0 تعليق
1335 المشاهدات

الرعاية النفسية والاجتماعية للطفل الأصم



الكاتب : د. رانيا الصاوى

بادئ ذي بدء أود أن أشير إلى تعريف الإعاقة السمعية بما أنها تعد من المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة، وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي، إلى الدرجات الشديدة جدا والتي ينتج عنها صمم.

من هنا جاءت أشهر التصنيفات التي تناولت الإعاقة السمعية وهي كالاتي:
1

  • ضعف السمع في مرحلة ما قبل اكتساب اللغة: هو الضعف الذي يحدث أثناء الولادة، أو قبل اكتساب الطفل للغة، وفي هذه الحالة تتأثر قدرة الطفل على النطق والكلام.
2

  • ضعف السمع في مرحلة ما بعد اكتساب اللغة: هو الضعف الذي يحدث بعد اكتساب الطفل للغة، وفي هذه الحالة لا تتأثر قدرة الطفل على النطق والكلام.
3

  • ضعف السمع التوصيلي: ينتج عن خلل يصيب الأذن الخارجية، الوسطى مع وجود أذن داخلية سليمة، أي أن المشكلة ليست في تفسير الأصوات وتحليلها إنما في إيصالها إلى جهاز التحليل والتفسير.
4

  • ضعف السمع الحسي العصبي: ينتج عنه خلل يصيب الأذن الداخلية، مع وجود أذن وسطى وخارجية سليمتين، هنا المشكلة ليست في توصيل الصوت، وإنما في عملية تحليله وتفسيره.
5

  • ضعف السمع المختلط: هو عبارة عن ضعف سمع مشترك، يتضمن كلا من ضعف السمع التوصيلي والحسي والعصبي، وذلك نتيجة لوجود خلل في أجزاء الأذن الثلاثة: الخارجية والوسطى والداخلية.
6

  • ضعف السمع الخفيف: يعاني المصاب بهذا النوع من صعوبة في سماع الأصوات المنخفضة أو البعيدة، وقد يعاني من بعض الضعف في اللغة.
7

  • ضعف السمع المعتدل أو المتوسط: يستطيع المصاب بهذا النوع سماع المحادثة العادية إذا تمت على مقربة منه، وإذا كانت المحادثة تتم وجهاً لوجه.
8

  • ضعف السمع دون المتوسط ـ بين المتوسط والشديد ـ: يستطيع المصاب بهذا النوع سماع المحادثة بصوت مرتفع ويجد صعوبة في متابعة النقاش الجماعي، ولديه عيوب في النطق، وضعف في استخدام اللغة، والقدرة على الفهم.
9

  • ضعف السمع الشديد: يستطيع المصاب بهذا النوع سماع المحادثة بصوت مرتفع إذا حدثت بالقرب منه، وقادر على تمييز الأصوات البيئية.
وهناك العديد من المظاهر العامة التي تظهر على الطفل يمكن أن تكون مؤشراً لوجود صعوبة سمعية منها:
1

  • الصعوبة في فهم التعليمات وطلب إعادتها.
2

  • أخطاء في النطق.
3

  • إدارة الرأس إلى جهة معينة عند الإصغاء للحديث.
4

  • عدم اتساق نغمة الصوت.
5

  • الميل للحديث بصوت مرتفع.
6

  • وضع اليد حول إحدى الأذنين لتحسين القدرة على السمع.
7

  • الحملقة في وجه المتحدث ومتابعة حركة الشفاه.
8

  • تفضيل استخدام الإشارات أثناء الحديث.
9

  • ظهور إفرازات صديدية من الأذن أو احمرار في الصيوان.
10

  • ضغط الطفل على الأذن أو الشكوى من طنين (رنين) في الأذن.

وإذا لاحظ المعلم أو الأسرة أن الطفل يظهر بعض الأعراض السابقة بصورة متكررة فعليه أن يسعى إلى تحويله إلى الطبيب واختصاصي قياس السمع حتى يتسنى له التحقق فيما إذا كان لدى الطفل إعاقة سمعية أم لا. وحتى يتم الكشف المبكر عن حالات الضعف السمعي فمن الأهمية بمكان أن يتم فحص جميع الأطفال في المدرسة فحصا سمعيا بسيطا للكشف الأولي عن الحالات المحتملة تمهيدا لتحويلها إلى إجراء تشخيصي أدق.

