إحساسه بآلام الآخرين دفعه الى رسم خارطة جسدية لعلاج الحالات المرضية والإعاقات التي استعصت على الطب التقليدي، من خلال توصله الى طريقة تقدم طرحاً جديداً للعلاج تسمى «طريقة قصار» المبنية على معالجة الأعراض عبر تحريض الأعصاب الشوكية والرقبية والصدرية والقطنية وعلى علاقة الأعصاب مع باقي الجملة العصبية، التي بدورها تسهم في تنشيط السيالة العصبية في هذه المناطق، التي تؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج للمرضى.
هذا ما أشار إليه مؤسس مراكز قصار للأمراض المستعصية الباحث ياسر مصطفى القصار في لقائه مع القبس، حيث أشاد بتنوع اهتمام المجتمع الكويتي بأبنائهم من ذوي الإعاقة، سواء ماديا أو معنويا، متمنيا أن تحظى هذه الطريقة من العلاج برعاية الجهات المختصة باعتبارها الطريقة الفريدة في العالم.
حالات متنوعة
وعن عدد الحالات التي عولجت عن طريق الأعصاب في الكويت، قال إنه تم عولج 2800 حالة من الإعاقات البسيطة والأمراض المزمنة والمستعصية والالتهابات التي لا تُعالج طبيا وأغلب إعاقات الحوادث، موضحا أن هذه الطريقة من العلاج تستخدم في علاج حالات إعاقات نقص الأكسدة الدماغية والشلل الدماغي والضمور الدماغي، خصوصا تلك التي تكون في وقت الولادة وتتزايد معهم وتؤدي إلى شلل كامل بالجسم وانعدام الاستيعاب مع المحيط وتخف تدريجيا، لتنعكس إلى شلل أو إعاقة جزئية تتمثل في ضعف في بعض الأطراف والتواءات وبطء في الحركة، وذلك بتنشيط أعصاب الدماغ من خلال التدليك بطريقة معينة على الأعصاب الداخلة والخارجة من الدماغ.
أمهات.. ولكن!
وأبدى القصار أسفه من بعض الأمهات التي لا ترغب في شفاء أبنائها من ذوي الإعاقة، نظرا الى الاستفادة المالية من وراء إعاقتهم، لافتا إلى أن ثمة بعض الأمهات رفضن إعلان شفاء أبنائهن وأخريات أوقفن علاجهم عندما لاحظوا شفاءهم.
ودعا إلى ضرورة التوعية وإعادة النظر في هذا الشأن من قبل الجهات الرسمية، فضلا عن ضرورة الاطلاع الكامل لتطورات الإعاقة، لافتا إلى سعيهم الى التعاون مع الهيئة العامة. واضاف ان الكشف المبكر عن الأمراض في الصغر يقي من الإعاقة في الكبر، مشددا على أن الكويت بحاجة إلى مركز متكامل لعلاج كل أنواع الإعاقة.
حالة المعاق
وقال القصار: الشيء الجديد لدينا هو أننا يمكن تغيير حالة المعاق، حيث إنه من خلال الاكتشافات العلمية التي اكتشفناها عن الأعصاب ودورها وعملها تبين أن هناك العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان، سببها الأعصاب ويمكن علاجها عن طريقها، باعتبارها المسبب الرئيسي لها، ولا يمكن علاجها إلا عن طريق هذا العصب، ولهذا السبب كانت مستعصية على العلاجات المعروفة التقليدية كلها، سواء بالطب الأكاديمي أو البديل.
الأعصاب
وحول كيفية الوصول الى علاج حالات ذوي الإعاقة، بيَّن القصار أنه في البداية تُعرِّف على دور الأعصاب، خاصة تلك التي تخرج من العمود الفقري أو النخاع الشوكي، التي تسمى أعصابا شوكية، وكونها هي عادة على محيط الجسم تسمى أعصابا محيطية، مشيرا إلى أن عمل هذه الأعصاب طبيا ثانوي جدا، يقتصر على الجانب الحسي والحركي، بينما تبين أنها لها دور فعال جدا، وتصل الى كل أعضاء الجسم.
