشكلات السلوكية في مرحلة الطفولة المتأخرة خصوصية شديدة لما تتسم به المرحلة من تغير نمائي سريع ومتلاحق في كافة جوانب النمو المختلفة، ونظرا لأهمية تعليم التفكير وتنمية مهاراته وخاصة في مرحلة الطفولة التي تتشكل فيها شخصية الطفل وتتبلور أهدافه المستقبلية، وانعكاس مهارات التفكير التي يستخدمها الطفل في حل مشكلاته، وذلك حتى يستطيع الأطفال ذوو صعوبات التعلم مواجهة التحديات والمشاكل بشكل مناسب.
وتعد المشكلات السلوكية من أخطر العوامل التي يتوقف عليها نجاح الطفل في حياته، كما تعد مرحلة التعليم الابتدائي من أهم المراحل التعليمية في حياة الإنسان، نظرا لأنه يتلقى خلالها أولى التجارب المعرفية، بعد خروجه من نطاق الأسرة، ومن ثم تتأكد أهمية المشكلات السلوكية والإجتماعية التي يمكن أن يعاني منها طلاب هذه المرحلة، فالطلاب في المرحلة الابتدائية بصفة عامة والطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم بصفة خاصة، تظهر لديهم الكثير من المشكلات السلوكية أبرزها (العدوان- الإنطواء- الكذب).
لذا كآباء ومربيين ومتخصصين في المجال التربوي أو النفسي لابد أن نتفق بادئ ذي بدء على مفهوم المشكلة السلوكية عند الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم حتى نعرف كيفية مواجهتها، ثم نتناول أهم الأسباب للمشاكل السلوكية للأطفال ذوي صعوبات التعلم لنقلل من وقوع الاطفال فيها.
من هنا نتناول تعريف المشكلات السلوكية بأنها الحالة التي يفشل فيها الطفل من تحقيق التكيف بينه وبين عناصر ذاته المختلفة وبين مجتمعه الذي يعيش فيه، ونتيجة لذلك قد يلجأ الطفل إلى كثير من العمليات العقلية اللا شعورية مثل: التبرير والاسقاط والكبت، وإذا لم يحقق التكيف فإنه يبتعد عن الحالة السليمة ويقترب من حالة المرض النفسي والاضطرابات السلوكية، ولكن كلما كان الطفل أقدر على حل مشاكله منطقيا كلما كان أقرب إلى اكتساب الصحة النفسية.
من هنا يجب توعية الآباء بأسباب المشكلات النفسية، حتى لا يجنوا بتصرفاتهم وعدم تفهمهم على أبنائهم ذوي صعوبات التعلم، لأن الاضطرابات النفسية ليست وراثة بيولوجية عن طريق الدم من الآباء إلى الأبناء، إنما هي سلوك قهري يتعلمه الأبناء من آبائهم نتيجة للكبت والتدليل. مثال: في حالة الطفل العدواني قد تكون الحالة أن الطفل دائم النزاع مع أقرانه على الألعاب والشتم باستخدام ألفاظ سيئة، وطفل أكثر عدوانية يستمتع بضرب الأطفال والكيد لهم والتنكيل بالحيوانات الأليفة، كل ذلك لمجرد المتعة أي أن هذه الأفعال تريحه وتسعده، وهنا تكون الحالة وصلت إلى درجة خطيرة لابد من علاجها،
مثل العوامل الأسرية أو النفسية أو الجسمية أو المدرسية. التشخيص للمشكلة يأتي بعد ملاحظة الأبوين لطفلهما وشعورهما بوجود المشكلة والذهاب للمعالج لتشخيص وعلاج هذه المشكلة.
هناك فروق فردية في نمو الأطفال فيما بينهم سواء أكان ذلك في المعدل أو السرعة. هناك أطفال ينمون أسرع من غيرهم في نواحٍ جسمية معينه وببطء في نواح أخرى. هناك فرق بين الذكور والإناث وخاصة في النضج رغم فتراته المحددة إلا أن هذه العملية نسبية لأنها تختلف من طفل إلى آخر. إصابة الطفل بمرض معين مثل فقر الدم أو إعاقة معينة مثل الشلل أو العمى.
في بداية الطفولة يتميز الطفل بالتمركز حول الذات، لا يهتم إلا بإشباع رغباته، ويجب أن يكون محور الإهتمام أو العناية والحديث دائما، لا يهتم بمشاعر الآخرين. سرعان ما يكبر ويدرك أهمية إرضاء الوالدين فيتجنب إغضابهما خشية العقاب ويحرص على حريات الآخرين. كثيراً ما يشعر بالضيق والغيرة والحقد تجاه غيره من الأطفال لأنهم يسلبونه بعض الإمتيازات من والديه ومن الراشدين من حوله، مثل حصول أحدهم على لعبة أكبر وأغلى وعقد المقارنات ومدح وذم الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.
