الكاتب : د. فاطمه محمد عبدالوهاب
تواجه أسرة الطفل من ذوي الإعاقة الكثير من المشكلات والصعوبات والأزمات التي تفرضها طبيعة الحياة على باقي الأسر والكثير من الضغوط التي تفرضها طبيعة الإعاقة لدى الطفل وليد هذه الأسرة.
وتفرض الإعاقة على أسرة هذا الطفل الكثير من الضغوط مثل الضغوط النفسية التي تتضح من الحالة النفسية التي تنتاب الأم والأب عند معرفتهم بالإعاقة، حيث تولد هذه الضغوط حالة من الإنكار واللوم والشعور بالذنب والحزن وغيرها، والضغوط الاقتصادية حيث تواجه هذه الأسرة الكثير من النفقات المادية والتغيرات المنزلية والأثاث والأجهزة التعويضية وغيرها، والضغوط الاجتماعية مثل لوم الأفراد لأسرة الطفل من ذوي الإعاقة وتتبع هذا الطفل بالنظرات وتتبع أفراد الأسرة بالأسئلة والاستفسارات مما تضطر معه الأسرة أحياناً إلى الإبقاء على طفلها في المنزل وما يتبع هذا التصرف من مشكلات نفسية واجتماعية وعقلية للمعاق وغير ذلك من الضغوط التي تواجه أسرة الطفل من ذوي الإعاقة.
ومع سبيل التخفيف على أسرة من ذوي الإعاقة وتقليل حدة هذه الضغوط فإن هناك احتياجات هامة ينبغي توافرها لهم ومساعدتهم على إشباعها ومنها ما يلي:
تحتاج أسرة الطفل من ذوي الإعاقة إلى الدعم الديني المستمر من علماء الدين ومن المؤسسات الدينية المختلفة، حتى يستقر في نفوس أفرادها الرضا والقبول والقناعة وحمد الله وشكره على عطاياه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، لذلك فإن أسرة الطفل من ذوي الإعاقة في أمسّ الحاجة إلى هذا الزاد الديني الذي يقوي إرادتها وتماسكها ويزيد من قدرتها على التغلب على المشكلات المختلفة التي تواجهها.
تحتاج أسرة الطفل من ذوي الإعاقة إلى الكثير من الدعم المالي للتغلب على توابع الإعاقة، مثل إلحاق الطفل بالمدارس الخاصة المناسبة لإعاقته والرعاية الصحية والغذائية وإعداد وشراء الأجهزة التعويضية وتوفير البيئة المنزلية المناسبة للإعاقة من حيث الأثاث واحتياجات المنزل وغيرها.
وهذه احتياجات أساسية لا يمكن تجاهلها بالنسبة لأسرة الطفل من ذوي الإعاقة، حيث تمر هذه الأسرة بأوقات أقل ما توصف به أنها أوقات عصيبة تعاني من مشاعر اليأس والإحباط وفقدان الثقة وغيرها، ولهذا تحتاج هذه الأسرة إلى تبادل مشاعر الحنان والمحبة والإحساس بالأمن من أفراد المجتمع ومن المحيطين بهم علاوة على احتياجاتهم الفعلية للإحتواء ـ أي احتواء أفراد المجتمع لأسرة الطفل من ذوي الإعاقة، واحتواء المدرسة لهذا الطفل وأسرته، واحتواء المؤسسات الطبية والتربوية والاقتصادية والترفيهية والدينية لهذه الأسرة ومساعدتها على التغلب على مشكلاتها.
تحتاج أسرة الطفل من ذوي الإعاقة إلي اكتساب مهارات التواصل الجيدة والمفيدة في التعامل مع أطفالها، كما تحتاج إلى البرامج التعليمية المناسبة لهم ولتلاميذهم وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع أطفالهم وكيفية تدريبهم على المهارات الحياتية المختلفة، وكيفية تدريبهم على التعامل الاجتماعي والانفعالي المناسب.
ومن هنا تعد أسرة الطفل من ذوي الإعاقة عنصراً ضرورياً وفعالاً من عناصر نجاح هذا الطفل، كما أن الضغوط التي تعاني منها ومحاولة تلبية احتياجاتها للتغلب على هذه الضغوط أحد العوامل الهامة لنجاحها في تربية وتأهيل وتعليم طفلها.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع