الكاتب \ مركز مغربى للعيون والاذن ابوظبى
الفحص الدوري للعين يمثل جزءاً هاماً من الرعاية الوقائية للعين إذ أنه يساعد على الإكتشاف المبكر لمشاكل الإبصار المرتبطة بتقدم العمر والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر
كلما تقدمنا في العمر طرأت على أجسامنا تغيرات قد تحد من نشاطها العادي ولا يستثنى الجهاز البصري من ذلك حيث ترتبط الكثير من أمراض العين واضطراباتها بتقدم العمر، وبفضل الله فإن الطرق العلاجية والجراحية الحديثة وكذلك الوسائل الفنية البصرية غالباً ما تمكن الأطباء من مساعدتنا على التمتع بإبصار جيد عندما نتقدم في العمر.
بعض الناس لا يحاولون اللجوء إلى العلاج الطبي ظناً منهم أن النظر الذي يتلاشى مع تقدم العمر لا يمكن استعادته وهذا مفهوم خاطئ، فالفحص الدوري للعين يمثل جزءاً هاماً من الرعاية الوقائية للعين إذ أنه يساعد على الإكتشاف المبكر لمشاكل الإبصار المرتبطة بتقدم العمر والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر والتغيرات التي تطرأ على البصر التي تظهر مع تقدم العمر تتطلب العناية المبكرة من قبل استشاري العيون الذي يقوم بعلاج المشاكل الطبية للعين ووصف النظارات الطبية أو إجراء العمليات الجراحية.
لكي تتم الرؤية لابد من مرور الضوء عبر القرنية وعدسة العين ثم سقوطه على الشبكية التي تنقل الصورة عبر العصب البصري إلى المخ، إن عدسة العين تغير شكلها باستمرار كي تركز الضوء الواقع على الأجسام الموجودة على مسافات متفاوتة من العين، وفي حالة العين صغيرة السن تكون العدسة مرنة ولكن مع تقدم العمر فإن العدسة تفقد مرونتها وتصبح صلبة وما إن يصل الشخص إلى الأربعين من عمره حتى تفقد العدسة القدرة على التكيف بسهولة كما كانت تفعل من قبل مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة، ولهذا يجد الأشخاص المسنون صعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح كما لا يمكنهم قراءة الحروف الصغيرة، وهذه الحالة الطبيعية يطلق عليها ضعف التكيف الشيخوخي وليس هناك علاج أو تمارين لاستعادة قوة التكيف، وكي نساعد العين على التركيز على الأشياء القريبة نحتاج إلى نظارة قراءة أو نظارة ذات عدسات ثنائية البؤرة، وغالباً ما نحتاج إلى نظارة طبية جديدة كل سنتين تقريباً فيما بين الأربعين والستين من العمر وذلك للتغلب على عدم وضوح الرؤية القريبة الذي تسببه صلابة عدسة العين المتزايدة.
يعاني بعض الناس من مختلف الأعمار من بقع تشبه أحياناً الذرات أو الحشرات الطائرة أمام أعينهم وتتكون هذه البقع في السائل الزجاجي وهو سائل هلامي صافي اللون يشغل جزءاً كبيراً داخل مقلة العين، وعندما نتقدم في العمر ينقسم هذا السائل إلى قسمين، أحدهما مائي، والآخر مخاطي، وقد يطفو الجزء المخاطي خلف العدسة مما يعطي الشخص إحساساً بوجود بقع داكنة اللون أمام العين، ومعظم حالات الذبابة الطائرة لا ترتبط بأي أمراض خطيرة في العين ومن حسن الحظ أنها غالباً ما تختفي دون أن تسبب أي تلف في العين إلا أن الازدياد المفاجئ في عدد الذبابات الطائرة قد يشير إلى وجود تلف في أحد الأوعية الدموية أو انفصال في الشبكية لذا فمن الضروري استشارة اخصائي العيون عند ظهور هذه البقع لمعرفة ما إذا كانت غير ضارة أو أنها بداية لمشكلة خطيرة.
تتكون الكتاركت عندما تصبح عدسة العين معتمة (في الوضع الطبيعي تكون العدسة صافية) وهذه الغشاوة التي تصيب العدسة تحدث بسبب تغير في التركيب الكيميائي وقد تكون هذه التغيرات الكيميائية نتيجة للتقدم في السن أو بسبب بعض الأمراض التي تصيب العين أو الجسم وأحياناً تحدث الإصابة بسبب وراثي أو نتيجة تعرض العين لحادث ما، ومن الجدير بالذكر أن بعض حالات الكتاركت تتكون ببطء بينما يتكون البعض الآخر بسرعة.
إذا لم يكن هناك تأثير للكتاركت على الرؤية فليست هناك حاجة لإزالتها أما إذا سببت صعوبة في القراءة أو قيادة السيارة أو كان لها أثر ضار على أسلوب حياة الشخص فلابد من التفكير في إزالة الساد بإجراء عملية جراحية، ولا يمكن إزالة الكتاركت بأشعة الليزر ولكن قد تستخدم الليزر بعد إزالة الكتاركت لفتح جزء من محفظة العدسة التي قد تصبح معتمة بعد عملية إزالة الكتاركت.
ويمكن إزالة الكتاركت بغض النظر عن العمر، وعادة ما تكون نتائج هذه العملية ممتازة والواقع أن هذه الجراحة من أكثر الجراحات شيوعاً، تجرى جراحة إزالة الكتاركت في المستشفى ويبقى المريض فيها فترة قصيرة بل إن كثيراً من المرضى يخرجون منها في نفس يوم الجراحة، وبعد إزالة العدسة المعتمة لابد من تعويض قوة التركيز حتى يتمكن المريض من الرؤية بوضوح حيث يمكن زرع عدسة داخل العين أو استعمال عدسات لاصقة أو نظارات طبية خاصة بالكتاركت. وكل هذه العدسات الصناعية تمكن العين من استعادة قوة التركيز إلا أن الرؤية النهائية لدى المريض تعتمد على سلامة الشبكية.
تصيب الجلوكوما اثنين على الأقل من كل مائة شخص متقدم في العمر وفي الحالات التي لا يتم علاجها مبكراً يصاب العصب البصري بالتلف بسبب ارتفاع ضغط السائل الموجود داخل العين ومن حسن الحظ فإنه يمكن الوقاية من فقدان البصر الناتج عن الجلوكوما إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه مبكراً قبل إصابة العصب البصري إصابة كاملة وعادة لا تظهر أية أعراض مبكرة للجلوكوما ولا يشعر كثير من مرضى هذه الحالة بأي شيء غير عادي حتى يفاجأوا بأن المرض قد استشرى وأفضل طرق الوقاية من فقدان البصر بسبب الجلوكوما هو الفحص الطبي الدوري بواسطة استشاري العيون.
في هذا الفحص البسيط والذي لا يسبب أي ألم يقوم الطبيب بقياس ضغط العين وفحص سلامة العصب البصري، وقد ينصح بإجراء مزيد من الفحوص في حالة وجود احتمال كبير للإصابة بالجلوكوما، وعند التشخيص يمكن إبطاء عملية فقدان البصر أو الوقاية منه بالبدء فوراً في علاج ضغط العين المرتفع ويمكن خفض ضغط العين باستعمال الأدوية وإذا لم يكن هذا كافياً فقد يوصي الطبيب بالجراحة العادية أو جراحة الليزر لخفض ضغط العين إلى المعدل الطبيعي ومع أن العلاج الناجح يمنع ازدياد نسبة فقدان البصر الناتج عن الجلوكوما فإن المريض لا يسترد بصره المفقود نتيجة لتلف العصب البصري.
إن الفحص الطبي الدوري هو الطريقة الوحيدة للاكتشاف المبكر للجلوكوما ومنع فقدان البصر الناتج عنها.
يحدث مع تقدم السن أن تقل القدرة على القراءة أو أداء أي أعمال مرئية دقيقة بسبب تدهور في حالة (الماقولة) وهي المنطقة المركزية في الشبكية ووظيفتها رؤية التفاصيل الدقيقة للأشياء الموجودة أمام العين.
إن فقدان الرؤية المركزية يجعل من الصعب أداء أي عمل عن قرب أو رؤية تفاصيل الأشياء البعيدة بدقة، ولا يتوقع لمعظم مرضى تدهور الماقولة أن يستعيدوا الرؤية الطبيعية، إلا أن الوسائل الحديثة لفحص العين والعلاج المبكر بأشعة الليزر قد يكون ناجحاً في تقليل فقدان البصر عند عدد قليل من المرضى وهناك وسائل مساعدة تمكن هؤلاء الأشخاص من القراءة مثل العدسات المكبرة الخاصة بضعاف البصر وحروف الطباعة الكبيرة والإضاءة الكافية فجميع هذه الوسائل تساعد في أداء الأعمال البصرية حتى بعد فقدان جزء من البصر المركزي الناتج عن تدهور الماقولة، وقبل وصف أي وسيلة لابد من إجراء فحص طبي شامل لتحديد إمكانية العلاج الطبي لخلل النظر المركزي من عدمه، ومن حسن الحظ فإنه بالرغم من أن الرؤية المركزية يمكن أن يصيبها الضرر الشديد نتيجة لتدهور حالة بقعة الشبكية فإن الرؤية الجانبية لا تتأثر مما يساعد مرضى الماقولة على الرؤية بطريقة تكفي للعناية بأنفسهم وأداء أي عمل لا يحتاج إلى رؤية مركزية حادة.
يؤثر مرض السكر على العين بطرق كثيرة منها حدوث تغيرات في الشبكية تتميز بنزيف من الأوعية الدموية الموجودة في مؤخرة العين وقد يؤدي عدم علاج هذه الحالة إلى انفصال في الشبكية وقد يؤدي إلى العمى. ولا يعاني جميع مرضى السكر من تغيرات في الشبكية إلا أن احتمال حدوث مثل هذه التغيرات يتزايد مع طول مدة الإصابة بمرض السكر.
وحتى وقت قريب لم يتم التوصل إلا إلى وسائل قليلة جداً لمنع تغيرات الشبكية التي تحدث نتيجة مرض السكر. والآن يستخدم أخصائيو العيون شعاعاً ضوئياً قوياً من الليزر لغلق الأوعية الدموية النازفة وتقليل احتمال فقدان البصر. ولابد لمريض السكر أن يجري فحصاً بصرياً على فترات دورية وذلك بهدف تشخيص الحالة وعلاجها على الفور لمنع فقد البصر.
إن أخصائي العيون هو الطبيب الذي نال تعليماً وتدريباً، ثم أخذ ترخيصاً لإمدادك بالرعاية الشاملة للعين بما فيها تشخيص مشاكل العين وعلاجها في سن الشيخوخة وتشمل هذه الرعاية إجراء فحص شامل للعين، تحديد العدسات الطبية الملائمة، تشخيص أمراض واضطرابات العين وأمراضها مع تحديد العلاج الطبي أو الجراحي المناسب.
إن التطور الحديث في جراحة العين قد أتاح لأخصائي العيون أن يقوم بالكثير لعلاج مشاكل العين المرتبطة بالشيخوخة وبفضل هذه التطورات تمكن أشخاص كثيرون من الاستمرار في التمتع برؤية مفيدة لعدة سنوات أكثر مما كان ممكنا من قبل.
فإذا كان لديك أي استفسارات أو معلومات أخرى اتصل بأخصائي العيون وتذكر أن استشاري العيون هو الطبيب الوحيد الذي يقدم الرعاية الشاملة للعين علاجياً وجراحياً وبصرياً.
إنه بصرك… وعيناك تستحقان منك كل رعاية ممكنة.
تأسست مجموعة مستشفيات ومراكز مغربي عام 1955 كمستشفى للعيون بجـدة وهي أول مستشفى متخصص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا واليوم هي أكبر المجموعات الطبية بالشرق الأوسط وأفريقيا العاملة في مجال طب العيون والأذن والأنف والحنجرة والأسنان التي تقدم خدماتها سنوياً لأكثر من خمسمائة ألف مريض كما تجري أكثر من خمسين ألف جراحة.
في نهاية السبعينيات قررت مستشفيات ومراكز مغربي زيادة نطاق خدماتها المقدمة في منطقة الخليج بإضافة تخصصات الأذن والأنف والحنجرة والأسنان، وكان الهدف من هذه الخطوة الاستراتيجية هو تنويع الخدمة الطبية المميزة المقدمة لعملائها في مجالات جديدة.
في عام 1997 اندمجت مستشفيات ومراكز مغربي مع إيه إم آي السعودية المحدودة AMI Saudi Arabia Ltd وهي إحدى شركات مجموعة زينل ومن أكبر شركات إدارة المستشفيات بالشرق الأوسط. ويعتبر هذا الإندماج صهراً لأعلى معايير الجودة في الخدمة الطبية مع أكثر مهارات الإدارة الطبية تفوقاً في بوتقة واحدة نقدم من خلالها رعايتنا لعملائنا بالمستوى الذي يرضينا.
ولقد انتشرت فروع مستشفيات ومرًاكز مغربي لتغطي الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال اثنين وثلاثين مستشفى ومركزاً طبياً ثمانية منها تعمل في المجال الخيري، ويتكون الفريق الطبي من 300 طبيب و600 ممرضة كما تضم منشآتنا 40 غرفة عمليات.