وتتضح من تنوع وتعدد درجات الإعاقة السمعية أهمية التواصل مع الشخص الذي لديه مثل هذه الإعاقة حتى نستطيع ان نساعده على الاندماج في المجتمع بكفاءة عالية، وهناك ثلاث طرق للتواصل مع الشخص الأصم:

1

  • الطريقة اللفظية: Oral Communication

    وتقوم هذه الطريقة في التواصل على تعليم الأطفال ضعاف السمع أو الصم استخدام الكلام كما هو الحال لمن ليست لديهم إعاقة سمعية، وقد بدأت الطريقة اللفظية تكتسب اهتماما أكبر كوسيلة من وسائل الاتصال في تعليم المعوقين سمعيا في منتصف القرن التاسع عشر.

    واستخدام الطريقة اللفظية يتضمن تدريب البقايا السمعية عند الطفل وهو ما يعرف بالتدريب السمعي Auditory Training.. إضافة إلى ذلك فإنها تتضمن تعليم الطفل قراءة الكلام Speech Reading ويؤكد على ضرورة استخدام المعينات السمعية:

    أ
  • التدريب السمعي Auditory Training

    ويقصد به تعليم الطفل المعوق سمعيا لتحقيق الاستفادة القصوى من البقايا السمعية المتوفرة لديه، ويشتمل التدريب السمعي على تدريب الطفل على الإحساس، والوعى بالأصوات المختلفة في البيئة وتمييز أصوات الكلام.

    وللتدريب السمعي دور هام في تطوير قدرة الطفل على السمع، وتطوير النمو اللغوي لدى الطفل خاصة إذا ما تم البدء بتقديم التدريب في سن مبكرة، ويفضل أن يستعين المعلم أو الوالدين بالتقنيات الحديثة أثناء تدريبهم للطفل على التدريب السمعي وعدم الاعتماد على السماعة الفردية التي يضعها الطفل. وتمتاز أجهزة التدريب السمعي بأنها توفر للطفل صوتا أكثر نقاء، ومستوى ثابتا من شدة الصوت بغض النظر عن بعد الطفل عن مصدر ذلك الصوت. كما أنه يمكن ضبط هذه الأجهزة والتحكم فيها بما يلائم حاجة الطفل.

  • ب
  • قراءة الكلام Speech Reading

    ويشار إلى قراءة الكلام أحيانا بقراءة الشفاه Lip Reading ويقصد بذلك تعليم الطفل المعوق سمعيا على استخدام ملاحظاته البصرية لحركة الشفاه ومخارج الأصوات، بالإضافة إلى بقايا السمع من أجل فهم الكلام الموجه إليه، وهناك أساليب مختلفة لتعليم قراءة الكلام منها الأسلوب التحليلي الذي يقوم على تجزئة الكلمة إلى مقاطع لفظية لتعليم الطفل تمييزها، ومن ثم يجمع بين هذه المقاطع ليميز الكلمة كاملة، وهنالك أسلوب آخر يقوم على تعليم الطفل فهم معنى النص أولا، ومن ثم تمييز الشفتين عند نطق أصوات بعض الحروف، علاوة على أن بعض الحروف (الحروف الحلقية) لا تظهر على الشفتين، فإن البعض يستخدم حركات اليد أمام الوجه لمساعدة قارئي الشفاه لتمييز تلك الأصوات الصعبة ويعرف هذا الأسلوب بأسلوب الكلام المرمز، وبالطبع فإن الطريقة اللفظية لا تقتصر على تعليم الطفل فهم كلام الآخرين، وإنما تعلم الكلام أيضا وعلاج عيوب النطق، وهناك إحدى طرق التدريب على النطق وهى طريقة اللفظ المنغم، وتقوم هذه الطريقة على استخدام الحركات الجسمية خاصة حركات الجزء العلوي من الجسم وتدريبات التنفس المختلفة في التدريب على النطق، ويعتقد أنصار هذه الطريقة بأن الحركات الجسمية المصاحبة للموسيقى تساعد في إخراج الأصوات وإتقانها.

2

  • الطريقة اليدوية Manual Communication

    وتشير الطريقة اليدوية في الاتصال إلى استخدام اليدين في التعبير بدلا من النطق اللفظي، وتقسم الطريقة اليدوية إلى الإشارة الكلية وأبجدية الأصابع وغالبا ما يصطلح على الطريقة اليدوية في الاتصال بلغة الإشارة.

