[B]قال استشاري ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد والمناظيرالدكتور سالم الشمري ان مرض السلياك هو مرض مناعي ذاتي صعب التشخيص يصنف بأنة من الحساسية الخطيرة ينتج لدى البعض عند تناول دقيق القمح ومنتجاته بكافة أنواعها بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب كالقمح والشعير حيث ان مادة الجلوتين هذه تسبب اضطرابا في عملية امتصاص الأمعاء للغذاء ناتج عن الحساسية التي يسببها أحد مكونات الجلوتين الذي يعمل كمولد مضاد تنتج عنه مناعة معقدة في الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء فيؤدي الى تكدس الخلايا اللمفاوية الميتة وهذا بدوره يسبب تلف الأهداب وبالتالي لا يحدث الامتصاص للغذاء عند مرضى السلياك.
جاء ذلك خلال اليوم التوعوي الذي نظمه مستشفى السلام الدولي في بنيد القار.
وأضاف الشمري:هذا المرض يظهر غالباً لدى الأطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام، وكذلك في مرحلة المراهقة المبكرة وان كانت هناك حالات اصابة في أعمار مختلفة، فبعض الحالات اكتشفت في سن السبعين وغالباً ما يتم تشخيص المرض في بداية ظهور أعراضه على أنه مرض معوي أو نزلة برد أو قولون عصبي.
وفيما يتعلق بالأعراض أوضح أنها تختلف بحسب السن ففي الأطفال الصغار تكون الأعراض عدم زيادة الوزن، وانتفاخ في البطن والتوتر وحدوث فقر الدم ولين عظام واسهال، أما عند الأطفال في سن المدرسة فيتمثل في عدم النمو وقصر القامة وآلام مبهمة في البطن، مبينا ان أعراض السلياك عند الكبار تشابه أعراض القولون العصبي آلام في البطن – اسهال انتفاخ أنيميا – هشاشة العظام – تعب وارهاق – عصبية واكتئاب.
واشار الى ان الطريقة الوحيدة لعلاج السلياك هو اتباع وجبة خالية من الجلوتين ويتم علاج مضاعفات المرض في فترة تتراوح بين 3 الى 6 أشهر غير أنها تصل الى سنتين في حالة الأشخاص المسنين حيث يساعد ذلك على توقف أعراض المرض وشفاء التلف الذي أصاب الأمعاء الدقيقة كما يحسن امتصاص العناصر الغذائية، مشددا على ان النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يجب ان يستمر مدى الحياة، فأكل أي كمية من الجلوتين مهما كانت صغيرة سوف يعيد الأمور الى نقطة الصفر.
وبدوره تحدث استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمناظيرالدكتور فهد النجار عن علاقة مرض السلياك بمرض السكري «النوع الأول» وقال ان السكري من النوع الأول والسلياك وغيرها (أمراض الغدة الدرقية، جار الدرقية) عبارة عن مجموعة أمراض تنتج بسبب خلل يحدث للجهاز المناعي حيث يتعامل الجهاز المناعي مع بعض الأنسجة والأجهزة في الجسم على أنها أنسجة غريبة فيبدأ في انتاج أجسام مضادة خاصة لكل جهاز أو أنسجة المحاربة.
وأوضح النجار ان مرض السلياك شائع لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين) الذي يصيب الأطفال؟ وهو شائع جداً وحوالي %10 من المصابين بمرض السكري مصابون بمرض التحسس للجلوتين ناصحا بعمل فحص للمرض عند تشخيص مرض السكري لأول مرة، ودورياً كل فترة أو عند وجود اعراض المرض.
واعتبر النجار ان السلياك مرض شائع اذا ماتحدثنا عن نسب الاصابة به وتكمن مشكلته العلاجية في ان الأطباء لا يفكرون في هذا المرض وبالتالي يتأخر تشخيص المرض لشهور وربما لعدة سنوات مشيرا الى امكانية ان يعيش مريض السلياك حياة طبيعية شرط ان يتمتع بالثقافة الغذائية اللازمة ليحسن اختيار ما يناسبه وما يمكن ان يؤذيه باعتبار أن الحمية الغذائية هي الحل الوحيد والعلاج الأمثل لمرضى السلياك.
من ناحيتها نصحت أخصائية الأغذية في مستشفى السلام الدولي مريم التركي بعدم تناول جميع أنواع الخبز العادي المصنوعة من القمح والشعير والحنطة والشوفان، واستخدام الخبز المحضر من دقيق الذرة والأرز أو الصويا أو درنات أو البطاطا أو البقوليات مثل (الفول – اللوبيا – الفاصوليا)، كما حذرت من استخدام الدقيق أو المواد المصنوعة من القمح والشعير، كما يمنع المقرمشات والمعجنات المصنوعة منها ويجب التأكد من بطاقة المنتج أنه خالٍ من الجلوتين ويكثر من الخضراوات والفواكه وجميع أنواع الحليب والألبان واللحوم والاسماك والدواجن.
يذكر ان اليوم التوعوي بدأ بكلمة لرئيسة الفريق الكويتي التطوعي للتوعية بالسلياك سعاد الفريح استعرضت من خلالها جهود الفريق في نشر التوعية عن هذا المرض من خلال ندوات ومحاضرات توعوية في المدارس ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة وأثنت على جهود مستشفى السلام الدولي التوعوية والتي تلعب دورا في نشر التوعية الصحية بين أكبر قدر من أفراد المجتمع.
وتضمن اليوم التوعوي فقرة تمثيلية لتوعية الأطفال، كما أقيمت مسابقة للحضور عن تجهيز أجمل طبق خال من الجلوتين[/B]