الجو الأسري مهم في تحقيق النمو المتكامل للطفل وذلك كون الطفل في سنواته الأولى يتعلم الكثير من الخبرات اللازمة لأنواع النمو المختلفة، فإذا توفر الجو الأسري الملائم الذي يشبع حاجات الطفل المختلفة، أدى ذلك إلى نموه السليم وتوافقه الشخصي والإجتماعي، والعكس صحيح، فإذا لم يتوفر هذا الجو الأسري المناسب سيسبب ذلك شخصية مضطربة تنعكس على كل سلوكيات الطفل. إن دراسة اتجاهات الوالدين مهمة جدا للمعالجين النفسيين والمدرسيين، لأن فهم ما تعرض له الطفل أثناء التنشئة الإجتماعية يساعد في تشخيص اضطراباته النفسية وانحرافاته السلوكية لمساعدته في حل مشكلاته وتحقيق الصحة النفسيه ومن هذه الاتجاهات: (اتجاه التسلط – اتجاه الحماية الزائدة – اتجاه الإهمال – اتجاه التدليل).
أن يكون قادراً على التعرف على (شخصيات الأطفال- الفروق الفردية- الخصائص العامة للطفل- المشاكل النفسية وعلاجها مع المختصين). المعلم قدوة واستقراره النفسي يؤثر تأثيراً حسناً على تلاميذه لأنه ثابت في إنفعالاته على عكس المعلم غير المستقر نفسياً فتلاميذه لايشعرون بالأمان بل بالخوف.
من هنا جاء الاهتمام بتنمية مهارات التفكير باعتبارها العملية التي ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة معينة، بحيث تشمل هذه العملية إدراك علاقات جديدة بين الموضوعات أو العناصر في الموقف المراد حله، مثل إدراك العلاقة بين المقدمات والنتائج، وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة، وبين العام والخاص، وبين شيء معلوم وآخر مجهول.
وسوف نركز على أبرز المشكلات السلوكية الاجتماعية للأطفال بالمدرسة مثل: (العدوان – الانطواء – الكذب) ولعل ذلك يرجع إلى انتشار هذه المشكلات بصورة ملحوظة لدى الطلبة بالمرحلة الابتدائية، ولارتباط هذه المشكلات على نحو يؤدي إلى سوء توافق الطفل مع نفسه والآخرين، إلا أننا بادئ ذي بدء سوف نتفق على تعريف كل مشكلة
هو السلوك الظاهر المستمر والمتسم بالشدة والتكرار والذي يكون موجهاً نحو الذات أو الآخرين مستهدفا إيذاءهم بدنياً أو لفظياً أو نفسياً وكذلك تدمير وتخريب الممتلكات، وقد تكون أسبابه نفسية أو بيئية اجتماعية، وتعبر عنه التقارير الكتابية لتقدير المعلمات على مقياس سلوك الأطفال،
الذي يتطاول فيه الإنسان جسدياً على الآخر ومن أمثلته: الضرب، الرفس، الدفع، والقتال بالسلاح.
الذي يقف عند حدود الكلام، ومن أمثلته: الشتائم، القذف بالسوء، وفم الإنسان أول أداة يستخدمها للعدوان، حتى وهو لا يزال في نعومة أظفاره.
هو الذي نمارس فيه سلوكاً يرمز إلى احتقار الآخرين أو يقود إلى توجيه الانتباه إلى إهانة تلحق بهم.
الانطواء مشكلة متشابكة معقدة، فهي نتيجة طبيعية لعدة مشكلات أخرى تتضافر وتتوحد لتنتج لنا طفلا منطويا ومنعزلا اجتماعيًا، وقد تظهر تلك المشكلة في فترات متفرقة من عمر الطفل وبشكل متدرج؛ فتبدأ من عمر السنتين، وتتوهج في مرحلة المراهقة، وفي حالة تركها بلا علاج فعال قد تستمر مع الطفل مدى الحياة، وتصبح العزلة والانطواء سمة ملازمة للفرد طوال عمره، وهي مشكلة نسبتها أعلى بين الإناث قياسًا بانتشارها بين الذكور؛ نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهم، وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها، ويظهر الانطواء على شكل نفور من الزملاء أو الأقارب، وامتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث، وهي مشكلة تسبب خللاً في التفاعل الاجتماعي للفرد مع من حوله، مما يؤثر على سلوكه العام، بل ونموه العقلي أيضا.
ويمكن تعريف العزلة الاجتماعية (الانسحاب المجتمعي): هي شكل متطرف من الاضطراب في العلاقة مع الآخرين، فالفرد يميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي، نتيجة لافتقاره لأساليب التواصل المجتمعي، وبذلك ينفصل عن رفاقه ويبقى منفرداً معظم الوقت ولا يشارك أقرانه بالنشاطات الاجتماعية المختلفة، ويختلف هذا الاضطراب في السلوك من فرد إلى آخر، فقد يتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران؛ إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث فيها،
تقول المرشدة الاجتماعية ثناء الرز: ( إن علاقات الحب التي يكونها الطفل مع أمه وأبيه ومجتمعه الصغير في البيت، مسؤولة إلى حد كبير عن تكيفه في المجتمع خارج نطاق الأسرة؛ حيث أن الطفل يخرج إلى الحياة ومعه ما تراكم في نفسه من آثار تلك الحاجة القوية إلى الحب ومدى نجاحه في إشباعها..)، وقد تتطور تلك المشاعر السلبية داخل الأسرة لتتحول إلى تعرض الطفل للعنف الجسدي، مما يسبب له عدة مشاكل نفسية وسلوكية تدفعه بشكل مباشر للعزلة، والأسوأ من ذلك هو تعرض الطفل للعنف المعنوي، الذي يعد أخطر بكثير من العنف الجسدي كتوجيه كلمات قاسية وجارحة للطفل عقاباً له وهذه الكلمات يكون لها تأثير حد السيف في نفس الطفل فهي تفقده ثقته بنفسه وتجعله أكثر ضعفا وتدفعه ليس للعزلة وحسب بل تدفعه إلى الكبت النفسي والعاطفي وكبت المهارات، وكذلك الحال مع الرقابة الصارمة من الأسرة على سلوكيات وأفعال أطفالهم، فالنقد والتعنيف الشديد لأخطائهم، يجعلهم يتجنبون التفاعل الاجتماعي مع من حولهم، تجنبًا للوقوع تحت طائلة العقاب كما ذكرنا من قبل، وكذلك التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يسبب لهم نوعا من الانطواء والعزلة، وقد يكون أحد الوالدين والمقرب للطفل بالتحديد منطويا أصلا، فهو يقلده حتى ينال استحسانه، كما أن دعم الوالدين لانطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة
من أبرز المشكلات في مرحلة الطفولة مشكلة الكذب وهي من المشاكل التي تؤثر على نمو الطفل اجتماعيا ونفسيا ولكن المشكلة تكمن في أن اغلب المربين والوالدين غالبا مايصنفون الكذب لدى الطفل في دائرة واحده ويتعاملون معه تعاملاً واحداً ولكن الكذب الذي يصدر عن الطفل ليس واحداً وله عدة تصنيفات ومن المهم عند محاولة علاج الكذب معرفة نوع الكذب والغرض منه،
غالبا مايكون لدى المبدعين وأصحاب الخيال الواسع، فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة، وهذا اللون لايعتبر كذبا حقيقيا، ودور المربين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل ومن الخطأ هنا اتهامه بالكذب أو معاقبته عليه.
يلجأ إليه الطفل لشعوره بالنقص أو الحرمان.وفيه يبالغ بالأشياء التي يمتلكها فيحدث الأطفال أنه يملك ألعابا كثيرة أو يحدثهم عن والده وثروته،
والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الادعائي أمران:
ويلجأ إليه الطفل حين يشعر بوجود حائل بينه وبين تحقيق أهدافه.
وهو الكذب الذي تأصل لدى الطفل وأصبح عادة مزمنة عنده ويتسم الطفل هنا بالمهارة في ممارسة الكذب حتى يصعب اكتشاف صدقه من كذبه.
وبعد أن اتفقنا على مفهوم كل مشكلة سنتناول أهم الأبعاد لتنمية مهارات التفكير لدى طلبة المرحلة الابتدائية التي نهدف من خلالها التقليل من هذه المشكلات،
فهناك العديد من الاساليب المبسطة التي يمكن أن نتبعها كآباء أو مدرسين وغير متخصصين مع أطفالنا لتنمية هذه الأبعاد، منها:
يركز على العمليات أو المهارات المعرفية للتفكير مثل: المقارنة، والتصنيف، والاستنتاج نظراً لكونها أساسية في اكتساب المعرفة، ومعالجة المعلومات، من خلال عرض قصة عليه وتشجيعه على عرض مقارنات بين السلوك المرغوب وغير المرغوب وإتاحة الفرصة لديه لعرض النتائج، وبذلك نستخدم مع الأطفال فنيات تعديل السلوك وهي الحث والتشجيع والمقارنة والتخيل، أو إتاحة الفرصة للطفل لتصنيف مشاعره الايجابية والسلبية إزاء ردود أفعال الآخرين (معلمو المدرسة، الأسرة) على سلوكياته غير المرغوبة، أو نقوم بعرض مجموعة من الصور على الطالب وإتاحة الفرصة أمامه لسرد قصة تتعلق بالصورة وعما حدث في الماضي وما يحدث الآن من أحداث داخل الصورة واستنتاج ما سيحدث في المستقبل.