    في الإشارة الكلية يتم استخدام إشارة محددة بواحدة من اليدين أو كليهما للدلالة على شيء ما، وما من شك أن الإشارات المستخدمة يتم التعارف عليها بعد شيوع استخدامها. وفى كثير من الحالات يقوم المختصون بجمع هذه الإشارات التي يستخدمها الأشخاص الصم في أماكن سكناهم ومجتمعاتهم المحلية، ومن ثم تنقيح هذه الإشارات وتوثيقها واستخدامها في التعليم على مستوى أوسع، وعليه فإن لغة الإشارة تختلف من قطر إلى آخر، وإن كانت هناك درجة من التشابه في بعض الإشارات، وبالنسبة للموضوعات المستجدة في المجتمع كالمستحدثات التكنولوجية فإنه يتم استحداث الإشارات اللازمة من قبل المختصين العاملين في مجال لغة الإشارة.

    أما بالنسبة لأبجدية الأصابع فهي عبارة عن استخدام أصابع اليدين في تهجئة الحروف المختلفة وذلك بإعطاء كل حرف شكلا معينا، ويتم التفاهم بين مستخدمي أبجدية الأصابع عن طريق حركات الأصابع وتهجئة الكلمات يدويا بدل نطقها لفظيا.

3

  • التواصل الكلى Total Communication

    طريقة التواصل الكلي عبارة عن استخدام أكثر من طريقة من الطرق السابقة معا في الاتصال مع الصم، كما تتضمن أيضا طريقة تنمية البقايا السمعية، وتعتبر طريقة التواصل الكلي من أكثر طرق الاتصال شيوعا في الوقت الحاضر، ويعتبر الكثيرون أن استخدام اللفظ والإشارة معا أثناء الحديث مع الطفل الأصم يساعد في التغلب على الثغرات التي قد تنجم عن استخدام أي منهما بشكل منفرد علاوة على أن هذه الطريقة تستجيب بشكل أفضل للخصائص المتميزة لكل طفل، فالأطفال الذين يتقنون أبجدية الأصابع نستخدم في حديثنا معهم اللفظ وأبجدية الأصابع، بينما نقرن اللفظ بالإشارة الكلية بالنسبة لمن يتقنون الإشارة ولا يتقنون أبجدية الأصابع.

    ولذلك يتضح أن إعاقة الطفل السمعية ودرجة الإعاقة والعمر الذي حدثت فيه الإعاقة، ومدى توافر الخدمات المختلفة كالتدريب على النطق أو التدريب السمعي أو قواميس لغة الإشارة والوسائل السمعية المعينة تعتبر عوامل هامة في تحديد طريقة التواصل الأكثر مناسبة. وتعتبر طريقة التواصل الكلي هي الطريقة الأكثر مناسبة لمختلف فئات الأشخاص المعوقين سمعيا. فعلاوة على أنها تيسر الاتصال فهي توفر الفرصة للأطفال لتعلم لغة الإشارة من جهة وتنمية قدرتهم اللفظية من جهة أخرى.

    وكذلك فإن هذه الطريقة أيضا تجعل المعوق سمعيا أكثر أهلية للنجاح في الاندماج الاجتماعي، إذ أنها تسهم في التغلب على الصعوبات الناجمة عن عدم إتقان العامة للغة الإشارة من جهة والمساعدة في توضيح ما قد يشوب لفظ الطفل الأصم من عيوب وعدم وضوح لذلك لابد من مراعاة الاتي :

     
  • لابد من تدعيم تفاعل واختلاط الصم في مجتمعهم ومع بعضهم البعض كما مع المجتمع العام.
  •  
  • ينظر إلى الأصم البالغ الناجح كمثال يحتذى به للأطفال الصم.
  •  
  • يعتبر تدخل المختصين مع الصم لتوفير جميع الحقوق والمزايا لهم كما للناس السامعين.
  •  
  • لابد من احترام وتقدير وتدعيم لغة وثقافة الصم.
  • وهذ يثير في أذهاننا تساؤلاً هاماً يتمثل في كيفية التواصل مع الطفل الأصم؟، وسوف أتناول هذه الكيفية من خلال استعراض بعض الاستراتيجيات البسيطة، منها:

    1
  • يجب إدراك حاجة الطفل الأصم للتواصل وتأثير ذلك عليه نفسياً واجتماعياً.
  • 2
  • الإشارة بشكل أبطأ واستخدام إشارات أكبر، تعتمد على تعابير الوجه (نغمة وطبقة الصوت عند الأمهات السامعات).
  • 3
  • التحدث مع الطفل الأصم عما يدور في بيئته ويثير اهتمامه.
  • 4
  • التواصل البصري: ضرورة الاستحواذ على انتباه الطفل الأصم قبل البدء في عملية التواصل.
  • 5
  • ضرورة تعريضه للغة المقروءة والمكتوبة.
  • 6
  • ضرورة اختلاطه مع أطفال صم وتواصله مع كبار صم.

