يُعد المعاقون شريحة مهمة من شرائح المجتمع وفئة عزيزة من فئاته، لهم سائر الحقوق مع مراعاة لأحوالهم وحاجاتهم، وتجد هذه الشريحة اهتماماً متعاظماً من قبل البعض ويتجاهلها آخرون.
وقد كتب الدكتور محمد هاشم عوض قصيدة وصف فيها حال ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم في تحديهم لإعاقتهم بإرادة وقوية عظيمة.
اليقولوا معوق حتى عذير/ أنا قادر اتفوق أفوت الغير ماعندي رجل أو حتى عجل/ بس بوصل أول بعزم أكيد/ لو من غير يد عطاي ممتد /لكل أحد بدورني نصير/ لو سمعي ودع برضو ح اسمع ـ أجاوب أسرع لمنادي الخير.
تفوق واضح
وفي السياق، تقول سلمى الطاهر: رغم ظروفهم الصحية إلا أنهم أظهروا تفوقاً واضحاً في الكثير من المجالات، متفوقين في كل المجالات عن أقرانهم الأسوياء. وتضيف: صحيح أن الإعاقة تكون في الجسد، لكن الفكر والعقل يميزان صاحبهما كثيراً.
نموذج مشرف
وفي إطار الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة عرضت السفارة الأمريكية بالخرطوم نموذجاً، يبرهن قدرة هؤلاء على التفوق والتحدي بعزيمة جبارة وإرادة قوية وإظهار مهارات إبداعية تدهش حتى من يمتلكون صحة واكتمالاً للجسد والأعضاء. ويبرهن كذلك القدرة على مجابهة كل أنواع الصعاب بتخطيها والقفز فوقها بزانة العزيمة والإرادة الأقوى.
عزيمة قوية
حيث تم عرض فيلم يحكى قصة رحلة تسلق لمعاق حركيا اللهم إلا رأسه السليم، وحتى طريقة نطقه للكلام يصعب استيعابها لإعاقة في النطق ملازمة للإعاقة الحركية والمعاق هو أمريكي الجنسية، ولربما زاد على عزيمته الجبارة، وعزز منها الإمكانيات التي توفرت له حسب منشأه وإقامته، حيث تابعنا عبر مشاهد الفيلم مرددين (سبحان الله ـ تجلت قدرة الخالق)، كيف وعبر التعلق عن طريق حبال تم ربطها وسط هذا المعاق ويتم إطعامه وسقيه قارورات المياه ليواصل رحلته متسلقاً حتى آخر قمة الجبل في قدرة وتفوق يحسده عليها أصح الأصحاء، حتى منتهى رحلته التي برغم مشقتها قضاها بسهولة من أعالي الجبل ونتواءته ومنعرجاته وعلوه الشاهق، حتى نزوله واستقبال أسرته له بالدموع، حتى أبكونا معهم في مشهد مفرح، وإن كان قد اكتسى بالدموع، ويعد انتصارا لرياضة المعاقين وإبداعاتهم في شتى المجالات.
دعوة للجميع
كارولين شنايدر رئيس قسم الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية ونائبتها جيني أشرفتا على البرنامج ورحبتا بالحضور الذي تفاعل مع العرض، بينما قدمت جيني سكرتير اللجنة البارالامبية السودانية أحمد الشريف محمد، الذي تحدث عن رياضة المعاقين وحقوقهم، داعياً لالتفات خارجي تعزيزا لمقدراتهم وجهودهم، مشيداً بتجربة بطل الفيلم، وشاكراً وزارة الخارجية الأمريكية على منحها له الفرصة لحضور هذا الفيلم بواشنطون.
المصدر: جريدة النيلين .