يقول أطباء أميركيون إنهم عثروا على سبب جديد محتمل لولادة أطفال التوحد، وهو يتعلق بالفترة الزمنية التي تفصل بين حملين متتاليين، بالإضافة إلى ما هو معروف من أسباب تتعلق بعمر الوالدين والبيئة والوراثة.
أوضح الأطباء في دراسة حديثة نشرت هذا الأسبوع، أن الأطفال الذين يولدون بعد مرور أقل من سنتين أو أكثر من ست سنوات على ولادة شقيق أكبر، تكون احتمالات إصابتهم بالتوحد أكثر من غيرهم بما يتراوح بين مرتين ونصف وثلاث مرات. مما يعني أن احتمالات إصابة الطفل الأول (البكر) أقل من احتمالات إصابة اشقائه.
أظهرت الدراسة أن احتمالات إصابة الأطفال الذين يولدون بفارق 15 شهراً هي الأعلى بين جميع المواليد.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتوصل إلى الأسباب الحقيقية، فان القائمين عليها قالوا إن السبب قد يكون استهلاك ونفاد عنصر مهم جداً لتطور صحة الدماغ، وهو حمض الفوليك وعنصر الحديد في جسم الأم بالإضافة لوزن الصغير وقت ولادته.
الدكتورة ليزا كروين مديرة برنامج أبحاث التوحد في مركز كايزر في كاليفورنيا، وهي الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، تقول إن النتائج التي توصلت إليها تعزز توصيات منظمة الصحة العالمية للنساء بضرورة الانتظار ما لا يقل عن عامين بين حمل وآخر.
وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن احتمالات ولادة أطفال التوحد للأم التي لا تزال في سن المراهقة أو تلك التي تجاوزت الأربعين حين الولادة أكثر من احتمالات إصابة أطفال غيرهن.
وفي إحدى هذه الدراسات، وكانت بإشراف باحثين من كلية الطب التابعة لجامعة آيكان في نيويورك، تم فحص أكثر من خمسة ملايين وسبعمئة ألف طفل من خمس دول، تبين أن الفارق بين عمري الأب والأم عامل رئيسي آخر في ولادة أطفال التوحد، بالإضافة إلى أنه كلما كان الأبوان متقدمين في العمر وقت الحمل زادت احتمالات إصابة أطفالهما بالتوحد.
أوضحت هذه الدراسة أن الآباء الذين تجاوزوا الخمسين وقت حمل نسائهم تكون احتمالات إصابة أطفالهم بالتوحد عالية بسبب الطفرات الوراثية في حيواناتهم المنوية، لكن الدراسة ذاتها لم تعط تفسيراً لحالة الأم المراهقة أو الأم التي تجاوزت الأربعين أو لفروقات السن بين الأبوين. وأوصى الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات للوصول إلى حقائق مؤكدة.
وتجدر الإشارة إلى أن طفلاً من بين كل 68 مولوداً في الولايات المتحدة يصاب بشكل من أشكال التوحد، أما في بريطانيا فالنسبة هي واحد في المئة. ومن المعروف أن احتمالات إصابة الذكور بالتوحد أكبر من احتمالات إصابة الإناث.
المصدر : فؤاد سلامة \ جريدة القبس