[B][COLOR=#0C0C0B]أكد المؤتمر الإقليمي الثاني للملتقى العربي للمرأة من ذوات الإعاقة أهمية تضافر الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق ذوي الإعاقة ووسائل الإعلام لتوصيل رسائل من شأنها تفعيل حقوق ذوي الإعاقة ودمجهم بشكل كامل في المجتمع لتساوي أدوارهم مع باقي الأفراد، عقد المؤتمر بالتعاون بين المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة والمنتدى الأوروبي للإعاقة وضمن مشروع «مساواة (2)» تحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالشراكة مع إدارة المرأة والطفل والأسرة لجامعة الدول العربية.
وشاركت جمعية اولياء امور المعاقين الكويتية في المؤتمر من خلال النابغة عائشة الحشاش.
وأشادت سبيكة الغيص والدة عائشة الحشاش بدور ودعم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لذوي الاحتياجات الخاصة وحرصه على دمجهم بالمجتمع، كما ثمنت دور رئيس التحرير الأستاذ يوسف خالد المرزوق وأشارت الى حفاوة استقبال رئيس التحرير بمقر جريدة «الأنباء» الموقرة لوفد الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين برئاسة رحاب بورسلي رئيس الجمعية، وقد شارك الوفد في المؤتمر الاقليمي لمشروع «مساواة 2» «المرأة من ذوات الاعاقة بين الحقوق والأعراف»، حيث شاركت عائشة في ورش العمل التي عقدت على هامش المؤتمر ومنها ورشة عمل حول الإعاقة وحقها في الزواج والانجاب، وأدارتها كلثم عبيد المطروشي، جمعية أولياء أمور ذوي الإعاقة، الإمارات العربية المتحدة .وورشة عمل حول الأعراف المعيقة لحقوق المرأة من ذوات الاعاقة وورشة عمل المرأة من ذوات الاعاقة في خطاب الحركات النسائية.
استفادة من المؤتمر
وأشارت سبيكة الغيص إلى استفادة عائشة من المؤتمر وذكرت ان جمعية أولياء أمور المعاقين بالكويت والتي ترأسها رحاب بورسلي وجهت اليها الدعوة لمشاركة عائشة في المؤتمر وعرض تجربتها.
وأضافت أنها استفادت من المؤتمر وخاصة من خلال التجارب الشخصية لذوي الاعاقات التي عرضت في المؤتمر من الدول المختلفة.
وثمنت سبيكة الغيص دور المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة ودور جهدة أبوخليل المديرة العامة للمنظمة وحسن نشار المتطوع بالمنظمة ورعايتهما خلال فترة المؤتمر، كما أعربت عن تقديرها لدور جمعية اولياء امور المعاقين ودعمها للمشاركة في المؤتمرات الدولية.
واستعرضت سبيكة تجربة عائشة خلال المؤتمر مؤكدة على انها لا تنسى من يقف خلف اكتشاف هذه المواهب وعمل على تحويلها الى انجازات تبهر العالم كما تم توزيع اصدارات الجمعية الكويتية لأولياء امور المعاقين وانجازاتها.
وألمحت سبيكة الى ان اعاقة عائشة لم تحبطها بل زادت من عزيمتها ولم تحد من طموحها بل على العكس زادتها إصرارا على ضرورة تطوير ذاتها والسعي من أجل تحقيق أحلامها وإثبات قدراتها ولأن تكون مثالا يحتذى في الصبر والإصرار والعزيمة والإرادة، حيث عائشة الحشاش مواصلة تحصيلها العلمي الجامعي لتحصل بعده على ليسانس في اختصاص علم النفس من جامعة الكويت.
تجربة مثالية
ولم تكن سهلة على عائشة التي أصرت بعزيمتها الصادقة والقوية وتمسكها بالحياة ووقوف أسرتها إلى جانبها وخاصة والدتها سبيكة الغيص على لما استطاعت أن تحقيق عائشة ما هي عليه الآن وتمسكت بأحلامها وتقول انها بعد الليسانس تسعى لاستكمال الماجستير في اختصاص علم النفس، فهي تريد أن تثبت أن الإعاقة مهما كانت صعبة الا انها يجب أن تكون عاملا رئيسيا للنجاح.
تفاصيل
وعن الاعاقة تقول سبيكة ان عائشة منذ الولادة وهي تعاني من شلل دماغي واضطرابات حركية وتعجز عن المشي والكلام ولا تستطيع الوقوف أو استعمال يديها ولديها صعوبة في المضغ والبلع ولكن كل هذه المشاكل لم تشكل عائقا في حياتها.
