[B]|
شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره حفل تكريم 331 تربوياً بين معلمين وموجهين ومديري مدارس إضافة إلى 50 مدرسة متميزة تم اختيارها من المناطق التعليمية والمعاهد الدينية ومدارس التربية الخاصة.
وأوصى سموه المكرمين وفق قولهم بالاهتمام بالطلبة وبذل المزيد من التقدم والتطور قائلاً: لهم انتم «ذخر الكويت وسندها وبكم نعتز ونفخر».
ونقل المكرمون عن سموه اعتزازه وتمنياته لهم بالتوفيق في حياتهم العملية لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات، معرباً سموه عن سعادته بهذا اليوم «الذي يجني فيه المخلصون ثمار جهدهم واخلاصهم».
وكان سموه قد وصل إلى مكان الحفل على مسرح كلية التربية الأساسية حيث كان في استقباله وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف ووكلاء الوزارة ومسؤوليها فيما حضر الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة علي الراشد ورئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ احمد الحمود، وعدد من الشيوخ والوزراء.
وقال الحجرف في كلمة ابتدأ بها الحفل «تؤكدون يا صاحب السمو حرصكم الكريم على إحاطة التعليم في وطننا برعاية غير مسبوقة تدل على ما للعلم والتعليم من أهمية راسخة في وجدان سموكم ووجدان أهل الكويت، أهمية تواصى بها أبناء هذا الوطن وتوارثوها جيلا بعد جيل».
وصف اليوم العالمي للمعلم باليوم المبارك، الذي يتجدد اللقاء فيه مع قائد مسيرة وطننا العزيز بمناسبة أخرى من مناسبات التكريم المتلاحقة، لأبناء الكويت.
وأضاف الحجرف «ها انتم يا سمو الأمير تكرمون العلم والتعليم من خلال تكريم نخبة متميزة من المعلمين والتربويين، لها بالغ الأثر في حياة مجتمعنا، نخبة تحمل اجل رسالة، وتضطلع بأعظم مسؤولية، وتنهض بأثقل أمانة، وبقدر وعيها وإدراكها وإيماناً بجلال مهمتها وحرصها على النجاح في النهوض بمسؤولياتها ستحقق التقدم والنماء في كافة مجالات الحياة في وطننا العزيز.
ولفت إلى أن صياغة وجدان الأفراد والشعوب ترتكز على أمور ثلاثة أولها الأسرة وما تحرص عليه في تنشئة أبنائها وثانيها المدرسة ورسالتها في إعداد أبناء الوطن، وثالثها المجتمع بما سيقدمه من رعاية مستحقة، مؤكدا أن المعلم هو الركيزة الأساسية والاهم التي تقوم عليها تنشئة أبناء الوطن مؤكداً أن الكويتيين حرصوا منذ نشأتهم على هذه الأرض الطيبة أن ينزلوا أهل العلم منزلة التكريم والتقدير، وقابلهم أصحاب العلم والفكر والثقافة أنفسهم بالحرص أيضاً على أن يكونوا أهلاً لهذا التكريم المجتمعي، فكانوا قدوة طيبة بسلوكهم، وروادا بعطائهم وحرصهم على نهضة مجتمعهم، فجادوا بجهودهم، وبذلوا علمهم، وتبرعوا بممتلكاتهم ليسهموا في توفير محاضن للعلم، وليسهموا في دفع مجتمعهم في مسار التقدم والارتقاء، مستشعرين المسؤولية المجتمعية للعلماء والمعلمين.
وقال «في هذا العصر الذي أصبح فيه العلم الغاية والوسيلة والمحك الذي تتحدد به مواقع الدول على خارطة العالم المتقدم، إننا جادون في الاضطلاع بمسؤولياتنا والمضي قدما في استكمال المشروعات الطموحة لوزارة التربية، وفق مطالب الجودة الشاملة والسعي الدائم إلى الارتقاء والتميز، الذي أصبح سمة أساسية للتطوير في هذا العصر وكل عصر قادم، مرتكزين في مسيرة التطوير على مقومات أصبحت ضرورة حتمية لكل نظام تعليمي معاصر.
وعن أهم هذه المقومات الأساسية، قال الحجرف «تزويد المتعلم بالمهارات الحياتية الضرورية لتواصله مع المجتمع، مثل استخدام التكنولوجيا وامتلاك ناصية اللغات التي تمكنه من التواصل مع معطيات العصر من فيض المعرفة وسيل المعلومات المتلاحقة، ووفرة التطبيقات التكنولوجية المذهلة، وقبل ذلك ترسيخ منظومة من القيم في مقدمتها الجدية في العمل والتسامح وقبول الرأي الآخر والولاء والانتماء والحرص على الوحدة الوطنية والتفاعل الايجابي مع معطيات التطور في كل المجالات مؤكداً حرص وزارة التربية على تطوير النظام التعليمي وكافة عناصر منظومته من كتب ومناهج وطرائق تدريس وإدارة مدرسية وبيئة جاذبة للتعلم، وفي مقدمة كل ذلك المعلم الذي هو عصب العملية التعليمية واهم عناصرها، والذي يحظى بشرف تكريم سمو أمير البلاد اليوم، والذي خصته الدولة بكادر وظيفي يتناسب مع مكانته وقدره ورسالته».
كما أشار إلى حرص وزارة التربية على تمهين التعليم وجعله مهنة جليلة لا يزاولها إلا من يحوز رخصتها وفق هذه المعايير العالمية، مضيفاً « سنعمل على تحقيق الجودة الإدارية لمؤسساتنا التربوية التي تنعكس إيجاباً على كافة عناصر المنظومة التعليمية ومخرجاتها مبيناً في الوقت نفسه ان المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات في كافة المؤسسات التربوية، يدركون ما توفره الدولة لهم من امتيازات وما تحرص على إحاطتهم به من رعاية وتكريم، مضيفا بالقول «أنهم ليعاهدون الله وسمو الأمير على أن يكونوا أهلاً لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وحمل هذه الرسالة الجليلة التي شرف بها الأنبياء والعلماء، وأنهم يحرصون دوما على مواكبة المستجدات التربوية والمستحدثات العلمية والأخذ بمتطلبات التنمية الذاتية التي تمكنهم من أداء عملهم على النحو المأمول من الجودة والتميز والارتقاء».
ولفت الحجرف إلى أنه في موازاة تكريم المعلم، نستذكر تكريما آخر للكويت وقيادتها وشعبها، متمثلا في اختيار منظمة اليونسكو للراحل الشيخ عبد الله الجابر الصباح، أول رئيس للمعارف في الكويت ضمن قائمة ابرز الشخصيات في القرن العشرين التي أثرت في مجتمعاتها من الناحية العلمية والنظامية، فلقد كان لإسهاماته واضطلاعه بتأسيس دائرة المعارف في منتصف القرن الماضي الأثر الكبير في تأسيس التعليم النظامي في الكويت ووضع اللبنات الأولى في مسيرتنا التعليمية.
ووجه الحجرف التهنئة للمعلمين والمعلمات المتميزين والمديرين والمديرات أصحاب المدارس المتميزة الذين نالوا شرف تكريم سمو أمير البلاد، وهو الشرف الذي استحقوه بما حرصوا عليه من مثابرة وإخلاص وبذل وعطاء، وما قدموه لطلابهم من رعاية واهتمام داعيا إياهم إلى أن يكونوا القدوة الصالحة للطلاب في العمل، وفي احترام الرأي الآخر وفي فضيلة الاختلاف بمفهومها الحضاري الديموقراطي الذي يجعل التمسك والوحدة والانتماء للوطن غاية الغايات، وان يكونوا خير قدوة في البذل والإخلاص والعطاء لوطن أعطاهم الكثير.
من جانبها، ألقت مديرة ثانوية الفروانية سهام السهيل كلمة نيابة عن المكرمين في الحفل قالت فيها «اليوم يقف أمامكم يا سمو الأمير نخبة من المعلمين الأوفياء ليقطفوا ثمار جهدهم وإخلاصهم رسل العلم حملة الأمانة ليتذكروا بحرارة ولو بعد حين تكريم سموكم لهم ودعمكم المشهود لرفعة شأن المعلم» مبينة أن هذا الدعم تترجمه وزارة التربية في كل موقع من مواقع العمل التربوي ومؤسساته.
وعاهدت السهيل سمو الأمير بلسان كل معلم استحق هذه الوقفة بأن تكون وزملاؤها المكرمون للكويت جميعاً ولاء وانتماء وعطاء ولسمو الأمير بيعة وسمعاً وطاعة مؤكدة في الوقت نفسه حرصها وزملائها على غرس ذلك وتعزيزه في نفوس أبنائنا وأجيالنا الصاعدة.[/B]