[B][COLOR=#090909]العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة يسجلون كل يوم تحديا جديدا في غزة ويضعون بصمة لهم بوصولهم إلى منصة التفوق، كما وينثرون الفرح بين أقرانهم وأهاليهم وغيرهم ويثبتون أن المعاق هو من يستسلم للظروف وليس العاقة بالجسد.
من بين من سنسلط عليه الضوء اليوم هو المدرب نهاد جربوع (27 عاما) متزوج ولدية طفلة حيث أصيب بإعاقة دائمة في جسده بعد أن أعطيت له حقنه بطريق الخطأ وكان مصابا بحمى شوكيه ليصبح ملازما للكرسي المتحرك.
إصابته هذه منعته من الالتحاق بالمدرسة فكان اغلب المدراء عندما يشاهدوه يرفضون أن يستوعبه في صفوف مدارسهم، وفي عمرالـ 13 عاما طُلب في احدى المهرجانات أن يتواجد طفل يغني فقام والده وكان مُدرسا في المدرسة التي ستقيم المهرجان بعرض ابنه نهاد على المدير من اجل أن يغني فنجح في الاختبار وكانت أول مشاركة له.
المشاركة هذه كانت الفضل الأول له في أن يصل إلى ما وصل له الآن ويقول نهاد ” أنا امتلك صوت جميل جدا وهذا الصوت جعلني التحق بالمدرسة، فبعد أن نجحت في المهرجان طالبني المدير لأشارك في مهرجان آخر فشرطت عليه أن يسمح لي بالدراسة بالمدرسة مقابل أن احيي له المهرجان”.
ووافق المدير على هذا الشرط بعد أن تأكد بان نهاد يستطيع أن يعتمد على نفسه في الحركة ولن يكون عالة على الطلبة في الفصل أو مدرسيه، ليلتحق في السنة الأول ابتدائي وكان عمره 13 عاما.
لم يتأثر كثيرا نهاد بتقدم عمرة ويقول “ساعدني صغر حجمي بعدم التفرقة بيني وبين طلاب الصف الأول ولكن كان ذكائي اكبر منهم، كما لم تمنعني اعاقتي من أن يكون لدي الإصرار والعزيمة للتفوق وهذا ما جعلني انجح في ما قررت أن أكون فيه”.
واستطاع أن يكمل نهاد الدراسة وفي تلك الفترة شارك في العديد من المهرجانات المختلفة التي كانت تقام في مدارس الوكالة والمؤسسات أما على مستوى المحافظة رفح جنوب القطاع أو مستوى محافظات غزة.
بعد إنهاء فترت درسته بدأ نهاد في تطوير قدراته الشخصية واستطاع بمساعدة أخيه إيادوهو ممثل مسرحي أن يصبح مدربا للمسرح.
ويقول ” أثناء تدريب أخي إياد على المسرحيات تعلمت كيف أدرب على المسرح والان اقوم بتدريب العديد من الأطفال وغيرهم على التمثيل في المسرحيات التي تطلب مني من خلال المهرجانات والمدارس “.
التدريب المسرحي عملية ليست سهلة فهي بحاجة إلى شخص سليم وخاصة من ناحية قدميه ونهاد لا يستطيع الحركة بدون استخدام الكرسي المتحرك ولكن إرادته القوية جعلته يعمل المستحيل ليضيف ” لا يوجد عمل صعب على المعاق أن يقوم به ولكن الإنسان دائما بحاجة إلى إرادة ودافع قوي وأنا أحببت عمل المسرح لذلك نجحت في هذا العمل”.[/COLOR][/B]
[IMG]http://im34.gulfup.com/Van0l.jpg[/IMG]
[B][COLOR=#040404]تحدي ونجح…
ويبين أن الإعاقة لم تقف إمامة بل جعلته يتحدي وينجح ويصبح مدربا متعارف علية في منطقة رفح، فكثيرا ما يطلب منه أن يعد مسرحيات للمشاركة فيها في المهرجانات أو في الدروس النموذجية أو لأحياء مناسبة معينه وليس هذا فقط بل أن يكون منسقا ومعدا للمهرجان بشكل كامل كما انه يغني وينشد فيها بمشاركة فرقة كونها من ذوي الاحتياجات أيضا.
لم يكتف نهاد بهذا القدر فقد طُلب منه أن يعد مسرحية استعراضية وكان تحدي له ليقول “عندما طلب مني أن أدرب 14 طفلة على عرض مسرحي لأغنية زهرة المدائن كان أمرا صعب علي ومفاجئ لي، ولكن لم ارفض هذا الأمر وبدأت في تدريبهم واستمر التدريب 3 شهور كاملة لنشارك في المهرجان الرئيسي لوكالة الغوث وتكون مسرحية مميزة ولم يصدق احد بان من درب الفتيات شخص لا يستطيع المشي على قدميه”.
هذه التجربة لم تكن سهلة لدى المدرب ولكن بمشاركة أخيه ومساندة جميع من هم بجانبه استطاع أن يحقق ما لم يستطيع تحقيقه أصحاء فالمسرح الاستعراضي من أصعب المسارح وعملية التدريب على الحركات المتناسقة والخاصة لكل فقرة صعبة أيضا ولكنه نجح فيها، كما انه أنتج 3 مسرحيات بشكل كمل ضمن فرقة كونها من 19 شخصا عرضوا في العديد من المؤسسات والمهرجانات.
وعن آلية انتاج المسرحية يقول نهاد ” في البداية تيم تحديد الهدف من المسرحية ومن ثم نحدد عدد الشخصيات ونكتب السيناريو ونبدأ في تدريب الأشخاص كلا حسب الشخصية التي أعطيت له “.
وفي أي مهنة يوجد مصاعب وعن ما يواجهه يقول ” هناك العديد من المتاعب ولكن أصعبها عندما يطلب منك إعداد مسرحية لأمور صعبة مثلا يطلب مني أن اعد مسرحية عن المغناطيس أو عن مسألة رياضية فاقع بتحير كيف يمكن كتابة مسرحية بهذا الموضوع ولكن في النهائية استطيع أن أتجاوز كل الصعوبات”.
وعن طريق هذه المهنة استطاع أن يتزوج وان يكون مسؤولا عن أسرة ومازال إلى اليوم يدرب الأطفال والكبار، كما انه وجد التشجيع والتقبل من المجتمع مع الاحترام لتحديه لإعاقته واعتماده على نفسه.
ويتمنى نهاد في نهاية حديثة أن يبحث كل شخص يوجد لدية إعاقة عن شيء يحبه داخلة وان يطوره وينميه وان يكون هناك اهتمام أكثر بذوي الإعاقات المختلفة فهم بحاجة إلى من يسانده ويساعده في تخطي كل الصعوبات التي تمر عليه.
وذكر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني ان عدد المعاقين في فلسطين بلغ 113 ألف منهم 75 ألف بالضفة الغربية أي ما يعادل 2.7%من مجمل السكان و38 ألف في قطاع غزة وهو ما يعادل 2.4%من مجمل السكان.[/COLOR][/B]