الكاتب : د. احمد حافظ
البشر ليسوا سواء في كل شيء فمنهم من زاده الله بسطة في الجسم أو العلم ومنهم من حرم من بعض حواسه منذ مولده أو فقدانها في حادث أو مرض وهم ما يسمون بالأشخاص المعاقين، ولم يكن الاهتمام الذي أبداه العالم حديثا بالإعاقة بدافع الشفقة عليهم، بل استفاقة من سبات عميق وتصحيح الأخطاء المرتبكة في حق الأشخاص المعاقين، ولقد عرف الإنسان منذ القدم القيمة الإيجابية للممارسة الرياضية كعلاج للمرضى وللأشخاص المعاقين، حيث أن حركة الجسم ذات تأثير فعال في تخفيف الآلام، وقد بدأت المجتمعات منذ الحرب العالمية الثانية في الاهتمام بالأشخاص المعاقين عندما أصيب ملايين من الأفراد بإعاقات مختلفة، وأصبح هناك ضرورة لتأهيل هؤلاء الأفراد حتى تتلاءم قدراتهم مع درجة إعاقتهم، ولقد اتجه الاهتمام نحو إدخال البرامج والنظريات التعليمية الحديثة إلى الملاعب وصالات الألعاب بالنسبة للشخص المعاق كجزء مكمل للعلاج الطبي.
الحصول على أفضل استقلالية في الحياة اليومية من خلال تحسين الوظائف الحركية والسيطرة الإرادية والوقاية من حدوث التشوهات العظمية وعلاجها ومساعدة الاستقلال الوظيفي.
ويرى تشارلز بونشر، وهو من علماء التربية الرياضية البارزين، أن التربية الحركية مدخل هام لتدريس التربية الرياضية حيث أنها معنية بالحركات الأساسية للإنسان مثل الجري- المشي- الوثب- التسلق…إلخ) وهذه الحركات هي الأصل في جميع المهارات الحركية البسيطة والمركب.
وإذا كانت التربية الرياضية ضرورية للشخص غير المعاق فإنها تصبح أكثر ضرورة للشخص المعاق وذلك لحاجته للتمرينات والأنشطة البدنية التي تعمل علي تحسين القدرات الحركية للجسم وتحسين التوافق العضلي العصبي والتوازن الحركي والدقة.
لذا يمكن اعتبار التربية الحركية هي القاعدة الأساسية التي تبدأ منها التربية الرياضية، كما أن التربية الحركية معنية أساسا بالفرد في المراحل الأولى من حياته منذ ولادته حتى نهاية المرحلة الابتدائية، كما يطلق على التربية الرياضية في المراحل الأولى من عمر الفرد (التربية الحركية) حيث تكون معنية بتنمية الحركات الأساسية للطفل والتعلم من خلالها.
وقد أسفرت نتائج العديد من البحوث عن التأثير الإيجابي لبرامج الأنشطة الحركية المعدلة في تنمية القدرات الإدراكية الحركية لدى الأطفال المعاقين، وفي تحسين أدائهم وسلوكهم الحركي، وتكيفهم العام ونموهم الحركي العضلي وتوافقهم الحس حركي، كما تسهم هذه البرامج أيضا في تحسين مفهوم الذات، وبعض جوانب السلوك التوافقي لديهم.
وتختلف التربية الخاصة عن التربية العامة في أنها تعد الأشخاص المعاقين للحياة العامة، لذلك فهي تتطلب جهودا تربوية أكبر تتناسب وقدرات هؤلاء الأفراد، لذا تلعب التربية الرياضية المعدلة دورا أساسيا في إعدا الشخص المعاق للحياة في مجتمع يستطيع أن يستغل إمكانياته وقدراته العقلية، البدنية، الاجتماعية والنفسية إلي أقصي حد ممكن تسمح به قدراته المتبقية حتى يستطيع أن يتكيف مع المجتمع، اذ نجد أن المجال الرياضي خصب بأنشطته المتنوعة حيث يجد الشخص المعاق ما يتناسب مع قدراته وإمكانياته.
وهي تعني الرياضات والألعاب التي يتم التغير فيها لدرجة يستطيع فيها الشخص المعاق غير القادر علي الممارسة والمشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة.
لقد أصبح بالإمكان الآن للأفراد المعاقين أن يمارسوا الأنشطة الرياضية المختلفة، ولكن بشرط إن تكون أهدافهم واقعية تتناسب مع قدراتهم الحركية والبدنية، مع مراعاة الاختلافات الفردية بينهم، فالفروق بين العمر الزمني والقدرات ودرجة الحماس تساعد البعض على سرعة التعلم لذلك تعد برامج التربية الرياضية من الجوانب الرئيسية في برنامج تدريب وتأهيل المعاقين، فمن خلالها يمكن التغلب علي مشكلاتهم الحركية وتطوير قدراتهم البدنية وكذلك معاونتهم علي التكيف مع المجتمع المحيط وتحويلهم إلي قوي منتجة وليست مستهلكة.