0 تعليق
420 المشاهدات

معالجة الصمم وزراعة الحلزون



[B]يعاني طفل من أصل ألف طفل حول العالم ضعفاً في السمع عند الولادة. وفي حين يذكّر الأطباء بضرورة الاهتمام بهذه المسألة والبحث عن سبلٍ لمعالجتها، يرفض بعض الجمعيات المعالجة الطبية المفرطة على حساب تعليم الطفل لغة الإشارات.

لا يكتشف الصمم العميق أو الشديد إلا عند بلوغ الطفل 16 أو 18 شهراً، ما يؤخر قدرته على التواصل مع الآخرين. حين يشخّص الطبيب الإصابة، يتولى فريق عمل أمر الاهتمام بالطفل والأهل ويتألف من طبيب الأنف الأذن الحنجرة، خبير تقويم النطق، خبير علم نفس وخبير في مجال الصمم… يضعون الأهل أمام خيار صعب يؤدي إلى برنامج يتيح لطفلهم القدرة على التواصل مع الآخرين: لغة شفهية عبر زراعة حلزون (قوقعة) تتيح لهم استعادة سمعهم لدرجةٍ معينة، لغة الإشارات أو برنامجاً يجمع الاثنين معاً.

زراعة مبكرة

غالباً ما يختار الوالدان اللذان يتمتعان بحاسة سمع طبيعية اللغة الشفهية، فيعطيها الأطباء تبعاً لذلك الأولوية، لا سيما أن العمر يُعتبر عاملاً أساسياً لتحديد مدى نجاح الزراعة. بين 12 و18 شهراً، تكون المناطق الدماغية المسؤولة عن تعلّم اللغة حساسة جداً. بعد خمس سنوات، يصبح الفشل النتيجة الحتمية لأن الدماغ يصبح عاجزاً عن فهم المعلومات. لا يستعيد الطفل السمع تماماً بفضل زراعة الحلزون إلا أنه يساعده على استعادة قدرته على التخاطب شفهياً والانتساب إلى المدرسة كبقية الأطفال. يسمع الطفل الأصوات كافةً إلا أنها ترده أضخم مما هي عليه ومشوهة ومنخفضة بعض الشيء. تختلف النتائج من طفلٍ إلى آخر. بعيداً عن العمر، تتوقف النتائج على عددٍ من المعايير ومنها إن تمكن الطفل يوماً من السماع أم لا. يؤدي التعليم التقويمي للنطق أيضاً دوراً مهماً. يتطلب البرنامج في العادة فترةً طويلة والتزاماً كبيراً: ثلاث جلسات كلّ أسبوع على مدى عدة أعوام.

تقبّل الفرق

تُطرح المسألة من جانب مختلف حين يعاني الأهل أيضاً الصمم ويستعملون لغة الإشارات للتخاطب مع الآخرين، أو إذا كانوا يتمتعون بحاسة سمعٍ عادية. ينتمي 90% من الأهل عموماً إلى الفئة الثانية، فيصعب عليهم أحياناً التوصل إلى التواصل بلغتهم الأمّ. تتحدث إحدى الأمهات التي خضعت ابنتها البالغة ثلاثة أعوام لزراعة حلزون عن تجربتها فتقول: {في غضون بضعة أشهر، تمكنّت من سماع صوت ابنتي الرائع، وأدرك أنها تسمعني أيضاً. من الرائع أن تسمع طفلك ينطق ماما للمرة الأولى}.
ينتقد بعض الجمعيات المهتمة بشؤون الصمّ جانب الفحص المنهجي الذي يُظهر الصمم كمرضٍ فيعرض الأهل لضغطٍ شديد ويدفعهم إلى اختيار الزراعة. تعتقد الجمعيات هذه أنه لا يجدر بالطبيب اقتراح الزراعة كأفضل حل، في حين يستطيع الطفل الاندماج في المجتمع عبر استعمال لغة الإشارات. انطلاقاً من هنا، من الخطأ معاملة الطفل الأصم على أنه إنسانّ يملك أذنين لا تعملان. على العكس من ذلك، إنه إنسان يملك لغةً ونظرةً أخرى إلى العالم. كثرٌ هم الأشخاص الذين يرفضون التعامل مع طفلهم الأصم على أنه طفل معاق بل يعاملونه على أنه طفل يثير صورةً ذهنية خاصة. يعتقد اختصاصيون آخرون أن لغة الإشارات تؤدي دوراً مهماً جداً في بناء شخصية الطفل الأصم فهي اللغة التي تمنحه الراحة الكبرى لتطوير نفسه وبنائها بعيداً عن قدرته على التواصل، لذلك يجدها الوسيلة الأكثر طبيعية. حتى إن كان الطفل الأصم يتكلّم جيداً إلا أنه لا يتقن النطق بشكلٍ مثالي فقد دخل عالم الكلمات بشكلٍ اصطناعي. عند البلوغ، يجد الطفل الأصم في لغة الإشارات لغة التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم التقرب من الآخرين ومن الأشخاص الذين يعانون الحالة عينها.

طرق تواصل متنوعة

يتفق الاختصاصيون جميعاً على حظّ الطفل الأصم الوافر لأن خيارات طرق التواصل مع الآخرين أمامه كثيرة ومتنوعة. تشير أم صماء لابنتين خضعتا لزراعة الحلزون إلى أن ابنتيها تجيبان على الهاتف، تتابعان الرسوم المتحركة من دون ترجمة وتستمعان إلى الموسيقى، وتضيف أنهما تستطيعان أيضاً قراءة الشفاه واستعمال لغة الإشارات. وتؤكد أنها لا تريد إلا أن تتمتع ابنتاها بالاستقلال الذاتي التام. ولا بدّ من الإشارة إلى توافر برامج ثنائية موجهة إلى الأطفال الصمّ سواء خضعوا للزراعة أو لا، تتيح لهم تعلّم اللغة العادية ولغة الإشارات.

[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0