الكاتب : د. اروى اخضر
مع تزايد اهتمام المتاحف بالجانب التربوي ظهرت فوائد التربية المتحفية على الساحة، واعتبر المتحف داراً للعلم والتربية في مجال الفنون والثقافة، وأصبحت المتاحف تضم أقساماً للتربية المتحفية واعتبرت التربية هدفاً رئيساً من أهداف المتاحف المعاصرة، وعنصراً مهماً في الدراسة، وقد ارتبطت المتاحف المعاصرة بالمدارس وبمقرراتها الدراسية، وأصبحت تخاطب الأجيال جميعهم في مختلف المراحل التعليمية والعمرية.
ويعتبر المتحف المساعد المثالي للتعليم الرسمي والذي يسهم في إثارة وتنمية حب العلم والمعرفة، وتمتاز التربية المتحفية بميزات متعددة منها: أن التعليم المتحفي مختلف عن التعليم المدرسي التقليدي، فهو غير إلزامي، تعليم غير رسمي لا يعتمد على الصف والامتحانات للتقييم، الزوار يملكون الحرية للمجيء والذهاب إلى المتحف، واستكشاف العرض حسب رغبتهم واهتمامهم.
وللتربية المتحفية دور مهم في التدريس حيث أنها تساعد التلاميذ ذوي الإعاقة على مشاهدة النماذج والعينات والأشياء والأفلام وتثير انتباههم نحو مشكلة تهمهم دراستها، كما أنها تعرفهم بتاريخهم وتراثهم وحضارتهم التي ينبغي أن تكون أساساً ومحوراً لكل تعليمهم، وتسهم في تقديم كل أدبيات الفن والمعلومات المتصلة به.
وللرحلات المدرسية دور مهم أيضاً كونها تحقق للمتعلم غرضين أساسيين:
وبنظرة عامة فإن البيئة التعليمية للمتحف تنخرط تحت مفهوم الفصول المفتوحة لأن برامج المتحف التعليمية تصمم وفق مفهوم التعليم المفتوح، ووفق أسلوب النظام المتكامل، ويستفيد منها الجميع على اختلاف مستوياتهم التعليمية وتعتبر شريحة ذوي الإعاقة من أهم الشرائح التي تحتاج إلى مثل هذا النوع من التعليم.
لقد عرفت منظمة المتاحف الأمريكية، والمجلس الدولي للمتاحف ICOM المتحف Museum بأنه (مؤسسة ثقافية تعرض من خلالها مجموعة من الممتلكات، ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة، بهدف المحافظة عليها والاستفادة منها، ويستخدمها المعلم بطريقة مخططة ومقصودة، لتحقيق أهداف تعليمية معينة، كما أنها تساعد على إثارة دافعية التلاميذ نحو العملية التعليمية).
وبناء على المفهوم السابق للمتاحف يتضح أن هناك ممتلكات وعناصر للتربية المتحفية، وأن عملية الاتصال التعليمي في المتاحف لن تكتمل إلا بوجود أربعة مقومات رئيسة هي:
ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل التالي:
للتربية المتحفية عدة أهداف تسعى إلى تحقيقها منها:
تعتبر التربية المتحفية من أهم المداخل لتثقيف ذوي الإعاقة وتنشئتهم تنشئة تربوية لأنها تساهم في بناء شخصية متكاملة واعية بمعالم الحضارة. وتتضح أهميتها؛ لكونها تستطيع أن تشرح لهم حقبة زمانية معينة مثل زمن الديناصورات مثلاً في أشكال مختلفة فتتكون لدية صورة ذهنية متكاملة من خلال زيارة واحدة للمتحف، ولكونها تستطيع أن تشرح لهم مفهوماً لا يمكن إحضاره إلى الفصل، كالفضاء مثلا، كما أن التدريس من خلالالمتحف التربوي يتيحفرصة واسعة للمعاق للربط بين الماضي والحاضر.
وطبقاً لهذه الأهمية فإن لمعلم ذوي الاعاقة والذي يطبق التربية المتحفية في التعليم دور أساسي فهو يعمل على التنسيق والتخطيط مع المربي الذي يعمل في المتحف التربوي (المربي المتحفي) ببرامج تناسب موضوع درسه والتي تلبي احتياجات الطالب المعاق حسب الفئة (صم، مكفوفين، معاقين ذهنيا، ذوي التوحد…) كعرض فيلم أو إلقاء محاضرة.
وهناك عدة ملاحظات لابد من توفيرها داخل المتاحف عند تطبيق التربية المتحفية لذوي الإعاقة فليكن شعار أو قانون المتحف أولاً: (اللمس مسموح ومطلوب أيضاً)، كما أن استخدام الأسلوب المبسط في شرح العينة المعروضة في المتحف، أما إذا كان هناك شرح صوتي مثل البانوراما فيفضل أن تكون القاعة مجهزة بوسائل تكبير الصوت المصاحبة للذبذبات الأرضية لخدمة فئة الصم منهم، كما يتطلب توفير أجهزة عرض Data Show والشاشات المزودة بالمؤثرات الضوئية والصوتية (صوت وصورة وكتابة) في قاعات المتاحف وذلك لخدمة فئتي (الصم والمكفوفين)، والاهتمام بتوفير سماعات الأذن المكبرة للصوت بشكل مضاعف أسوة بالنظارات المكبرة (في سينما البانوراما ثلاثي الأبعاد) لفئة (ضعاف السمع)، كما يمكن تصغير بعض النماذج المعروضة، مع ضرورة توفير الكتابة بخط برايل على كافة المجسمات المعروضة ليتمكن الأشخاص المكفوفون من لمسها وتحسسها، مع مراعاة عدم تعتيم (تخفيف) إضاءة المتحف بوجود ضعاف البصر أو المكفوفين في صالة العروض، مع أهمية توفير جهاز صوتي يعرّف بالقطعة أو المجسم الموجود بشكل آلي ومستمر حتى يتمكن الكفيف من معرفة القطعة المعروضة أمامه، ولخدمة ذوي الاعاقة الحركية ينبغي الاهتمام بتوفير المنزلقات في جميع أنحاء المتحف حتى يتمكن المعاق حركيا من التنقل بسهولة في كافة أرجاء المتحف.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع