0 تعليق
585 المشاهدات

أمل الدمخي تروي تجربتها مع ابنيها المعاقيّن بالسمع



[B][COLOR=#090909]الأم في مخزونها الباطني طاقة هائلة وجبارة، ودائمًا ما تقهر المستحيل بإصرارها وصبرها، وبصبر الأم وبطولاتها حطمت كل ما يقف أمامها من مواجهة ظروفًا بالغة القسوة في سبيل العبور بأبنائهن إلى بر الأمان.

أمل الدمخي وهي ناشطة في مجال الإعاقة.. أم صبرت واجتهدت تجاه أبنائها مما يعانون من إعاقة في السمع، لدرجة أطلقوا عليها لقب أم زراعة القوقعة، لكون أبناءها أول من أجرى عملية زراعة القوقعة في الكويت.

بإصرارها وعزيمتها التي لا تنكسر، استطاعت أن تتجاوز تجربتها المريرة، على الرغم من أن تجربتها الصعبة باتت ناجحة الآن، حيث أن طفلاها يسمعان ويتكلمان بشكل طبيعي، خصوصًا انهما اجتازوا المراحل التعليمية إلى أن وصلت فاطمة إلى الصف الثامن وأحمد الصف السابع.

الدمخي واجهت أمور ومشاكل كثيرة ما بين وزارة الصحة ومركز سالم العلي، خصوصًا انهما لا يوفران من الاحتياجات التي يحتاجونها من يجري عملية زراعة القوقعة، واستكملت حديثها مع وما واجهته برحلتها مع ابنيها من خلال السطور التالية…

تقول أمل: اكتشفت حالة ابنيّ فاطمة وأحمد بأن معهم ضعف شديد في العصب السمعي، وقد اكتشفنا حالتهما في وقت مبكر جدًا وهذا الشيء إيجابي يعتبر لنا، وعندما ذهبنا بهم إلى مستشفى الصباح وبعد إجراء الفحوصات وصفوا لنا سماعات طبية للاستخدام، ومع مرور الوقت سوف يسمعون ويتكلمون، ومشينا على كلام الأطباء واستخدمنا السماعة لمدة سنة كاملة دون وجود أي فائدة او نتيجة او أي استجابة لأي صوت.

وتابعت الدمخي قائلةً: قد قلت للأطباء هنالك أن السماعة لم يستفد منها أبنائي، فطلبت منهم حل آخر وكانوا دائمًا يعارضوني وتحججهم بأن لابد أن أتقيّد بالصبر، لأن المسألة تحتاج إلى صبر ووقت، فبالأخير لم أر أي حل لأبنائي، فأردت أن استفيد من الوقت في إيجاد حل لأبنائي قبل لا يفوت الأوان، وطبعًا أنا كأم لابد ان أسعى وأحاول بجهد ذاتي أن أجد علاجًا لأبنائي سواء في الكويت أو خارجها.

وأضافت: أنني سمعت عن زراعة القوقعة وأول مرة أسمع عنها، وأخذت جميع التقارير التي تتعلق بأبنائي من الأطباء وبأن العملية سوف تكون لهم في صالحهم، والعملية مكلفة الثمن وتكلفتها لأبنائي الاثنين حوالي 50 ألف دينار، وطبعًا من الصعب الحصول على ذلك، فصار شد ما بيننا وبين وزارة الصحة في علاج أبنائي، وقلت لهم إذا لم أجد علاجًا لابنائي في الكويت، فلماذا لا تبعثوهم إلى الخارج.. مشيرةً إلى أن بعد سنتيّن تمت الموافقة على علاجهم وليس للعلاج في الخارج، بل أتوا بفريق زائر إلى الكويت فكانت ابنتي فاطمة من ضمن أول ستة حالات اختاروهم لكي تعمل عملية زراعة القوقعة، فتمت العملية على خير ونجحت.

وأكدت أن العملية لها شروط في برامج التخاطب من قبل ولي الأمر ووزارة الصحة والمستشفى توفر لها، موضحة أن علمية زراعة القوقعة للمريض ويتم داخل البيت فالأفضل ان لا يعمل العملية أبرك وأحسن، فهنالك حالات لم يهتموا ببرامج التخاطب فلم يستفيدوا من زراعة القوقعة.

وذكرت الدمخي: أن بالنسبة لي فأخذت على عاتقي عهد بأن أبذل كل ما بوسعي وكل ما أقدر عليه، فعلى مدى عشر سنوات وعلى طول الوقت نأخذ جلسات تخاطب إلى أن وصلت فاطمة في المرحلة التعليمية إلى الصف الثامن وأحمد إلى الصف السابع، وبعد كل المشوار الطويل ما أسمح أن يكون هنالك إهمال أو تسويف من أي جهة حكومية والضحية عيالنا، ونحن وصلنا إلى هذه المرحلة وقبلها التمسنا الإهمال ولكن كان أملنا أن تتحسن الأمور فاعتقد إننا أعطيناهم وقت طويل وكاف في الإصلاح، ولكن لم أر الإصلاح بل أرى من سيء إلى أسوأ في جميع الخدمات التي من المفترض يوفروها كجهات حكومية لزراعة القوقعة.