يركز على التفكير كموضوع قائم بذاته، وعلى تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية التي تسيطر على العمليات المعرفية وتديرها،ومن أهمها: التخطيط، والمراقبة، والتقويم، وتهدف إلى تشجيع الطلبة على التفكير حول التعلم من الآخرين، وزيادة الوعي بعمليات التفكير الذاتية، ويمكن أن نعرض مشكلة أو موقف محير على الطفل، ونطلب منه اقتراح عدد من الحلول أو الخطط للخروج من هذا الموقف، مثال: خرج الطالب صباح أحد الأيام لأداء الامتحان وفوجئ بأن السيارة التي سوف يستقلها معطلة ولم يبق من الوقت إلا ساعة واحدة ماذا يفعل وماذا يخطط لتلافي هذا الموقف مستقبلا؟، وبذلك نستخدم فنيات لتعديل السلوك وهي النمذجة وطرح البدائل والمقارنة والتخيل والحوار والمناقشة، أو نقوم بعرض قصة مثلا: (ذات الرداء الأحمر) تتضمن بعض السلوكيات ونطلب منه التعليق على تلك السلوكيات (تقويمها).
يركز على الأنظمة اللغوية والرمزية كوسائل للتفكير والتعبير عن نتاج التفكير معا، وهي تهدف إلى تنمية مهارات التفكير في الكتابة والتحليل والحجج المنطقية، وهي تعنى بنتائج التفكير المعقدة كالكتابة الأدبية، ويمكن أن نقوم بتدريب الطفل على ضبط انفعالاته، ومعرفة أسبابها وكيفية التحكم فيها، وتنمية قدرته على الاسترخاء، وأخيرا أن يستطيع الطالب التعبير عن انفعالاته بطريقة إيجابية، ثم نطلب منه كتابة قصة قصيرة جدا عن الخير والشر، أو نقوم بسرد قصة قصيرة على الطفل (الأميرة والأقزام السبعة) ثم نطلب منه تحليل المواقف المختلفة التي تتضمنها القصة، أو نقوم بعرض مجموعة من المواقف على الطالب مثل: تعرض طفل للضرب من آخرين ولجوئه إلى الدفاع عن نفسه باستخدام عصا، ما هي الحجج التي يمكن أن تقال في هذا الموقف.
يؤكد على أهمية تعليم أساليب واستراتيجيات محددة للتعامل مع المشكلات، تهدف إلى تزويد الطلبة بعدة استراتيجيات لحل المشكلات في المجالات المعرفية المختلفة،والتي يمكن تطبيقها بعد توعية الطلبة بالشروط الخاصة الملائمة لكل مجال، وهي تقوم على إعادة بناء المشكلة، وتمثيل المشكلة بالرموز والصور والرسم، ويمكن أن نقوم بعرض مشكلة محددة على الطفل مثل تدني مستوى التحصيل الدراسي (يعبر عنها بمستوى لغة الطفل) ويطلب منه تقسيم المشكلة إلى موضوعات فرعية ويحدد العنصر الحاسم في كل عنصر أو موضوع، مثلا: يمكن القول بأن من مظاهر أو عناصر مشكلة ضعف التحصيل عدم تركيز الطالب أثناء شرح المدرس، يعبر الطفل بمظهر من مظاهر هذا العنصر بالقول أن الأستاذ يطلب من التلميذ توضيح النقطة التي توقف عندها في الشرح والتلميذ لا يعرف…الخ، أو نطلب من الطالب محاولة التعبير عن مشكلة تواجهه برسم صورة، ثم نساعده على تحليلها.
تهدف إلى تزويد الطلبة بالخبرات والتدريبات التي تنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطور التفكير المنطقي والعلمي، وتركز على الاستكشاف ومهارات التفكير والاستدلال، والتعرف على العلاقات ضمن المواقف الاجتماعية المختلفة، ويمكن أن نقوم بتدريب الطفل على ضبط انفعالاته ومعرفة أسبابها وكيفية التحكم فيها، وتنمية قدرته على الاسترخاء، وأخيرا أن يستطيع الطالب التعبير عن انفعالاته بطريقة إيجابية، ثم تقديم ثلاث صور بينهم اختلافات دقيقة والطلب تحديد هذه الاختلافات، أو نقوم بتدريب الطالب على التعرف على مشاعره الداخلية، وفهمها والتعبير عنها، بالإضافة إلى تنمية ثقته بنفسه، وملاحظته لذاته، هذا فضلا عن تدريبه على تحويل الحوار الذاتي السلبي إلى ايجابي فنطلب من الطالب تحديد عشر سمات من خلالها يمكن تحديد هل الشخص طيب أم شرير.