متلازمة الطفل المهزوز مصطلح طبي يستخدم لوصف العواقب الناجمة عن هز الطفل بعنف مما يؤدي إلى إصابات جسيمة قد لا تظهر على جسم الطفل أو الرضيع في حينه أو ما يدل عليها.
ولكن قد تكون هناك إصابات داخلية بشكل خاص في الرأس وخلف العيون، وقد تتضمن هذه الإصابات المشاكل التالية:
بدأ استخدام هذا المصطلح في الأبحاث الطبية أول مرة عام 1972 ولكن المعلومات عنه ما زالت تتزايد وتتطور.
تحدث (متلازمة الطفل المهزوز) عندما يتعرض الأطفال للهز العنيف كجزء من الاضطهاد الذي يمارس عليهم من الأشخاص البالغين أو ببساطة لأن الشخص الراشد أو / شخصاً شاباً عهد إليه بهذا الطفل، أصيب بالاحباط لعدم قدرته في السيطرة على بكاء الطفل وقتها.
إن الهز العنيف يكون خطراً بشكل خاص على الأطفال الصغار والرضع لأن عضلات الرقبة لديهم تكون ضعيفة هشة وقابلة للتلف بسرعة، ويزيد من احتمال تعرضهم للإصابات صغر حجمهم، فيدفع الهز الشديد المتكرر بالدماغ إلى مختلف الاتجاهات، وهذه الحركات المفاجئة قد تسبب انفصال بعض أجزائه مما يؤدي إلى تمزق خلايا المخ والأوعية الدموية، وعندما يكون الطفل قد تعرض للهز بغضب واحباط فإن القوة تكون من 5 إلى 10 مرات أكثر مما لو تعثر أو سقط، حيث أن القوة في الحالة الأولى ـ مقارنة بالثانية ـ تتكرر في مرات عديدة بتتابع هز الطفل.
إن (متلازمة الطفل المهزوز) تسبب نتائج كارثية للعائلة وللصحة وللمجتمع، وإذا عاش الطفل فإن تكاليف العلاج الطبي هائلة، وقد يحتاج (الطفل الضحية) إلى عناية طبية طوال حياته بسبب التلف والإصابة التي لحقت الدماغ كالإعاقة العقلية أو الشلل الدماغي، وقد يحتاج الطفل إلى رعاية مؤسساتية أو أنواع أخرى من الرعاية طويلة الأمد.
نسبة إلى مؤسسة كاليفورنيا الطبية فقد فشل الأطباء ـ ولسنوات عديدة ـ في معرفة سبب النزف الدماغي عند الأطفال الصغار الذين كانوا في الواقع ضحايا (متلازمة الطفل المهزوز) لأن أولئك الأطفال لم تظهر عليهم ولم يظهروا أية مؤشرات خارجية للإصابة. كان الأطباء يرون فقط النتائج التي كان أغلبها تشنجات وتلف الدماغ وأحياناً الموت، وكانت هذه الإصابات تعزى دائماً إلى أسباب أخرى.
ومن المفارقات أنه ـ وحتى وقت قريب ـ كانت بعض البرامج الطبية المصممة لعلاج الأطفال المعرضين لاختناق النوم Sleep apnea تؤيد استخدام (التحفيز باللمس) كإجراء إسعافي أولي عندما يتوقف الرضيع عن التنفس، وكانت التعليمات تعطى للأهل كالتالي: في البداية هز الطفل بلطف، ثم بقوة وعنف!! ولأن أهالي الأطفال المعرضين لاختناق السرير غالباً ما يكونون متوترين ومتعبين فإن احتمالات التعرض للإضهاد الجسدي تزيد.
وتنصح النشرات التثقيفية التي تصدرها مؤسسة كاليفورنيا الطبية بعدم هز الأطفال لأي سبب من الأسباب.
تظهر (متلازمة الطفل المهزوز) في أغلب الأحيان لأن أحد الوالدين أو من يعتني بالطفل يكون مقصراً أو غاضبا من الطفل، وفي أحيان أخرى يصبح الطفل ضحية لأن أحد الوالدين أو من يعتني به ـ دون أن يعي أن تصرفه قد يضر به ـ يقوم بإلقاء الطفل في الهواء بقوة أو يلعب معه بخشونة أو يضربه بشدة على ظهره.
لذلك يجب تذكير كل من يعتني بالطفل الصغير أو الرضيع؛ الأب والأم، الأخوة الأكبر، المربيات، المختصين برعاية الطفل وغيرهم، ينبغي تذكيرهم بعدم هز الأطفال مهما كانت الدوافع.
وهناك بعض الطرق السليمة وغير العنيفة لتهدئة بكاء الطفل، منها:
وإذا لم تنفع أي من هذه النصائح ـ وكنت متأكداً من أن الطفل غير مريض وأنك لا تستطيع تحمل الصراخ والتوتر ـ فعليك بوضع الطفل على جانبه في مكان آمن (في سريره)، وخذ فترة راحة قصيرة، وإن أمكن اتصل بشخص آخر تثق به ليساعد في الاهتمام بالطفل لبعض الوقت.
في لحظات التعب والإرهاق وعندما يستمر الطفل في الصراخ غير المفهوم، قد تعمد الأم أو الأب، أو غيرهما ممن يهتم به، إلى هزه بعنف بهدف اسكاته. وقد يسكت الطفل أو لا يسكت، لكن الهز العنيف يؤدي إلى أضرار جسيمة في دماغه تعارف الأطباء على تسميتها بـ (متلازمة هز الطفل) أو (متلازمة الطفل المهزوز) Shaken Baby Syndrome.
وقد أخذ أطباء الأطفال يحذرون في الآونة الأخيرة من خطورة هز الطفل سواء كان ذلك بعنف أم بلطف، بهدف المداعبة أو التأديب، وذلك بعد أن تكررت حالات العطب الدماغي أو الوفاة بين الأطفال في العديد من أنحاء العالم، وكان بينها حالات مشهودة في الولايات المتحدة وبريطانيا حظيت باهتمام إعلامي وقضائي كبير.
ومن جهتهم فسر الأطباء هذه الوفيات الغامضة للأطفال الرضع على أنها من نتائج هذه الممارسة الخاطئة التي لا يفطن الأهل أو المربيات أو الخادمات إلى مدى خطورتها.
ويشبه الدكتور (روبرت ساندرلاند) من جامعة برمنجهام البريطانية طبيعة دماغ الطفل في العام الأول من عمره بالبيضة العائمة في إناء مملوء بالماء، فعندما يهتز الإناء تصطدم البيضة بالجدار وتنكسر.. وهذا هو حال دماغ الطفل، فهو من الرخاوة بمكان يجعله قابلاً للتأثر بأي ارتجاج.
والمشكلة أنه ليست هناك أعراض أو علامات خارجية تدلل على تأثر الدماغ، وقد تمضي ساعات عدة قبل أن يظهر التأثير على الطفل فيصبح خاملاً أو شبه فاقد الوعي.
أما في داخل الدماغ، فإن الهز العنيف يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية وبالتالي إلى نزف مما قد يؤدي بدوره إلى سلسلة من الإعاقات مثل الإصابة بالصرع، فقدان البصر، الصمم، صعوبات في التطور العقلي والتعليم. وتعتمد درجة الإصابة على شدة الهز الذي يتعرض له الطفل، أما نوعها فيعتمد على موقع النزف في الدماغ بالنسبة لمركز الفعاليات والوظائف العصبية.
ويذكر أن مستشفى (الدرهاي) للأطفال في مدينة ليفربول البريطانية قد قام بدراسة حالة ستة عشر طفلاً أدخلوا إليه بين عامي 1995 و1998 كانوا مصابين بالنزف الدماغي نتيجة للهز العنيف، وقد توفي سبعة منهم، أما التسعة الآخرون فأصبحوا معاقين.
يتميز الطفل دون الإثني عشر شهراً من العمر بكبر رأسه وثقله مقارنة بجسمه، كما أن عضلات رقبته تتميز بعدم قوتها في هذه المرحلة، مما لا يساعدها على حمل الرأس بصورة جيدة، وبالتالي فإن هز الطفل سيقذف برأسه يميناً ويساراً وهذا ما سيحدث لدماغه أيضاً.
إن مداعبة الطفل بإلقائه في الهواء أو الدوران به أو رميه على السرير قد تؤدي إلى الضرر نفسه، وينبغي على الأبوين ومن يهتم بالطفل الامتناع عن هذا النوع من المداعبات والحركات إلى أن يصبح الطفل كبيراً.
يفهم الأطباء جيداً بأن تعب الأم المتواصل وعدم حصولها على ساعات كافية من النوم، قد تكون كلها عوامل دافعة لتعاملها العنيف مع طفلها الرضيع. وهذا السلوك قد يصدر أيضاً عن الأب الذي لا يعرف غالباً كيف يتعامل مع بكاء الطفل المتواصل، أو عن الأقارب أو الخادمات، وهؤلاء جميعاً ينصحهم الأطباء بالخطوات التالية:
من كتاب
Crying: What Should I Do? By Jacy Showers, ED.D. SBS Prevention Plus
إن المعلومات عن (متلازمة الطفل المهزوز) لا يقصد بها تخويف الأهل من لمس أطفالهم، بل لتذكيرهم بضرورة ايلاء عناية خاصة عند رعاية الطفل وخاصة في الفترة من الولادة حتى 3 سنوات من العمر، والتذكر بأنه: لا يجب هز الأطفال لأي سبب من الأسباب.
تقترح الدكتورة جيبر شاورز المختصة في (متلازمة الطفل المهزوز) أنه (ما دام الطفل أصغر منك فإن هزه ـ بالتأكيد ـ غير آمن)، ومن الأفضل أن يتركز الاهتمام على أمان الطفل بدلاً من تعريضه للمخاطر.
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع