0 تعليق
2775 المشاهدات

مخترعة قلم المكفوفين شيخة الماجد: لا أعترف باليأس.. والإصرار أساس النجاح



معاناة ابن عمها الضرير مع استخدام «مسمار المكفوفين» شجعتها على الوصول إلى اختراعها

 

استضافت المخترعة شيخة الماجد للحديث عن اختراعها وكيف جاءت فكرته، ومشاريعها المستقبلية، والصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارها، وعن مشاركتها في معرض «اكسبو ميلانو» في ايطاليا، وكيف انبهر زواره والمشاركون بهذا الاختراع الكويتي، وفيما يلي تفاصيل اللقاء :

 حدثينا عن مسيرتك منذ البداية إلى أن تحقق حلمك واصبح واقعا؟

٭ في الحقيقة بدايتي كانت عام 2003 من خلال مسابقة الشيخة فادية، والتي قام بتنظيمها النادي العلمي في ذلك الوقت ،وكان عنوانها «العلم يتحدى الإعاقات» وبما انني كنت من أعضاء النادي العلمي منذ فترة فقد تأهلت للاشتراك بهذه المسابقة.

والأمر الآخر الذي كان له تأثيره البالغ في حياتي هو شخصية ابن عمي الضرير، وشعرت عن قرب بمعاناته في الكتابة من خلال استخدامه المسمار، حتى وصل الأمر به إلى كرهه للدراسة لوقت معين بسبب الألم بمفاصل يديه.

ومنذ ذلك الوقت قررت أن أساعد كل إنسان فقد نعمة البصر عن طريق فعل شيء يسهل على هذه الفئة عملية الكتابة ، وبفضل الله وبعد تجارب عديدة أصبح مشروع «القلم» وسيلة سهلة جدا في الكتابة لكل إنسان لا يرى بعينيه ويعاني كثيرا من استخدام المسمار القديم للكتابة .

سرعة وخفة

وأصبح القلم الجديد طريقة سهلة جدا للكتابة للمكفوفين بمجرد الضغط عليه باصبع الإبهام، حيث توجد اسبرنجة داخل القلم، تمنحه السرعة والخفة والمظهر الجميل وهو ما ينعكس ايجابيا على نفسية الإنسان الكفيف، إذ لا يشعر بوجود الفرق بينه وبين الإنسان الطبيعي من حيث مقدرته على الكتابة بأسلوب بسيط.

وماذا عن دور أسرتك في تقديم المساعدة لك؟

٭ بكل تأكيد كان هناك دعم كبير من عائلتي متمثلة في والدتي ووالدي وإخواني حيث كانوا بجواري خطوة بخطوة في تنفيذ هذه الفكرة، إلى أن رأت النور، وبشكل عام لم يقصر معي احد وبخاصة عندما كنت اذهب إلى الورشة الإنتاجية بالنادي العلمي وألتقي م. خالد حسن في «المخرطة» أثناء إعداد هذا التصميم.

وهل كنت تتوقعين نجاح هذا الاختراع؟

٭ بكل صراحة لم أكن أتوقع نجاح هذه المبادرة ووصولها إلى ما هي عليه الآن، حيث كان الهدف الأساسي الذي حملني على تنفيذ فكرة «القلم» بالمقام الأول هو المسابقة، وأيضا نظرا لحاجة ابن عمي إلى شيء يسهّل عليه عملية الكتابة نظرا لظروفه الخاصة.

النادي العلمي

هل وجدتي دعما من جهات حكومية أو خاصة غير مركز صباح الأحمد لاسيما ان بدايتك منذ 2003؟

٭ بدايتي كانت مع النادي العلمي، ونظرا لوجود متابعة من مكتب براءة الاختراعات في النادي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، فقد استطعت أن احصل على براءة اختراعي من خلال المؤسسة.