وقالت الدمخي: بعد ما عملنا زراعة القوقعة، أنشئ مركز سالم العلي للسمع والنطق وفيه قسم خاص للقوقعة، فاستبشرنا خير في أن يوفروا لنا خدمات خاصة للقوقعة، ولكن لم يكن كما كنا نتوقعه، فكنّا نجتهد في أخذ الموعد لأبنائنا لكي يرى الدكتور أبنائنا، فإذا لم نفعل ذلك فهم لا يبالوا بذلك ولا يعلموا عنّا أي شيء.

وأشارت إلى ان مركز سالم العلي عندما افتتح، كان رئيسه دكتور معيّن لم يقدّم لنا الشيء إللي كنّا نتمناه وعندما غيروا رئيس مركز سالم العلي، وتأملنا فيه خيرًا، وقلنا هذا اللي سوف يصلح الأمور ويوفر لنا كل الذي نريده، وأعطيناه مهلة ومن قبل ستة شهور طلبنا أن نلتقي معاه أنا ومجموعة من الأمهات، وأول كلمة قال لنا أنا عندي عمليات وما عندي وقت، فلو عندك عمليات لماذا وافقت على مقابلتنا فكان من الأساس ان ترفض المقابلة.

وقالت: كلما قلنا له مشكلة، كان يتعذّر لنا بمشاكل المناقصات بين الشركات التي توفّر الأجهزة وما بين وزارة الصحة، فما ذنب أبنائنا بتلك الأمور، فوصلنا إلى نهاية الاجتماع دون أي فائدة، وعملنا شكوى لوزير الصحة وبعدها استدعانا رئيس المركز وسمعنا وعود بأن الأجهزة سوف نأتي بها، فإلى يومنا هذا لم نر أي شيء، الإنجاز الوحيد اللي عمله بأنه رمم المركز وغير الاثاث وعدل الديكورات، ولكن الإنجاز في مصلحة المريض لم نر أي شيء.

وناشدت الدمخي وزارة الصحة بتوفير أجهزة جديدة، فقانون المعاقين الجديد يكفل لنا هذا الحق، خصوصًا أن الجهاز مكلّف، وسعره فوق 10 آلاف دينار، ولا يوجد أحد فينا يستطيع أن يشتريه، فما بالك اللي عنده حالتين أو ثلاث حالات فماذا يفعل، فنحن أبناء الديرة والحكومة تكفل لنا حق التعليم والعلاج.

وتساءلت الدمخي باستغراب: لماذا يتخاذل مركز سالم العلي في توفير هذه الخدمات؟! لا توجد أجهزة وقطع الغيار وأنا محتاجة إلى قطعة غيار لأبنائي تبلغ تكلفتها للاثنين معًا حوالي 500 دينار، والجهاز بدون بطارية لا يعمل، ولا توجد لديّ الإمكانيات للتكلّف بشرائها، بالإضافة إلى الصيانة.. فالجهاز في أي لحظة قابل للعطل، وإذا تعطّل جهاز ابني لا يسمع وينقطع عن العالم، وحتى مدرسة لا يستطيع أن يذهب لها، لأنه لا يستطيع أن يسمع الدرس من قبل المدرس، فهذه الأمور مصيرية.

أما من جانب وزارة التربية.. فقالت الدمخي: إن هناك مدارس خاصة يدفع لها من 3 إلى 4 آلاف سنويًا من هيئة المعاقين، وللأسف هدفها الربح المادي، في مقابل أخذها للمبالغ ولكن لم توفر لنا أي شيء والنتيجة اللي وصل إليها أبنائي، فهذا من مجهودي الشخصي وتبعهم.

وطالبت الدمخي وزارة التربية بمواءمة المناهج، وهي مهمة وعزل الفصول لأن الصوت يتأثر به الطالب وما يسبب من تشويش للطالب، وهذه الأمور ليست صعبة على وزارة التربية، وكذلك توفير اخصائيين تخاطب كويتيين، نظرًا لأن الآخرين من الجنسيات الأخرى يتكلمون بلهجاتهم فجهاز القوقعي يحفظ هذه اللهجات كمثل الكمبيوتر.

واستذكرت الدمخي أن احد الوزراء أصدر قرارًا في سنة 2009 ينص على صرف لكل زارع قوقعة 300 دينار بدل بطاريات سنوية، ولكن إلى يومنا هذا لا نرى أي شيء من تطبيق القرار، فأتساءل لماذا لا يتم صرف بدل بطاريات؟! والقرار اللي اتخذه رئيس مركز سالم العلي، بأن مادام الهيئة العامة لشؤون الإعاقة تصرف لكم مبلغ معيّن، فتصليح أجهزتكم يكون على حسابكم، وقلنا له من قال أن الهيئة تصرف لنا مبلغ معيّن.. فقال لنا أن الدكتور جاسم التمار، وقلنا له ان الكلام غير صحيح بأن الهيئة تصرف لنا مبلغ معيّن، فالمفترض أن رئيس مركز سالم العلي يتحقق من معلومتنا من أن الهيئة تصرف لنا أو لا تصرف، ويمكن أنا غلطانه فمن المفترض أن يتحقق من الأمر.[/COLOR]
[/B]
[IMG]http://im40.gulfup.com/fozGa.jpg[/IMG]
[IMG]http://im40.gulfup.com/wCryh.jpg[/IMG]
[IMG]http://im40.gulfup.com/kt3gI.jpg[/IMG]
[IMG]http://im40.gulfup.com/pocnS.jpg[/IMG]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0