ننشر في هذا العدد القسم الرابع والأخير من دراسة (التصميم بلا عوائق) وكنا قد تناولنا في الأعداد السابقة القضايا الأساسية في هذا الاتجاه وبعض المقترحات لتصميم الفراغات الخارجية والداخلية التي تشمل المنحدرات والمرافق العامة ومواقف السيارات وردهات الدخول التي تعتبر أساساً للانتقال من الفراغات الخارجية إلى الداخلية وبالعكس ومقاييس هذه الممرات ومواصفات أماكن المعيشة وغيرها من التسهيلات التي تضمن حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي هذا القسم الأخير تتناول الباحثة العناصر المعمارية في الفراغات اجمالاً وأهمها الأرضيات والحوائط والجدران والأبواب والنوافذ والسلام والمصاعد وغيرها من المرافق.
تلعب العناصر المعمارية في الفراغات الداخلية والخارجية دوراً هاماً في الحياة اليومية للشخص ذي الإعاقة. فهي إما أن تؤثر بصورة سلبية عليه من خلال إعاقتها لحركته ووضع المعوقات والعراقيل التي تزيد من درجة إعاقته وصعوبة أدائه للأنشطة، أو أنها تؤثر بصورة إيجابية عليه من خلال مساهمتها في تسهيل حركته وتمكينه من أداء أنشطته بيسر وأمان.
من أهم العناصر المعمارية المؤثرة بدرجة عالية في أسس تصميم الفراغات هي الأرضيات. فهي يجب أن تكون ثابتة وغير قابلة للانزلاق. كما يراعى في أرضيات الحمامات أن تتكون من بلاط مانع للانزلاق حتى في حالة البلل. ويفضل استخدام السجاد لكسوة الأرضيات في كافة الفراغات ما عدا المطبخ والحمامات، ويراعى أن يكون بكامل مساحة الفراغ ومنع استخدام القطع الصغيرة التي قد تسبب أخطاراً للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي حالة استخدام البلاط بأنواعه يجب أن يكون سطحه مستوياً تماماً وأن تميل ألوانه للفاتح لخفض ظهور آثار العجلات الخاصة بالكراسي المتحركة عليه.
وبالنسبة للحوائط والجدران، فيجب أن تكون مبنية من مواد تسمح بتثبيت مساند تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على الحركة والانتقال بسهولة من الكراسي المتحركة إلى أي مكان آخر مثل المقاعد والأسرة. ويراعى أن تتحمل أوزان تصل إلى 150 كجم ـ 100 كجم وزن الشخص + 50 كجم عامل أمان). ويراعى استخدام واقيات للحوائط بحيث توضع على ارتفاع يتراوح بين (0.15 م ـ 0.40م) وتبعد عنه بمقدار (0.10م)، كما أن الزوايا البارزة للحوائط المتقابلة يجب أن تكون دائرية وليست حادة.
أما الأبواب فيراعى أن تركب عند زوايا الغرف وأن يستند الباب بعد فتحه على الحائط المجاور. ويجب أن يكون اتجاه فتح أبواب الحمامات إلى الخارج لسهولة إغاثة الشخص ذي الإعاقة. ويستحسن عدم استخدام الأبواب المتأرجحة أو الدوارة أو الأبواب القابلة للطي لمنع إصابة الشخص ذي الإعاقة. ويفضل إضافة يد أفقية على طول الباب وبارتفاع مقبض الباب لمساعدة مستعملي الكراسي المتحركة على فتح الأبواب. ويفضل استخدام الأبواب المنزلقة وبخاصة للمداخل الرئيسية على أن تكون من النوع الذي يفتح تلقائياً. كما يجب ألا يقل العرض الصافي للباب الذي يفتح تلقائياً عن (0.80م)، ويجب تزويده بوسائل تسمح بفتحه وغلقه يدوياً عند اللزوم. ويراعى حماية الأبواب لتلافى خدشها نتيجة احتكاكها بالكراسي المتحركة وذلك بتجليدها بصفيحة معدنية على الوجه الخارجي للباب بارتفاع (0.40م) من الأرضية. ومن الضروري عند تصميم الأبواب اتباع ما يلي من أبعاد ومقاييس، فيجب ألا تقل الفتحة الصافية للأبواب عن (0.80م) في المباني السكنية، و(0.90م) في المباني العامة. كما يجب ألا تقل الفتحة الصافية للأبواب التي تستعمل لمرور الأسرة دون مناورة عن (1.12م) أما في حالة المناورة فلا تقل الفتحة عن (1.42م). يراعى أن توفر الأبواب الأوتوماتيكية فترة زمنية للإغلاق تتراوح ما بين (4 ـ 6 ثانية). ويراعى تثبيت مقابض الأبواب على ارتفاع لا يقل عن (1.00م) من الأرضية. ويجب عدم استخدام مقابض أبواب دائرية، كما يجب تزويد الأبواب المنزلقة بمقابض من الجهتين.