وبعدها أخذ مركز صباح الأحمد يتبنى المشاريع ، حيث بدأت ،كما يقولون، رحلة الجد مع مشروع القلم من خلال مراحل تصنيعه وتطويره، وذلك لوجود لجان متخصصة بالمركز لكل الاختراعات أو حتى مجرد الأفكار التي تقوم برعايتها ودراستها مع أصحابها إلى أن ترى النور، ناهيك عن اللجان الخاصة بالتطوير والتسويق ومنح براءة الاختراع، لذلك اعتبر أن البداية الفعلية لمشروع القلم كانت من مركز صباح الأحمد وحرص القائمين عليه على تقديم كل دعم ومساندة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

«إكسبو ميلانو»

وماذا عن مشاركتك بمعرض «إكسبو ميلانو» وكيف تفاعل الزائرون مع مشروعك وما مدى إعجابهم به؟

٭ لقد تشرفت بمشاركتي بمعرض «اكسبو ميلانو»، حيث كنت ممثلة عن مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع ،عن طريق وزارة الشباب وبالتنسيق مع وزارة الإعلام، حيث كنت ممثلة عن المركز ووزارة الإعلام سهلت دخولنا إلى المعرض وروجت للأفكار المعروضة. وهنا لابد من الاشادة بتفاعل الكويتيين بصورة كبيرة مع المشروع من اليوم الأول وقد زاد الحضور باليوم الثاني بعد أن تمت التغطية الإعلامية وعلم الجميع بوجود اختراع كويتي كان محل إبهار للجميع.

أفكار ومشاريع

هل فكرت في تطوير مشروعك؟ وماذا عن الأفكار المستقبلية؟

٭ استمر عملي منذ بداية تحويل الفكرة الى اختراع فترة طويلة ،حتى الوصول إلى نتيجته الحالية، وهذا ما جعل المشروع يمر بمراحل تطوير اعتقد أنها كانت كافية نوعا ما، فقد كان في البداية مجرد قلم إلى أن أصبح «نوت بوك» متكاملا من الممكن لأي إنسان مكفوف ان يحمله معه، وبكل تأكيد هناك مشاريع مستقبلية وعدد من الافكار المتنوعة التي نعمل عليها حاليا ونأمل الوصول بها الى بر النجاح وان يتحقق الهدف القائم من ورائها.

صعوبات وعوائق

دائما ما يواجه المخترعون معوقات وصعاب، فما ابرز المعوقات التي واجهتك وكيف كان التغلب عليها؟

٭ بدأت مشواري عام 2003 ، وهذه كانت أول صعوبة نظرا لصغر عمري وقدرتي على فهم أمور كثيرة تتعلق بالاختراع، لكن النادي العلمي لم يقصّر معنا في هذه الناحية ، وأثناء التنفيذ كان معي م. خالد حسن خطوة بخطوة داعما ومحفزا لي على تقديم الأفضل ،اضافة الى تشجيعه المستمر وبث الأمل.

وبعد ذلك واجهت مشكلة كيفية استخراج براءة الاختراع وحماية حقي الفكري، فلم أكن اعرف شيئا عن هذا الأمر نهائيا، كما ساعدني النادي عن طريق مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي بدورها خاطبت الولايات المتحدة الأميركية وتواصلت معه، إلى أن تم استخراج براءة الاختراع.

واهم معوق واجهني كان بعد الحصول على براءة الاختراع، حيث كانت فترة جمود فلم أكن اعلم ما هي الخطوة التي تلي الحصول على البراءة إلى أن تم افتتاح مركز صباح الأحمد الذي منحني المزيد من المعرفة ، لاسيما ان المركز نظم العديد من الدورات في مجال التسويق وحماية الحقوق الفكرية، وكل هذه المعلومات التي اكتسبتها من النادي العلمي ومؤسسة الكويت ومركز صباح الأحمد صقلت شخصيتي وساعدت على تقويتها.

إعجاب هولندي

وماذا عن موقف جمعية المكفوفين والأشخاص المقربين منك من اختراعك؟

٭ في الحقيقة ان اختراع القلم لاقى إعجاب الجميع ، واذكر أن رئيس الجمعية أعجب بالقلم جدا ووضعه في «مخباته» بمجرد أن أعطيته إياه، أما بالنسبة للأصدقاء والمقربين فقد جربت اختراعي من خلال ابن عمي الذي كان كثير الإعجاب به.

