[B][COLOR=#090909]لم تكن الإعاقة يوماً “عائقاً” في مشوار الفنان التشكيلي الكويتي، ناجي الحاي، الذي رغم ذلك الكرسي الذي تشبث بجسده، سار نحو حلمه، وطرز لوحاته التشكيلية، فقدمها للعالم، في غالبية المحافل الدولية. ناجي الحي “نموذج” لأصحاب التحديات الخاصة وللأشخاص الأسوياء أيضاً، في قصة النجاح، ففي كل لوحة تأتي ألوانه لتعبد فضاء خاصاً به.
قدم عشرات المعارض الفنية، وحصد العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة المجلس العالمي للصحافة “وسام ووشاح التميز” من الدرجة الأولى في الكاريكاتير والفن التشكيلي في العالم العربي لعام 2010. ولو أردنا سرد سيرته منذ بداياته الأولى فلن تكفي صفحات قليلة، فقد شارك في معظم المعارض، سواء الشخصية أو الجماعية، وحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، وهو اليوم عضو في معظم الجمعيات التشكيلية، منها عضو بالرابطة الدولية بباريس، ورابطة الحرف اليدوية لقارة آسيا. يأسرك بحديثه، وحينما يتحدث عن لوحاته، يشعرك بأن كل لوحة هي غيمة أطلقها في الفضاء.
“الفن سفري وفسحتي”
يرفض “القيود” أو أن يكون مكبلاً، ويقول لـ”العربية.نت”: “مَن منا بلا قيود؟ ولكن الفن سفري وفسحتي، وأجد فيه نفسي مسافراً بين ألواني وأفكاري. وحين أجد استراحة ما أسترجع بها قصاصات أعمالي أنفذها ثم أبحر من جديد باحثاً عن نفسي لعلي أجدها بموضوع جديد”.
وعن صعوبة فهم المدارس التشكيلية، يرى الحاي أن قلة الوعي هي السبب في شح جمهور الفن التشكيلي. ويضيف “غالبية المتلقين يجدون صعوبة التميز بين المدارس وانعدام الرؤيا لمعالم مفردات العمل التشكيلي”.ولا يخفي الحاي حزنه من عدم الاهتمام بالفن التشكيلي. وفي هذا الشأن يقول “الفن التشكيلي رغم أهميته لا يجد اهتماماً جماهيرياً كالفنون الأخرى للأسف”.
ويعد الحاي كل لوحة ابناً شرعياً له، ويوضح قائلاً “العمل الفني كأحد أبنائي لن يتكرر، وأتمنى أن يتعرف الناس إلى ما احتوت معالم أعمالي، وأن تنتشر لدى أكبر عدد ممكن من ذواقي الفن، وهذه أمنية أي فنان ألا تسجن أعماله بين الجدران”.
اتجاه لوحاته
[IMG]http://im40.gulfup.com/uVFdp.jpg[/IMG]
الحاي منهمكاً بألوانه
وعن المدارس الفنية القريبة منه، قال الحاي “لكل فنان اتجاهه، وأنا أرسم متأثراً بالمدرستين الانطباعية والتعبيرية، اللتين من خلالهما أغوص في أعماق الحدث لأستخرج أسراره ومعانيه قدر المستطاع ولأفسر معالمه”.
وعما إذا كانت هناك لغة شعرية في لوحاته، يبين الحاي “أحياناً أجد تقارباً شعرياً وتناغماً بين ألواني وحروف الشاعر إذا تم الاتفاق بيني وبين الشاعر لحالة إنسانية لها دلالات فلسفية تفسر معنى المعاناة التي يحملها أي مغترب”.
افتقاد الناقد
في الجانب الآخر، يعترف الحاي بأن الفنان التشكيلي يفتقد الناقد في الخليج. ويقول “نفتقر للنقد الجاد البناء الذي يحمل أعباء الفن والفنانين لأرض خصبة وثراء فكري، فأحياناً نجد نقاداً ليست لهم صلة أو علاقة بالفن ويقحمون أنفسهم بلا مبرر. أما الإعلام فللأسف الشديد لا يوجد لدينا متخصصون بالفن التشكيلي، ما يجعل الدافع أكبر للساحة التشكيلية”.
في المقابل، لا يخفي الحاي الرقيب الذي يعيش بداخله، فهو برأيه معلمه، وأحياناً يجده يطلق صفارة الانطلاق لرحلته، ولا شك توجد لديه بعض القيود لا بد من احترامها والتقيد بقوانينها، على حد وصفه.
ويختلف مع من يرى أن الفنان التشكيلي متقوقع على نفسه وبعيد عن الشارع، فبرأيه “التشكيلي أقرب المقربين للشارع والحدث من الفنون الأخرى”.
“إعاقتي بركان هائج”
وعندما يتحدث عن إعاقته، يقول الحاي “أجد إعاقتي ترقباً للآخرين وتراكم أفكار لم أكن باستطاعتي تنفيذها، أمنيات مركونة منذ الطفولة، بركان هائج لعلي أجد فيه متنفساً جاء لحظة الانطلاق متى وأين لا أعرف؟ ولكنها ثورة عارمة لمخرج لا يتسع للخروج وفتحة ضيقة لبركان هائل”.
وبمزيد من المرارة، يتحدث الحاي عن دعم ذوي التحديات الخاصة، فيقول “ضعيف دعم المبدعين المعاقين، ولأني مع إخواني الأسوياء منذ بداياتي بجمعية الفنون الجميلة عام 1986، لم أجد من يدعمني كفنان حاصل على الكثير من الجوائز والمحافل العالمية للأسف الشديد”. ويضيف “لكن الحمد لله أن سيرتي موجودة في جوجل، وبرأيي فيسبوك هو الداعم الوحيد لي الذي عرفني على شخصيات كثيرة في العالم”.[/COLOR]
[/B]