لذا تلعب المهارات الاجتماعية دورا مهما في تعزيز الصحة النفسية للأطفال بوجه عام والأطفال من ذوي الإعاقة على وجه الخصوص، كما أن البحث في تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال ذو أهمية خاصة في مجال البحث الإكلينيكي والممارسات المهنية العملية، وذلك من خلال البرامج والاستراتيجيات المعرفية والسلوكية التي تقدم للأطفال في المدارس العادية ومدارس التربية الخاصة.

ومن أبرز الخصائص الاجتماعية والنفسية للمعوقين سمعيا:

بفضل صعوبات الاتصال اللفظي الضرورية لإقامة علاقات اجتماعية يلاحظ أن الأشخاص المعوقين سمعيا يحاولون تجنب مواقف التفاعل الاجتماعي في مجموعة، ويميلون إلى مواقف التفاعل التي تتضمن فردا واحدا أو فردين.

وبشكل عام يمكن القول إن الأطفال المعوقين سمعيا يميلون إلى العزلة نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأطفال الآخرين، وحتى في ألعابهم يميلون إلى الألعاب الفردية التي لا تتطلب مشاركة مجموعة من التلاميذ، ويمكن أن تسهم هذه الخصائص في تقديم تفسير جزئي لظاهرة نجاح الصم في مختلف المجتمعات، في تجميع أنفسهم في مجموعات وأندية خاصة بهم، وعلاوة على الميل إلى العزلة فإن الدراسات تشير إلى أن النضج الاجتماعي للأشخاص الصم يسير بمعدل أبطأ منه لدى السامعين. ولا يوجد ما يشير إلى أن نسبة شيوع الاضطرابات النفسية بين الأشخاص المعوقين سمعيا أعلى منها لدى السامعين، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الأطفال الصم أكثر عرضة للضغوط النفسية والقلق وانخفاض مفهوم الذات، ويلاحظ أيضا أن الأطفال الصم أكثر عرضة لنوبات الغضب، وذلك بفعل الصعوبات التي يواجهونها في التعبير عن مشاعرهم، وللسبب نفسه نجد أن الأطفال الصم يعبرون عن غضبهم وإحباطهم بعصبية ويظهرون ميلا أكبر للعدوان الجسدي.

مما سبق تتضح أهمية الرعاية النفسية والاجتماعية للطفل الأصم حيث أن لديه مشكلات عديدة تواجهه ومن كثرة هذه المشكلات ينفصل عن المجتمع ويعتبر هذا المجتمع عدوانياً ويكره كل ما يتعامل معه وبالتالي لابد من الأخذ بيده والتعامل معه كغيره في المجتمع بل وأفضل منا ومن هنا لابد من تقديم بعض الخدمات له ومن ذلك تقديم الرعاية الاجتماعية للطفل المعوق سمعياً

وهذه البرامج تنقسم إلى ثلاث أقسام:

ويعتبر التعليم عملية هامة جداً للأصم لأنها الوسيلة الوحيدة التي تربطه بعالم الثقافة كما تعتبر الأساس في عمليات التدريب المهني الذي يتوقف إلى حد كبير على عمليات تعليم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة حتى يمكن تفهم مدلولات الأرقام والمقاييس وكذلك يلاحظ أن التعليم هو الطريق الوحيد لتكييف الأصم للحياة العادية وذلك حتى يستطيع التفاهم المستطاع مع السامعين، كذلك يلاحظ أن عمليات التدريب تحتاج إلى تفاهم المدرس مع من يقوم بالتدريب ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق تعليم القراءة والكتابة. والملاحظ أن الصم يتأخرون عن السامعين في التعليم بحوالي ثلاث سنوات كما أن التكيف الذاتي للصم يتأخر عن السامعين. ويلاحظ أن عمليات التدريب تحتاج إلى تفاهم المدرس مع من يقوم بتدريب الطفل الأصم ولا ينشأ ذلك إلا عن طريق تعلم القراءة والكتابة.

والملاحظ أن الصم يتأخرون عن السامعين في التعليم بحوالي ثلاث سنوات كما أن التكيف الذاتي للأصم متوقف إلى حد كبير على درجة التعليم التي بلغها وقدرته على التفاهم وبالتالي اكتساب الخبرات والمهارات وتكوين العلاقات وكل هذا يؤثر بالتبعية في نمو شخصيته وبهذا نجد كثيراً من الصم الذين لم تتح لهم فرص التعليم يصادفون مشاكل كثيرة في حياتهم العملية وفي اتصالهم مع الآخرين، ما يدفعهم إلى الانطواء وممارسة الأعمال البسيطة.

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0