0 تعليق
470 المشاهدات

“معجزة” تستند إلى عكاز.. الأثيوبي تاميرو وحلم تحقيق رقم قياسي



[B][COLOR=#080807]للشاب الأثيوبي تاميرو زيجيس ساقان في منتهى النحافة ولكن ذراعيه وكتفيه يفيضان بالعضلات القوية التي دربت سنوات طويلة.

قفز الشاب الأثيوبي عدة مرات مثل الراقص الأنيق ثم وقف على يديه و تحرك برأسه إلى أسفل بشكل عمودي محافظا على اتزانه ليمسك بعكازه المتطور.

تعني كلمة “تاميرو” باللغة الأثيوبية “المعجزة” وهو ما يتفق فعلا على هذا الشاب البالغ من العمر 31 عاما والذي قبل إعاقته التي ولد بها وحولها مع الوقت إلى إنجاز رياضي فائق.

يبرق الفخر في عيني تاميرو عندما يستعرض قدراته التي يصعب تصديقها لأنه لم يكن يستطع وهو في السادسة عشرة من عمره سوى الزحف على الأرض.

وعن ذلك يقول الشاب الأثيوبي مستعيدا ذكرياته آنذاك:”كنت أتحرك مثل الحية”، كان ذلك قبل وقت طويل.

اجتمع عدد من أصدقاء تاميرو ومعارفه والمشاهدين حوله قبل أيام في استاد أديس أبابا الرياضي ليحمسوه أثناء محاولته تحقيق رقم قياسي جديد.

استطاع تاميرو أن يسير بعكازه مدليا رأسه لأسفل و لمسافة 76 مترا في دقيقة واحدة ساعيا بذلك لتحقيق رقم قياسي في موسوعة جينس للأرقام القياسية.

ولا تزال عملية التقدم لهذا الرقم واختيار الفائزين فيها سارية “وأعتقد أنه سيتم الانتهاء من دراسة هذا الأمر خلال شهرين ليسجل اسمي تحت هذا الرقم في الموسوعة” حسبما قال تاميرو.

عندما ولد تاميرو وقت المجاعة الكبيرة في ثمانينات القرن الماضي بالقرب من موقع التراث العالمي لاليبيلا أصيبت أمه بالصدمة عندما شاهدت ساقيه المشوهة خلقيا حيث كانت قدماه ملتفة ناحية الخلف وكانت العظام مشوهة “وكانت أمي تنفر مني لأن الناس دأبوا على القول لها إن الشيطان يتجسد في شخصي” حسبما تذكر تاميرو مضيفا:”الناس في أثيوبيا تعتقد بأن المعوقين مسكونون من الجن”.

وكان الشخص الوحيد الذي يقدر حياة تاميرو ويحترمها هو جده “وكان رجلا غنيا لأنه كان يمتلك الكثير من الأرض”.

قبل هذا الرجل العجوز أن يعيش حفيده معه وقال إن الطفل المعوق إنسان هو الآخر لأن الله هو الذي خلقه “لذلك أطلق علي اسم “فيكادو” والذي يعني إرادة الله”.

أرسل الجد حفيده إلى مدرسة أرثوذوكسية حيث حصل على اسمه الحالي “تاميرو”.

ولم يمض وقت طويل حتى قدم الجد لحفيده أكبر هدية يحصل عليها في حياته وهي: حصان “فقد كان الأطفال يسخرون مني ولكن ذلك لم يعد يؤذيني كثيرا بعد حصولي على الحصان لأنه أصبح بإمكاني الانصراف بحصاني وتركهم، فجأة بدأت أشعر وكأنه قد أصبح لي أربعة سيقان”ز

أصبح الحصان الصديق الأفضل لتاميرو قبل أن يأخذه منه جده بعد عدة سنوات بعد إلحاح من سكان القرية.

ولكن معاناة تاميرو لم تنته عند هذا الحد. فلأنه كان يستخدم يديه في التحرك للأمام ويجر الجزء الأسفل من جسمه في التراب أصيبت ساقه اليسرى بالتهاب شديد للغاية مما جعل الأطباء يعزمون على بترها “عندها ناديت الرب بقوة وسألته لماذا يفعل بي كل ذلك” حسبما تذكر تاميرو.

ولكن الشاب تاميرو استمع لصوت ملهم وجمع العديد من النباتات وطحنها و وضعها فوق الساق المتقيحة واستطعت آنذاك مداواة نفسي بنفسي ولكني لا أعرف حتى اليوم ما هي النباتات التي استخدمتها”.

وفي النهاية قرر تاميرو ترك جده الذي أصبح شبه أعمى لأنه لم يعد قادرا على الاعتناء بالشاب المعوق “زحفت لمسافة 65 كيلومترا وهي المسافة التي تبعدها القرية عن مدينة لاليبيلا، احتجت في ذلك لستة أيام”.

ثم عاش تاميرو سنوات في هذه المدينة كفتى مشرد في الشارع وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة وكان يتكسب بعض المال من هنا والبعض الآخر من هناك كماسح أحذية وكان يجتذب السائحين بالسير عدة أمتار على يديه إلى أن قابل شخصا نهاية التسعينات من القرن الماضي، والذي غير حياته تماما.

كان هذا الشخص جراحا أمريكيا وكان في زيارة سياحية لمدينة لاليبيلا “نظر إلي الطبيب مدة طويلة ثم طلب مني أن أذهب للمستشفى في أديس أبابا لأنه يريد مساعدتي”.

عندها جمع أهالي القرية مالا و حجزوا له مقعدا على الطائرة إلى العاصمة الأثيوبية، للذهاب إلى مستشفى “بلاك ليون”.

وبعد 14 عاما وتسع عمليات جراحية بدأت قدما تاميرو تتجه للاتجاه الصحيح حيث أصبح قادرا على قطع مسافات قصيرة بدون وسيلة مساعدة وحصل على شهادة مدرسية ودبلومتين إحداهما في السياحة والثانية في تقنية المعلومات.

قال تاميرو مبتسما: “كانت اللحظة التي استطعت فيها الوقوف بشكل مستقيم أجمل لحظة في حياتي حتى ذلك الحين”.

ولأن الألمان والنمساويين والسويسريين كانوا من أكثر الناس الذين ساعدوه في طريقه فقد تعلم تاميرو الألمانية في معهد جوته في أديس أبابا وأصبح يتكلم الألمانية جيدا.

ولكن تاميرو يشعر أنه في أحسن لحظاته عندما يقف على يديه على العكاز الخفيف ويدخل السرور على المشاهدين بحركاته البهلوانية في سرك “ديبر بريان”.

وسيذهب تاميرو قريبا للسويد مع بقية فريق السيرك.

وطالب تاميرو بأن “تنتهي العنصرية ضد المعاقين جسديا”.

وقال تاميرو مختتما حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية: “يسعدني أني أختلف عن الآخرين، وليس هناك من يمشي برأسه إلى أسفل غيري”.[/COLOR][/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0