وأيضا تمت تجربة القلم على بعض المكفوفين من هولندا، وحظي باستحسان الجميع لأنه يحقق المزيد من الراحة لمستخدمه أثناء استعماله.

ولمن كان إهداء أول نسخة من اختراعك؟

٭ بالتأكيد أول نسخة كانت لابن عمي الكفيف ،الذي تخرج حاليا في الجامعة، وأيضا كانت هناك بعض النسخ التي أودعتها في جمعية المكفوفين لتكون في متناول الاشخاص الذين يحتاجون اليها لأنها وجدت من أجلهم وهم الأحق بها.

هل تم تكريمك من أي من الجهات الحكومية؟

٭ لم يتم تكريمي من أي جهة إلى الآن سوى من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، عقب حصولي على براءة الاختراع ، وهذا شيء معتاد مع أي شخص يحصل على براءة اختراع، وأيضا تم تكريمي في مؤتمر الصناعة والتجارة الخليجي من خلال وزارة التجارة والصناعة الكويتية ، حيث كرمت ضمن مجموعة من الشباب ذوي الاختراعات المختلفة، ولكن لم يكن هناك تكريم خاص لمشروع القلم.

لا يأس مع الحياة

ماذا تقولين للشباب بصفة عامة والمخترعين أو من لديه فكرة اختراع بصفة خاصة ؟

٭ أقول للكل لا يوجد شيء اسمه يأس أبدا، فمن فشل أو «طاح» يستطيع أن ينهض مرة أخرى، أما إذا تسلل اليأس إلى نفس الإنسان وتمكن منها فلن يستطيع أن ينجز شيئا أو يتغلب عليه ، فلا يأس مع الحياة.

وعلى المستوى الشخصي فقد فشلت مرات عديدة لكني استطعت أن اثبت قدرتي على النجاح، ومن لديه فكرة يريد تنفيذها على ارض الواقع فهناك العديد من الجهات كالنادي العلمي ومركز صباح الأحمد للموهبة والابداع ، وكل منهما له مميزات كثيرة تساعد صاحب الفكرة على تحويلها الى انجاز، من خلال توفير ورش العمل والمعدات والمشرفين المتخصصين الذين يتابعون الشباب ويقدمون لهم التوجيهات المناسبة في كل مرحلة من مراحل المشروع مهما كان نوعه.

اختراع «القلم» في سطور
 

اختراع شيخة الماجد المسجل كبراءة اختراع تحت رقم: B2 914 ,412 ,US V هو قلم كتابة لطباعة الحروف بطريقة «برايل» على صفحة ورقية، ويتضمن أسطوانة خارجية وقلماً مستدق الطرف محمولا على زنبرك ووحدة تنشيط محمولة على زنبرك في الطرف المقابل من الاسطوانة.

ويضم القلم جزءا أمامياً وآخر خلفياً بقطر صغير وسن، كما تم تضمين الوحدة الأمامية بأسطوانة تتضمن كتفاً يتحرك باتجاه الخلف.

ويوجد زنبرك أول حول الجزء الأمامي للقلم مقابل الكتف للجزء الأمامي والكتف الموجه للخلف بالوحدة الأمامية.

أما الزنبرك الآخر في الطرف المقابل من الاسطوانة فيقع بين الكتف الموجه للأمام على وحدة التنشيط وقاعدة الاسطوانة لتحريك القلم لخارج الاسطوانة لتشكيل الحرف بطريقة «برايل» .

 

 

المخترعة شيخة الماجد والزميلان عارف المشعان وعلي محمد
المخترعة شيخة الماجد والزميلان عارف المشعان وعلي محمد
شيخة الماجد خلال مشاركتهما في معرض إكسبو ميلانو
شيخة الماجد خلال مشاركتهما في معرض إكسبو ميلانو

 

المصدر : جريدة الانباء

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0