واستعرضت سبيكة مسيرة عائشة التي بدأت رحلتها التعليمية ووجدت كل الرعاية من والديها وخاصة والدتها التي غيرت مسارها فبعد عجز الأطباء عن حالتها رفضت والدتها الاستسلام وقررت أن تخوض معركة علاجها وتوفير الحياة الطبيعية وكانت البداية في المنزل كأي طفل طبيعي قامت بتعليمها الأساسيات ولم يكن ذلك سهلا وبعد رحلة شاقة استطاعت عائشة ان تجد فرصة التعلم في مدرسة خليفة لذوي الاحتياجات الخاصة التي أكسبتها مهارات متعددة.
وبعد مدرسة خليفة انتقلت عائشة عام 2000 إلى مركز الرجاء لتعليم الكبار ومحو الأمية والذي يدرس الكبار من المعاقين وهو يدرس المناهج الدراسية الحكومية واجتازت عائشة السنوات الدراسية الـ 12 في 7سنوات فقط مما يؤكد على قدراتها غير العادية في التحصيل العلمي، ثم التحقت بالجامعة وتخصصت في علم النفس.
وحول التجربة الجامعية قالت والدة عائشة ان التجربة الجامعية بالطبع لم تكن بسيطة وسهلة ولكن بالاصرار استطاعت عائشة بذكائها وروحها المرحة وإصراراها على النجاح اثبات وجودها في قاعات المحاضرات لأنها حالة مميزة وفريدة نالت اهتمام ورعاية أساتذتها.
وبالفعل كانت نموذجا للطالبة الممتازة وحرصها على الحضور اقبل موعد المحاضرات وكانت تحضر كل محاضراتها باستثناء تلك التي تفرض عليها الضرورات الطبية والعلاجية عدم الالتحاق بها.
وأضافت والدتها انها من أكثر الطلبة مشاركة في المحاضرة وتقوم بمداخلات وذلك من خلال الاستعانة بمربيتها الخاصة حينا أو أصحابها ليكتبوا لها رسائل على الهاتف النقال بعدما تشير إليهم بالأحرف التي تريدها لتعبر عن فكرتها.
تجارب جيدة
وحول استفادة عائشة من المؤتمر قالت سبيكة: ان التجارب التي تم استعراضها خلال المؤتمر ستقوم عائشة بعرضها بالكويت للاستفادة منها وخاصة «زواج المعاقين». وخلال الملتقى قامت احدى المشاركات الفلسطينيات بإهداء عائشة رمز يحمل اسم المسجد الأقصى.
وحصلت والدة عائشة سنة 2007 على جائزة الأم المثالية والتي تقيمها سنويا الجمعية الكويتية للأسرة المثالية برئاسة الشيخة فريحة الأحمد وذلك تقديرا لمسيرتها.
عمل إيجابي
من جانبها، أشادت المديرة العامة للمنظمة للأشخاص ذوي الاعاقة جهدة أبوخليل بالكويت بالخدمات التي تقدمها واهتمامها بالمعاقين ما جعلهم مبدعين ومتميزين، وأشارت الى ان الكويت لديها عدد من الجمعيات التي تهتم بذوى الاعاقة وأشادت بدور جمعية اولياء أمور المعاقين ولكن هذا ليس كافيا بل لابد من وجود اتحاد يجمع تلك الجمعيات تحت مظلته وركزت على اهمية دور الأعمال وتناوله قضايا المعاقين بشكل ايجابي وكذلك حقهم في تكوين اسرة وانجاب اطفال، كما بحث المؤتمر وضع استراتيجية عمل عربية لتطوير عمل الملتقى العربي على مدى السنوات القادمة.
وأشارت الى ان المنظمة العربية للأشخاص ذوى الاعاقة تضم 16 دولة عربية وتعمل على توعية ذوى الاعاقة بحقوقهم وتوعية مؤسسات المجتمع المدني وادراك حقيقة تلك الفئة وحقوقها وكذلك تهتم المنظمة بتدريب المؤسسات الحكومية على كيفية ادراك قضايا ورعاية المعاقين في الدولة عند وضع موازنة الدولة.
تغيير الإطار الثقافي
من جانبها، أكدت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية د.شيخة سيف الشامسي ضرورة تغيير الإطار الثقافي الذي يضع المجتمع ذوي الإعاقة داخله لأن هذا النسق الثقافي يجعل المرأة في مكانة أدنى داخل الترتيب العائلي ويحملها أعباء متزايدة لذلك فإن التركيز على إطار ثقافي جديد يؤكد دور المرأة من ذوي الإعاقة الذي لا يقل اهمية عن أقرانها الطبيعيين أن يقطع شوطا كبيرا في سبيل حصولها على حقوقها.
