الكاتب : محمد عبدالمجيد خان
(أنا محظوظ اني ولدت في عصر الكمبيوتر. بدونه حياتي كانت ستكون بائسة، وحياتي المهنية كانت مستحيلة).
عالم الفيزياء ستيفن هاوكينج
هي سنة التكنولوجيا القابلة للارتداء فكل الأبحاث تتركز على منتجات يمكن ارتدائها لتحقق اعلى قدر من التفاعل وتتزامن معك في حياتك اينما كنت. فالكمبيوتر المكتبي (جهاز الزمن الجميل)، والمحمول من الصعب أخذه إلى النادي، وكذلك الاجهزة الذكية.
ولكن ماذا لو استطعت ارتداء ساعة ترسل إيميلاتك وتلتقط الصور في أي وقت تشاء تحملها على انستاجرام ليراها أصدقاؤك في قارة أخرى. هذه هي التكنولوجيا التي ستكون عصب الأبحاث والإنتاج هذا العام، كما يقول جيفري كامب، مسؤول النشر التكنولوجي في مجلة ديجيتال ترندس الإلكترونية.
واحدة من هذه الأجهزة هي نظارات جوجل والتي اختيرت كأفضل الأجهزة المتحركة أو (التكنولوجيا القابلة للارتداء) لعام 2013. الإمكانيات الموعودة للنظارة مثيرة حتى أني لم أستطع الانتظار لهذا قررت البحث عنها وشراء واحدة، على الأقل حتى أشبع فضولي التكنولوجي. فقد كنت في صغري من هواة الخيال العلمي للدكتور مصطفى محمود، تصورت أني سألتقط صور لكل ما أراه من حولي وأسجل فيديوهات لعصابات لحظة تبادلها مواد ممنوعة في الظلام وأنا مختبئ في سيارة بعيدة.
دخلت إلى الموقع الرسمي ولكن لم يكن هناك رابط للبيع، كل ما يمكنك عمله هو التسجيل ببريدك الالكتروني والشركة تقوم ببيعك النظارة حسب توفر النسخة التجريبية منها إذا كنت سعيد الحظ. ففي سنة 2013 انتجت جوجل 8000 نظارة تجريبية فقط واشتراها (المحظوظون) بسعر 1500 دولار. (قمت بتأجيل خطة الشراء لأجل غير مسمى. ملاحظة: سعر المستهلك سيكون أقل من 600 دولار).
جوجل جلاس (اسم المنتج الرسمي) يتجاوب مع الأوامر الصوتية بالإضافة إلى النقر والايماء. يمكنك بدء تشغيله بأمر صوتي خاص وهو (أوكي جلاس) ثم التقاط صورة أو بدء تصفح الانترنت، يمكنك كذلك توصيل النظارة بهاتف ذكي باستخدام برنامج ماي جلاس. تعتمد النظارة على نظام أندرويد في التشغيل لهذا سيكون من السهل على مطوري برامج أندرويد العمل على تطوير البرامج الخاصة بالنظارة بإضافة برمجية صغير. النسخة التجريبية من برامج النظارة تعطينا فكرة بسيطة عن الآفاق الجديدة التي تفتحها لنا مثل برامج العثور على المطاعم المفضلة والبنوك بنظام جي بي اس.
منذ البداية ركزت جوجل على التصميم بحيث يكون خفيف الوزن وغير بارز وأعلنت عن اصدار النظارة بخمس درجات ألوان جميلة: أسود (فحمي)، يوسفي (برتقالي)، أزرق (سماوي)، أبيض (قطني)، ولون صخري (رمادي).. طبعا أبدعت جوجل في اختيار الألوان التي تعطي المنتج منظراً تكنولوجياً وسلساً بدون الانتقاص من جمال التصميم.
المواصفات الاولية للنظارة قريبة جدا من مواصفات أي هاتف ذكي ولكن يشتكي العديد من المجربين من قصر عمر البطارية، والمواصفات كما أعلنتها جوجل هي:
تطورت تكنولوجيا التعرف على الصوت بشكل مذهل في الاجهزة الذكية في السنوات الاخيرة، ونظام أندرويد يدعم امكانيات الوصول بشكل ممتاز ويمكننا أن نتوقع أن نفس التكنولوجيا ستنتقل (وراثيا) إلى النظارة. على سبيل المثال طورت الشركة نسخة تجريبية من برنامج يمكِّن الشخص الأصم من رؤية ترجمة نصية فورية على شاشة النظارة أما ذوو الإعاقة البصرية فيمكنهم الاستفادة من برامج التعرف على الوجوه.
تقول الدكتورة روزاليند بيكارد من معهد ماساشوست للتكنولوجيا تقول إن (مشروع النظارة سيكون ثورة للمعاقين). ويمكن لقصة (اليكس بلازسوك) ان تعطينا فكرة بسيطة عن برامج يمكن تطويرها لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
كانت اليكس في السنة الثانية وعملت العديد من المقابلات الشخصية للحصول على وظيفة وكانت على وشك الحصول عليها عندما وقع لها حادث أصيبت فيه بشلل نصفي. وبعد سنة كاملة من العلاج غدت اليكس جليسة كرسي متحرك وفاقدة الإحساس تماما بذراعيها. تقول اليكس: (بعد حصولي على النظارة التجريبية تغيرت حياتي تماما، أستطيع الان على اخذ صور وعمل فيديوهات ومشاركة الصور والفيديوهات مع اصدقائي). وطبعا تستطيع توجيه كرسيها المتحرك باستخدام النظارة بأوامر صوتية وبكل سهولة.
يقول روبن كرستوفرسون، رئيس قسم سهولة الوصول الالكترونية لمنظمة abilitynet.org.uk: (جوجل جلاس ستمكن المستخدم من التفاعل مباشرة مع ما يحيط به. لقد اقترب اليوم الذي سوف نتفاعل فيه مع أجهزة مثل الثلاجة بواسطة هواتف ذكية، والمستقبل القريب يحمل إلى المعاقين الكثير من الامكانيات والتي لم نكن نتخيلها يوما).
وانتظروني أعزاءي القراء لمزيد من المعلومات في الجزء القادم من مقالي.
(*) جوجل جلاس منتج حائز على جائزة أفضل ابتكارات عام 2013 يحاول كاتب المقابل تلمس مدى امكانية الاستفادة من الامكانيات التكنولوجية العالية فيه لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع