أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الوِقايةَ من الهذيان delirium، الذي يعقُب الجراحة عند كِبار السنّ، يُمكن أن تُساعِدَ على شفاء هذه الشريحة من المرضى بشكلٍ أفضل.
قالَ الباحِثون إنَّ المرضى، الذين يُعانون من الهذيان بعدَ الخُضوع إلى جراحةٍ رئيسيَّة، هُم أكثر ميلاً لأن تسوءَ حالاتهم، ويشمل هذا نوعيَّةَ الحياة لديهم، وربَّما يصل الأمرُ إلى حدّ الوفاة.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة الدكتورة شارون إينوي، أستاذة الطبّ لدى كلية هارفارد للطبّ: “يُعدُّ الهذيانُ، الذي يحدُث على شكل بِداية مُفاجِئة من الارتِباك أو الاضطراب، مصدرَ قلق للبالغين من كِبار السن الذين يخضعون إلى الجراحة، أو الذين يُقيمون في المستشفى”.
اشتملت الدِّراسةُ على 566 مُشارِكاً، في عُمر 70 عاماً وأكبر، لم يكونوا يُعانون من الخرَف أو الهذيان قبل خُضوعهم إلى جِراحة انتِقائيَّة رئيسيَّة، ومكثوا جميعاً في المستشفى لثلاثة أيَّام على الأقلّ. قيَّم الباحِثون مُستوياتِ الارتِباك أو الهذيان عند المُشارِكين بعدَ الخُضوع إلى الجراحة.
وجد الباحِثون أنَّ 8 في المائة من المرضى حدثت لهم مُضاعفاتٌ رئيسيَّة أو مُضاعفات تُشكِّل خطراً على الحياة بعد الجراحة، ممَّا أجبرهم على البقاء في المُستشفى لفترةٍ أطول. كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ 24 في المائة من المرضى أُصِيبوا بالهذيان، ممَّا زاد بشكلٍ كبيرٍ من جميع العواقب السلبيَّة للجراحة، مثل البقاء في المستشفى لفترةٍ أطول والعودة إلى المستشفى خلال 30 يوماً.
نوَّهَ الباحِثون إلى أنَّ المرضى، الذين ظهرت لديهم مُضاعفاتٌ بالإضافة إلى الهذيان بعدَ الجراحة، كانت معدَّلاتُ العواقب السيِّئة لديهم هي الأعلى.
قالت المُعِدَّةُ الأولى للدراسة الدكتورة لاورين غليسون، من قسم الشيخوخة لدى مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن: “يجب أن يُدرِكَ الأطبَّاءُ التأثيرات السلبيَّة للهذيان، وأن يبحثوا عن طُرق للتقليل من تلك التأثيرات في كِبار السنّ من خلال استراتيجياتٍ وِقائيَّة، مثل تقديم الرِّعاية الخاصة بالشيخُوخة وتلبية احتياجات هذه الشريحة من المرضى للنوم والسوائل والتغذية وغير ذلك”.
قالَ الباحِثون إنَّه، في العام 2007، كان أكثر من ثلث مرضى الجراحة في الوِلايات المُتَّحِدة من الأشخاص في عُمر 65 عاماً أو أكبر، ومن المُتوقَّع أن تزدادَ هذه النسبة نظراً إلى الزيادة المُستمرَّة في أعداد كِبار السنّ.
المصدر: موسوعة الملك عبدالله .