وأوضح أن هناك نوعين رئيسيين من الأعصاب في الطب الأكاديمي، وهما الأعصاب القحفية التي تخرج من الدماغ، وتتكون من 12 عصبا. والثانية أعصاب السيمباتك، وهي مبهمة مجهولة العمل والهوية، وغير معروفة طبيعتها ولها علاقة بالحركات اللاإرادية بالجسم فيتم تجنبها، وبعد الاكتشافات تبين أن هذه المجموعات مترابطة بشكل متكامل ولا تنفصل عن بعضها، ومن خلال معرفتنا لهذا الترابط تبين الدورة الكاملة للسيالة العصبية بالجسم، وأصبح هناك وضوح أكثر لعمل الجملة العصبية في الجسم بشكل كامل، ومن خلال ذلك أصبحنا نتحكم في خلايا الدماغ عن طريق الأعصاب الداخلة والخارجة منها وذلك بطريقة معينة من التدليك.
القصار لوجي
وعن فحوى طريقة العلاج، قال انها اكتشاف جديد من قبله، ولا تعرفها أي مدرسة طبية وتسمى «القصار لوجي»، أي علم القصار وتتمثل هذه الطريقة في الكشف عن مكان المسبب للأذية، ومن ثم يُتعامَل معها بالتركيز عليه حتى يتم تعديله إلى الوضع الأقرب للطبيعي، ومع تحسن وضعية العضو المتضرر يقابله تحسن في الجسم، سواء كان ذلك عضوا معتلا أو مرضا أو إعاقة.
خلل
وعرَّف القصار مفهوم الإعاقة بأنه: خلل في جسم الإنسان يعيقه عن أداء أو إنجاز عمله، وبالتالي من هذا المنظور يتم علاج الأمراض التي ليس لها حل طبيا، باستثناء الأمراض السارية «المعدية» والأورام.
نتائج سريعة
ولفت القصار إلى أن العلاج بهذه الطريقة (تدليك العصب المسبب للأذي) يعد أقل ألما بالنسبة الى المريض، كما أن نتائجها سريعة، موضحا أن مدة العلاج تعتمد على حسب الحالة، فمثلا توجد الحالات التي تعتبر أطرافها ميتة طبيا، تستوعب العلاج في الدقائق الاولى من الجلسة من خلال تحرك العصب، ومعظم الحالات تظهر نتيجتها خلال 6 او 7 جلسات، أما الحالات التي تتأخر فتصل الى 100 جلسة.
وأشار إلى أن أكثر من %60 من الحالات التي عولجت لأقل من عمر عام ونصف العام وصلت إلى شفاء كامل، خصوصا حالات الضمور الدماغي، لافتا إلى أن الهدف من هذا العلاج هو تخفيف أعداد ذوي الإعاقة من خلال الكشف والمعالجة المبكرة.
حضانة للمعاقين
أشار القصار إلى تقبل المجتمع الكويتي لفكرة هذه الطريقة من العلاج، الأمر الذي دفعه إلى افتتاح مبنى آخر في المنقف، يتضمن حضانة للمعاقين الأطفال لإعادة تأهيلهم، مشيرا إلى أن هدفهم تحسين وضع المعاق صحيا والمحيط الذي يتعامل معه.
جلسة علاجية
أوضح القصار أن تكاليف جلسة العلاج تماثل سعر المساج العادي لكل الحالات، حيث يصل سعر الجلسة الى 15 ديناراً.
علاج مبتكر
قال القصار: لقد توصلنا إلى علاج مبتكر يفيد المعاق من الناحية الطبية الصحية، ولذلك إذا أصبح هناك اهتمام من الجهات المختصة للاستفادة من الإمكانيات التي نمتلكها سوف تحظى بنتائج عالية وبطريقة متطورة جدا لعلاج المعاقين.
الطب البديل
ذكر القصار أن هذه الطريقة الخاصة من العلاج مختلفة – تماما – عن الطب البديل الذي يعتمد على الممارسة والخبرة، مشيرا إلى انها تتشابه بالشكل الظاهري ولكنها تختلف علميا.
أمراض نفسية
أشار القصار إلى علاج معظم الأمراض النفسية والتي لها أسباب عضوية في أذي بعصب معين.