أما الشبابيك فيجب أن تسمح بالرؤية خارج المبنى ولذا يجب ألا يزيد ارتفاع جلسة الشباك عن (0.60م)، مع توفير الحماية اللازمة من خطر السقوط على ارتفاع (0.85م) من سطح الأرضية. ويراعى ألا يزيد ارتفاع وسائل التحكم في الشبابيك عن (1.35م) ليتمكن الشخص ذو الإعاقة من الوصول إليها بسهولة. كما يجب تجنب استخدام الشبابيك المنزلقة رأسياً لصعوبة فتحها وغلقها.
وبالنسبة للسلالم التي تمثل أهم عناصر الانتقال الرأسي، فيجب أن يراعى في تصميمها توحيد جميع الارتفاعات القائمة والنائمة للسلم الواحد، ويستحسن عمل دراوي على جانبي السلم، كما يستحسن تمييز لون القائمة على النائمة، وعدم وجود أنف بارزة للنائمة. ويجب ألا يقل بعد ركن الحائط عن بداية أول نائمة عن (0.30م)، كما يراعى أن تكون أسطح النوائم ذات ملمس خشن ومانعة للانزلاق.
ويراعى ألا يقل عرض النائمة عن (0.28م) وألا يزيد ارتفاع القائمة عن (0.65م)، وألا يزيد فرق المنسوب بين البسطة والأخرى عن (1.20م)، وألا يزيد الارتفاع الكلي للقلبات عن (6.00م).
أما المصاعد فهي البديل الأقل جهداً من السلالم في عملية الانتقال الرأسي. ويراعى في التصميم استخدام مصاعد هيدروليكية لضمان وقوفها عند المستوى المطلوب، كما يراعى ترك مساحة لا تقل عن (1.50م x 1.50م) أمام المصعد لسهولة استخدامه من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة، أما في الأدوار الأرضية فيجب أن تصل المساحة إلى (1.80م في 1.80م) على الأقل.
وبالنسبة لعربة المصعد فيجب أن تزود جدرانها الجانبية والخلفية بمساند أفقية وتكون على ارتفاع (1.00م) فوق أرضية عربة المصعد. ويراعى أن تكون جدرانها مقاومة للصدمات الناتجة عن الكراسي المتحركة، وألا يقل عمقها عن (1.40م) وعرضها عن (1.10م) ما عدا الحالات الخاصة للأشخاص من ذوي الإعاقات الشديدة والتي يستخدمون فيها كراسي كبيرة الحجم، فلا يجب أن تقل الأبعاد الخاصة بعربة المصعد عن (1.80م x 1.80م). وبالنسبة لأبواب المصعد يجب ألا يقل عرض الباب الصافي عن (0.80) والمفضل (1.00م). ويراعى فيها امكانية فتحها يدوياً، ويفضل استخدام الأبواب المفصلية، وأن لا تزيد سرعة إغلاق الباب عن (0.3 م / ث) في المباني الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وعن (0.5 م / ث) في المباني العامة. ويراعى استخدام خلايا كهروضوئية للتحكم في فتح الأبواب وغلقها لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي حالة عدم التمكن من توفيرها تركب على الباب أجهزة تساعد على ترك الباب مفتوحاً لمدة (6 ثوان) على الأقل.
ويراعى أن تكون أزرار التحكم والإشارات الدالة في المصاعد من نوع سهل الاستعمال، وأن يكون مكانها ظاهراً يسهل الوصول إليه، ولا يقل قطرها عن (0.03م)، وتزود عربة المصعد بأجراس وهواتف تشغل ببطارية خاصة وتعمل في حالة انقطاع التيار الكهربائي. ويراعى ألا يزيد ارتفاع وحدة أزرار التحكم عن (1.30م) في المباني العامة، والارتفاع المفضل (1.05م)، كما يراعى إضافة إشارات صوتية للدلالة على وصول المصعد وذلك في حالة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
وهكذا فإننا نجد أن العناصر المعمارية تلعب دوراً هاماً ومكملاً لأداء الفراغات الداخلية الخارجية وتعتبر جزءاً لا يتجزأ منها، فهي تتفاعل مع بعضها لتكون أنساقاً معمارية مساعدة ومكملة لمختلف أنواع الأنشطة. كما أننا نجد أن أياً من هذه العناصر المعمارية لا يقل أهمية عن باقي العناصر فهي مترابطة وتعمل كل منها على خدمة ورفع كفاءة العناصر الأخرى داخل وخارج المبنى.