[B][COLOR=#0D0D0C]قطعة حجر صماء استقرت أمامه على طاولة خشبية منخفضة فى مستوى كرسيه المتحرك وسط هدوء الغرفة الصغيرة التى تناثرت بها أحجاراً مختلفة الأحجام ترك فوقها بصمات خيالة واضحة، أمامها جلس ساكناً لتخيل شكلها النهائى قبل أن يطلق ليديه حرية التصرف ولكرسيه المتحرك حرية الدوران حول الطاولة، بملامح جادة انعقدت تحت شعر ذقنه الكثيف و”كاسكيتته” التى قلما يخلعها من فوق رأسه انطلقت يديه للعمل بسرعة لا تعرف التوقف، من أسفل قبعته تدلى القلم الصغير الذى اعتاد الاحتفاظ به خلف أذنيه يلتقطه سريعاً لتدوين إحدى الخواطر الخاطفة التى لا تتوقف عن المرور بخياله، محتفظاً بهيئة “فنان تشكيلى” بدرجة “سفير” على الكرسى ذو العجلات الذى لم يمنعه يوماً من الحركة بحرية.
“أيمن فرغلى” فنان تشكيلى فى عقده الثالث تجاوز فنه لقب الاحتراف، على عكس جسده الذى لم يتجاوز حدود الكرسى المتحرك الذى استقر عليه فى رضا لا يعرف الانكسار، لم تمنعه الحادثة التى انتهت به على كرسى متحرك من الحصول على لقب “فنان تشكيلى” محترف سرعان ما تتغير على يديه أشكال الصخور الجامدة إلى أعمال فنية، “النحت على الحجر والطين والخزف” هى ما احترفه “أيمن” فى رحلة التحدى، شارك بأعماله فى صالون الشباب العام الماضى كواحد من معارضه الفنية التى لا يعرف لها عدداً، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بصالون الفن لدورتين على التوالى، ليضعها بجانب عشرات الجوائز الأخرى، لا يمتلك خلال ساعات يومه وقتاً يمكن إهداره ولا يندرج المستحيل ضمن مرادفاته اليومية
“الإعاقة طريقة تفكير وليست شكل جسد” هكذا اختار أن يبدأ حديثه عن قصته مع الكرسى المتحرك الذى لم يخجل منه يوماً، فالإعاقة بالنسبة له كلمة تحمل مفهوماً واسعاً، والمعاق فى نظره هو من يعجز عن تحقيق طموحه وتلبية حاجة مجتمعه، وليس من يعانى من شكل جسد يختلف فى أعين الآخرين.
ويقول “فرغلى” ” بداية الرحلة كانت حادثة، أجلستنى على الكرسى الذى هيأت نفسى لقضاء بقية عمرى فوقه، لم أتردد فى العمل فى المجال الذى عشقته أباً عن جداً، ولم يمنعنى الكرسى من المتحرك من توسيع أفاق طموحاتى إلى ما لانهاية”.
وعن أعماله الفنية ومجالات عمله يقول “فرغلى” حكايتى مع الفن التشكيلى بدأت قبل الحادثة بحب هذا المجال الذى ورثته أباً عن جد، بعد الحادثة بدأت فى تصميم أعمالى الخاصة والمشاركة فى ورش النحت والمعارض العامة، بعدها بدأت فى الرسم والمشاركة بورش الرسوم المتحركة إلى جانب تصميم ديكورات المسارح مع الفرق الشبابية التى لا تقل طموحاً وخيالاً، كما دخلت عالم كتابة السيناريو والإخراج، واستعد حالياً للمشاركة فى سينما الطفل من خلال فيلميين انتهيت من إنتاجهماهما “البصر والبصيرة”، و”حكاية حبل” وهى أفلام رسوم متحركة تتناول قضية الإعاقة من زاوية مختلفة، أؤكد بها أن الإعاقة ليست شكل جسد وإنما طريقة تفكير تقف أمام حرية الإبداع، وانتظر دخول الفيلم الأخير لمهرجانات عالمية.
“المرور بتجربة الحادثة التى أدخلتنى عالم ذوى الاحتياجات الخاصة، هى ما وضعتنى على عرش الابتلاء، ولم تكن بالنسبة لى سوى حركة دفع للأمام” بابتسامة لا تخلو من أمل لا يفارقه أنهى “أيمن” حديثه لليوم السابع، مؤكداً على أن الطموح بالنسبة له عمل متواصل والإعاقة طريق حياة مفتوح للوثب الطويل بلا حواجز.
[/COLOR]
[/B]
[IMG]http://im41.gulfup.com/K0Sov.jpg[/IMG]
[IMG]http://im41.gulfup.com/wcEMd.jpg[/IMG]
[IMG]http://im41.gulfup.com/YKjz6.jpg[/IMG]
[IMG]http://im41.gulfup.com/TWEFH.jpg[/IMG]
[IMG]http://im41.gulfup.com/eVz1w.jpg[/IMG]