الكاتب : نبيل الطاهرى
تعتبر الدمى بيداغوجية أساسية في العلاج السيكودرامي للطفل ذي الإعاقة الذهنية، فهي تساهم في تنمية وإكساب هؤلاء الأطفال قدرات ومهارات ما بين الإبداعية واللغوية وذلك وفقا لقدراتهم العقلية، فهذه الدمى تشكل للطفل متنفسا للعب والتعبير عن ذاته من حيث انفعالاته واتجاهاته العاطفية والوالدية وتكوين شخصيته.
وهذه البيداغوجية التربوية تشكل نوعاً من أنواع التنفيس والترفيه، لذلك فالمنهج المطبق حالياً هو التعليم بالأنشطة واللجوء إلى الخبرة والنموذج وهذا الأسلوب اتبعه البيداغوجي الأمريكي (جون ديوي) والذي توصل إلى كون المدارس التقليدية المهتمة فقط بتنمية وتطوير الذكاء والتحصيل الدراسي ولا يمكن الإتكال عليها من الناحية البيداغوجية في تربية الطفل لأنه من الصعب التفريق ما بين المعرفة والممارسة.
إن الأنشطة الخاصة بمسرح العرائس ـ ومن خلال الإشتغال على عينة من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والتي يتأرجح عمرهم الحقيقي ما بين 6 إلى 11 سنة والعمر الذهني ما بين 4 إلى 5 سنوات وتتأرجح درجة إعاقتهم ما بين خفيفة، متوسطة وعميقة ـ حيث تم الإشتغال مع هذه الفئة على مشروع بيداغوجي يتمحور حول الدمى والهدف منه هو الإجابة عن الفرضية المطروحة:
(هل تساهم الدمى في تنمية وإكساب الأطفال المعاقين ذهنيا العديد من المهارات الحس حركية واللغوية والإجتماعية والترفيهية وإدراك ذواتهم وتصحيح السلوك لديهم؟).
لذلك تحديت إعاقتهم الذهنية محاولا ومصرا على إخراجهم من قوقعة الخمول والخوف والخجل واللاحركية معتمدا طريقة السيكودراما لتفجير طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية واللغوية. وقمنا باتباع منهج الملاحظة أثناء القيام بعروض لمسرح الدمى مركزين على ردود أفعال الأطفال كانت إيجابية أم سلبية، كما شملت الملاحظة كذلك مدى التركيز والإنتباه والتعبير الشفوي.
وبعد الملاحظة لمدة سنة توصلنا لما يلي:
دمى المسرح لها دور تربوي وترفيهي كما لها دور نفسي في التنفيس عن الإنفعالات المكبوتة، وكشف القلق وإزاحة التوتر والإفراط في الحركة وتعديل السلوك.
واستخدام الدمى يشجع على اللغة الشفوية وينمي قدرات الإستماع لدى الطفل، كما يساعد على تنمية واستخدام الخيال لديه، وينمي أيضا فكره الإبداعي ويمكنه كذلك من إدراك ذاته، إضافة إلى تعلم النظام، الترتيب، النظافة، التواصل مع الآخرين والتعاون.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع