[B][COLOR=#0C0C0B]«نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً»، و«عمر» يحب الحياة أيضا مثلنا، يرسم رغم الإعاقة الذهنية التى ولد بها، وينحت رغم مداهمة مرض التوحد له، الفتى ذو الـ26 عاماً يوصف بأنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، والحقيقة أنه من ذوى القدرات الخاصة جداً، يمارس السباحة، ويلعب تنس الطاولة، وتعلم اللغة الإنجليزية وحده، حتى تتسنى له مشاهدة قناة «بى بى سى ورلد لايف» الخاصة بعالم الحيوان، «عمر» انصرف عن الناس، وشغف بعالم الحيوان، وفى معرضه «معاً فى الكون» بمركز طلعت حرب الثقافى تجلى هذا الشغف.
مر الوقت سريعاً، ونحن فى ضيافة «عمر يحيى» داخل معرضه، يشير إلى الخمسة عشر منحوتاً، ويشرح لنا ماهية كل منحوت؛ «ثلاث زرافات، فيل وعمر فوق، سيد قشطة، شبل أسد وعمر»، سألناه عن المرأة التى تجلس أسفل الأسد قال: «لوبا الحلو» يقصد مدربة الأسود فى السيرك المصرى، وسألناه عن الرجل والمرأة وهما متشابكان ومتداخلان قال: «هما متحابان».
«منحوت لعمر والشمبانزى يجلس على كتفه»، قالت عنه الدكتورة «أمانى صبرى»، استشارى التربية الفنية بجمعية «الحق فى الحياة»، المشرفة على حالة «عمر»، العضو فى الجمعية منذ ما يقرب عشرين عاما، إن هذا المنحوت فى الأصل صورة، وكان الشمبانزى يقبل عمر فى خده، «ليه يا عمر ما نحطش الشمبانزى وهو بيبوسك؟»، رد عمر فى خجل: «ما بحبش البوس أوى».
لوحات «عمر» متنوعة يرسم بالباتيك والزيت، يشير إلى كل لوحة، ويشرح ما رسمته يداه، «فلاحين وقمح، ثعبان الكوبرا، ساحر وشبح، أسد، حمار وحشى، سمك، تمساح» سألناه عن لوحة بها وجه فرعونى قال: «حورس»، وعن اللوحة الكبيرة وفيها تجلس سيدة فى المنتصف، وتضم بيديها شابين قال: «هذان مسلم ومسيحى ودى مصر».
رحلات «عمر» تقتصر على حديقتى الحيوان بالجيزة وأفريكانو بارك بالإسكندرية، «بيت الزواحف، وسبع البحر، والأسد»، والسيرك المصرى والأوروبى «بحب الراجل اللى بيرشق السكاكين»، وملاهى السندباد «بركب الدودة»، والقرية الفرعونية والمتحف المصرى.
«عمر» الذى شارك فيما يقرب من الـ15 معرضاً جماعياً، و3 فردى، بالإضافة إلى حصده المركز الأول على الجمهورية فى تنس الطاولة لسنوات عديدة، والأول أيضا على الجمهورية لمدة أربع سنوات متتالية فى السباحة، رفض أن يشارك فى الأوليمبياد خارج مصر، لأنه لا يستطيع ترك بيته، أو مغادرة الأماكن، التى اعتاد الذهاب إليها، «مش بحب».[/COLOR]
[/B]