قانون خاص
وقال رئيس المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة د.نواف كبارة إن الكويت من الدول السباقة في مجال رعاية المعاقين ولديها قانون خاص بهم، مشيدا باهتمام ودعم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بذوي الاحتياجات الخاصة وتكريمه لهم وذكر كبارة إن أمام العالم العربي تحديا كبيرا، خاصة بعد زيادة عدد الدول المصدقة على الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة، وخصوصا ذوى الإعاقة، والتي وصلت إلى 155 دولة على مستوى العالم، منها 26 دولة عربية أخرها العراق، وذلك للتمسك بالمطالب والحقوق المهدرة لذوى الإعاقة.
واعلن د.كبارة خلال المؤتمر الإقليمي لمشروع المساواة للنساء ذوات الإعاقة الخاصة بين الحقوق والأعراف عن التحضير لعقد أول مؤتمر للصم بالعالم العربي بتونس، وآخر بإسبانيا الشهر المقبل، وتعد هذه المؤتمرات هي الأولى من نوعها في العالم العربي، خاصة بعد ما شهده العالم العربي من تحولات كبيرة فجأة، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمرأة العربية، وخاصة ذوات الإعاقة، وأنه لابد من المطالبة بحقوقهن التي ينادين بها والدفاع عن قضيتهن.
من جانبه، ذكر د.صلاح الجعفراوي خبير بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مكتب القاهرة ان هناك دولا عربية خطت خطوطا جادة تجاه المعاقين منها دول الخليج وخاصة الكويت، وأشار الى زياراته المتعددة للكويت منذ عام 1984 وفي كل زيارة يجد اضافة جديدة للمعاقين سواء كان في المولات أو الشوارع وكذلك العديد من الأماكن وهذا يدل على اهتمام الدولة وايمانها بذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أن الكويت من الدول السبّاقة في مجال رعاية المعاقين.
وقالت عضو مجلس جمعية الأطفال المعوقين بالسعودية د.فوزية خضر ان المملكة العربية السعودية قدمت العديد من الاسهامات لذوي الإعاقة ولكن يتبقى مراحل اخرى منها توفير دراسات عن ذوات الإعاقة وتدريبهن على الاختلاط ومعاملة الغير وطرق تربية الأبناء، مؤكدة أن الدين الاسلامي ساوى بين ذوي الإعاقة والأشخاص الطبيعيين وأنه لا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وأوضحت مدير إدارة المرأة والطفل والأسرة لجامعة الدول العربية د.منى كامل ضرورة توفير الخدمات التربوية والتعليمية والرعاية الصحية لذوي الإعاقة خاصة السيدات لتمكينهن من التواصل مع المجتمع لتحقيق أفضل شكل ممكن من التنمية.
وقالت الناشطة والباحثة الحقوقية في قضايا المرأة ذوات الإعاقة د.هبة هجرس ان المجتمع العربي ألصق التهميش والتمييز بالمرأة بشكل عام وبالمرأة ذات الإعاقة بشكل خاص، داعية إلى خلق كيانات للمرأة المعاقة وتفعيل أدوارها داخل الكيانات النسائية الموجودة فضلا عن التشبيك بينها وبين المجتمع على المستوى النسائي وعلى مستوى ذوي الإعاقة، مؤكدة ضرورة تخطي الحواجز النفسية التي يضعها البعض أمامهم في تعاملاتهم مع المرأة من ذوي الإعاقة مثل معايير الجمال والشكل والكفاءة والخدمات التي تقدمها المرأة للرجل وأوضحت أن تخطي هذه الحواجز يتطلب مثابرة من ذوات الإعاقة.[/COLOR]
[/B]
[IMG]http://im35.gulfup.com/6IXrB.jpg[/IMG]
عائشة مع إدارة المؤتمر
[IMG]http://im35.gulfup.com/PtBTX.jpg[/IMG]
د.جهدة ابوخليل مع عائشة الحشاش
[IMG]http://im35.gulfup.com/xYzg8.jpg[/IMG]
الزميلة هناء السيد مع عائشة ووالدتها
[IMG]http://im35.gulfup.com/kyFiy.jpg[/IMG]
عائشة مع إحدى المشاركات في المؤتمر
[IMG]http://im35.gulfup.com/Iub36.jpg[/IMG]
إحدى المشاركات تتقدم بإهداء إلى عائشة
[IMG]http://im35.gulfup.com/9EMDE.jpg[/IMG]
سبيكة الغيص والدة عائشة الحشاش تتحدث لـ «الأنباء»
[IMG]http://im35.gulfup.com/znF08.jpg[/IMG]
عائشة الحشاش