التوحد أو “الأوتيزم” واحد من الأمراض المعروفة على نطاق واسع، والتى تصيب الأطفال وتحدّد شكل حياتهم فى السنوات التالية، على خلفية ما تتركه عليهم من آثار فى القدرات الذهنية والاستيعاب والتواصل مع الآخرين.
ورغم تأثيرات مرض التوحد الواسعة إلا أنه ظل لعقود طويلة مجهولاً أو غير واضح بالنسبة لكثيرين من الآباء والأمهات، وإلى الآن هناك كثيرون منهم لا يعرفون أهم الأسباب والأعراض وطرق التعامل والعلاج الفعالة والمهمة فى مواجهة هذا المرض، والذى يُعدّ واحدًا من الأمراض الفريدة من نوعها وذات الطبيعة الخاصة، والتى تحتاج إلى تدابير وإجراءات وخطوات مختلفة فى التعامل.
إذ يختلفون عن بقية الأطفال العادين فى نقاط واضحة للغاية من حيث المهارات الاجتماعية والتواصل، كما أن الأطفال المصابين بالتوحد تكون لهم لغتهم الخاصة، ولهذا فمن المهم تعلّم هذه اللغة من أجل التواصل معهم والاقتراب منهم بطريقة صحيحة، وهنا 3 نصائح علمية وعملية للتعامل مع الأطفال المصابين بمرض التوحد.
1- أهم الضوابط العملية فيما يخص التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، الاهتمام بتوفر حالة من التواصل الفعال معهم، ومعرفة اهتماماتهم وما يحبّونه وما يكرهونه أو يخافون منه، ومن هنا سيكون بالإمكان خلق محادثة صحية ومفيدة، واختيار الموضوع المريح بالنسبة لهم.
2- لا بدّ من الاهتمام، على قدر الإمكان، بالتحدث إلى الأطفال المصابين بالتوحّد باستخدام جمل قصيرة وواضحة، وبذلك ستتوفر له قدرة كبيرة على معالجة المعلومات بشكل أكثر فاعلية، خاصة وأنه من المعروف أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مشكلة فى إخراج الكلمات المنطوقة بشكل سليم، ولهذا قد يكون من الخطوات المفيدة كتابة الرسائل لهم، مثل “نحن نذهب لتناول الطعام الآن”، أو العمل على الاستفادة من الاتصال المرئى فى تحصين الاستجابة اللفظية.
3- من الخطوات العملية للتفاعل والتواصل الحى مع الأطفال من مرضى التوحد، اللجوء إلى الألوان والصور، إذ يميل مرضى التوحد إلى الاعتقاد والتفكير بصريًّا، وتكون لديهم ذاكرة بصرية قوية، لهذا يمكنك الاستفادة من الصور، ورسم المخططات والصور البسيطة التى تساعد على توصيل الأفكار، مع العلم أن الأطفال المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل أكثر فاعلية فى التواصل البصرى، لهذا فلا بدّ من استخدام الوسائل البصرية لخلق لغة حوار مع هؤلاء الأطفال.
المصدر : جريدة الكويتية